حصر النظام السوري المعلومات الإعلامية عن انتشار فايروس "كورونا" (COVID19)، بالمكتب الإعلامي التابع لوزارة الصحة، والاخير يعلن المكتب عن أعداد المصابين في سوريا دون توضيح مكان الإصابات بحسب المحافظات، ويعود ذلك إلى "تعامل المجتمع الرافض للمصاب"، بحسب تصريح إحدى الصحفيات العاملة في مناطق النظام لـ "سكايز".
الأعداد التي أعلن عنها النظام عبر وزارته لم تتجاوز حتى تاريخ 19 نيسان/أبريل 2020، (39) إصابة شفي منها خمسة مصابين وتوفي ثلاثة. بالمقابل، يعتقد "مركز جسور للدراسات" أن أعداد المصابين أكبر من ذلك بكثير، ويعطي أرقام، بحسب مصادر غير رسمية، تصل إلى 221 إصابة على أقل تقدير حتى 14 نيسان/أبريل الجاري.
مصادر بحثية عاملة على الأراضي السورية، رفضت ذكر اسمها، أكدت لـ "سكايز"، أن أعداد المصابين بالمئات إلا أن النظام يحاول منع نشر المعلومات بكل السبل المتاحة والتعامل مع الإصابات على أنها "ذات الرئة" أو أمراض التهابية مختلفة، إضافة للتعامل الأمني القاسي مع تلك الإصابات في حال الإبلاغ عنها، حيث تُقاد العائلة بكليتها إلى الحجْر الصحي تحت تهديد السلاح.
يعتمد المصدر، مؤشراً لمعلوماته، إعلان أعداد كبيرة من المستشفيات كمراكز استقبال لحالات مصابة من قبل النظام والفصائل العاملة معه من إيرانية وعراقية ولبنانية: حلب ودير الزور تحت الإدارة الإيرانية وكذلك مستشفى الإمام الخميني في دمشق الذي تحول إلى مركز يستقبل مصابي تلك الميليشيات. يُضاف إلى لمستشفيات السابقة فندق المطار ومستشفيات المجتهد والمواساة في دمشق، والقطيفة والنبك في ريف دمشق. كذلك جُهّزت ثلاث مراكز في درعا، وهنا يسأل المصدر: "كيف يعلن النظام عن كل هذه المراكز لـ 39 مصاباً فقط؟".
بعيدا من الأرقام وتفاصيلها وامتناع النظام عن الاعتراف بالأعداد الحقيقية، نشطت وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات التابعة له بشكل ملحوظ منذ يوم الاثنين 23 آذار/مارس 2020، عندما أعلن وزير الصحة في حكومة النظام نزار يازجي عن أول إصابة بالفيروس لشابة عشرينية قادمة من الخارج. بدأت هذ المنصات بالتقليل من خطورة الفيروس والسخرية من حالات الهلع التي أصابت الناس حول العالم، وتبنّي نظريات تآمريه مختلفة.
والسخرية هي امتداد لكلمات الوزير يازجي في لقاء مع قناة "الإخبارية السورية"، إحدى القنوات الرسمية، يوم الثلثاء 10 آذار/مارس 2020، حيث وجّه رسالة في نهاية اللقاء قال فيها: "أريد أن أقول الحمد لله الجيش العربي السوري طهّر الكثير من الجراثيم الموجودة على أرض سوريا، ونحن كقطاع صحي، وأنا شخصياً، نشكرهم على هذا الأداء، بالتوافق مع التعليم العالي والخدمات الطبية العسكرية والشرطية"، فيما أعرب "اتحاد الصحفيين السوريين" التابع للنظام السوري يوم الثلاثاء 14 نيسان/أبريل 2020، عن تقديره البالغ للدور الذي يقوم به الصحفيون والعاملون بقطاع الإعلام العام والخاص في سوريا بالتصدّي لفيروس "كورونا".
أظهر بيان الاتحاد الذي نُشر على وكالة الأبناء السورية "سانا"، أن الصحافيين السوريين "يؤدون دورهم بكل مهنية وموضوعية ومسؤولية... والتصدّي للشائعات والأخبار الكاذبة التي تحاول نشر الذعر بين الناس". ولفت إلى أن "قيام الصحفيين بواجبهم المهني والوطني ليس جديداً عليهم إذ إن ما قاموا به في مواجهة الحرب الكونية على سوريا خلال السنوات الماضية خير دليل على أمانتهم لرسالتهم المهنية والإنسانية والوطنية حيث قدموا الدماء الزكية فداء الوطن وحريته وسيادته وسلامة أراضيه".
إعلامياً أيضاً عُلقت طباعة الصحف الورقية الحكومة والخاصة في سوريا منذ اليوم الأول لإعلان أول إصابة، 23 آذار/مارس الماضي، واكتفت هذه الصحف بالنشر الإلكتروني، وتبع ذلك قرار لمجلس الوزراء قضى بإيقاف كل وسائط النقل الداخلي بين المحافظات اعتباراً من مساء اليوم التالي في 24 آذار/مارس، بينما داخل المحافظة نفسها بدءاً من مساء اليوم نفسه، على أن تلتزم الوزارات والاتحادات ومنشآت القطاع الخاص الإنتاجية بتأمين وسائل النقل للعاملين المناوبين لديها بالشكل المطلوب.
وقبل إصدار القرارات السالفة الذكر، عُقِد اجتماع مطوّل، يوم الأحد 22 آذار/مارس، مع وزير الإعلام عماد سارة، حضره رؤساء تحرير صحف «الوطن» الخاصة و«تشرين» و«الثورة» الحكوميتين، ومدير عام مؤسسة الوحدة للطباعة والنشر، لاتخاذ قرار بتعليق صدور الصحف الورقية السورية، على أن تستمر بالعمل على مواقعها الإلكترونية، "وتقديم كل ما هو مفيد من أخبار للمواطن السوري أينما كان"، بحسب تقرير نشرته صحيفة "الوطن" عبر موقعها.