أعلنت إذاعة "
فريش"، يوم الجمعة 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، اغتيال مديرها الناشط الإعلامي السوري المعروف رائد الفارس، والمصوّر حمود الجنيد، برصاص مجهولين في مدينة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي.
وقال الناشط الإعلامي العامل في إذاعة "فريش" علي دندوش الذي كان برفقة الفارس والجنيد لحظة وقوع الجريمة: "خرجنا من مقرّ الإذاعة في الحارة الشرقية لمدينة كفرنبل وابتعدنا مسافة 100 متر تقريباً، وتجاوزنا سيارة فان مغلقة فضية اللون زجاجها داكن (مفيّم)، وسرعان ما استدارت ولحقَت بنا حتى وصولنا إلى بيت أحد أقارب الفارس، ثم اقتربت أكثر منّا وفتح مسلحون كانوا بداخلها النار علينا من النوافذ، ثم نزل اثنان منهم وأطلقا النار علينا عن قرب برشاشاتهما وعادا إلى الفان وغادروا جميعاً".
والواقع أن المسلحين تأكدوا من أن إصابات الجنيد (38 عاماً) والفارس (46 عاماً) قاتلة، لذا فضلوا الرحيل. وقد قضى الجنيد على الفور، وعمل أهل الحي برفقة دندوش، الذي نجا لجلوسه في المقعد الخلفي، على نقله مع الفارس إلى مستشفى كفرنبل حيث لفظ الأخير أنفاسه الأخيرة. ولاحقاً، شُيّع الناشطان المغدوران بمشاركة واسعة من أهالي المدينة التي تقع بكليتها تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام"، (النصرة سابقاً)، وهي تعاني من التضييق الشديد من قِبل عناصر الهيئة، وكان آخرها اعتقال الناشط الحقوقي السوري ياسر السليم، إضافة إلى الكثير من المداهات والتهديدات لمقر الإذاعة وللفارس شخصياً.
يُذكر أن الفارس، الذي يشغل أيضاً موقع المدير العام لاتحاد المكاتب الثورية (URB)، تعرّض لعدة محاولات اغتيال فاشلة، وأسفرت الأخيرة عن استقرار ثلاث رصاصات في صدره أبقته في المستشفى ما يقارب الشهرين، كما أن نشاطاته لم تمرّ بصمت حيث تعرض للاعتقال على يد "جبهة النصرة" برفقة الناشط الإعلامي هادي العبد الله، بعد اقتحام مقر الإذاعة في 10 كانون الثاني/يناير 2016، بتهمة بث أغانٍ، وقد عُرف الفارس بانتقاده للجماعات الإسلامية المتطرفة ومن بينها "هيئة تحرير الشام"، وكان الجنيد يعمل مصوراً معه. ولعل أبرز ما عُرف به الفارس منذ انطلاق الثورة والتظاهرات السلمية، لقب "مهندس لافتات كفرنبل" التي نالت شهرة واسعة على مستوى العالم.