إنقطع الإتصال مع الصحافي
المستقل مراسل "واشنطن بوست" (The Washington Post) ووكالات
أنباء أخرى مثل "مكلاتشي" (McClatchy) و "سي
بي سي نيوز" (CBC News) و"الجزيرة
الإنكليزية" و"وكالة الصحافة الفرنسية" وغيرها، أوستن تايس منذ 11
آب/أغسطس 2012، بحسب ما أكدت الصحيفة، وكان آخر إتصال بين تايس وأحد زملائه عبر
البريد الإلكتروني.
لاحظ متتبعو تايس على موقع
التواصل الإجتماعي "تويتر" (Twitter) الذي ناهز
عددهم الألفين، صمته وإحجامه عن إرسال أخبار وتعقيبات جديدة، لكن ذلك لم ينذر بأي
خطر في بداية الأمر، خصوصاً أن تايس أخبر رؤسائه أنه سيقوم برحلة نحو الحدود
السورية ومن المعلوم أن مثل تلك المغامرة تحتاج الى أيام بسبب ضراوة المعارك. إلا
أن طول مدة إنقطاع الإتصال دفع برؤسائه الى التواصل مع وسطاء في سوريا لتتبع خطواته
والتأكد من سلامته.
الجدير بالذكر أن تايس قدم
أحد أول التقارير المفصلة عن المعارك بين قوات النظام والجيش السوري الحر، كما أنه
كتب مقالاً عن الضعف التكتيكي لقوات النظام. وبالرغم من علاقته الجيدة مع الثوار
السوريين إلا أن ذلك لم يثنيه عن ذكر "خروقاتهم الواضحة لحقوق الإنسان"
مثل تعذيب المعتقلين والإعدامات الميدانية.
ودخل تايس الأراضي السورية
الى المناطق التي يسيطر عليها الثوار دون تأشيرة دخول رسمية، كما هو حال الكثير من
المراسلين الأجانب. وأكدت الناطقة بإسم الخارجية الأمركية فيكتوريا نولاند في
تصريح لها أن الولايات المتحدة كانت تعمل مع السفارة التشيكية في دمشق كي
"نستعلم عن مكان وسلامة تايس، كما نحض جميع الفرقاء في سوريا على الحفاظ على
سلامة الصحافيين".
وكان تايس على علم بالمخاطر
التي تكتنف عمله في سوريا وخاطب أصدقائه وأقاربه عبر صفحته على موقع التواصل
الإجتماعي "فايسبوك" (Facebook) قائلاً:
"أقلعوا عن مطالبتي بأن أبقى سالماً. أنا في وسط حرب أهلية طاحنة وغير معروفة
النتائج، ولكني وجدت الوحي من خلال السوريين الذين صادفتهم".
ويضيف: "أنا أحيا في
مكان وفي زمان ومع أناس حيث الحياة لها معنى أكثر من أي مكان كنت فيه من قبل، لأنه
في كل يوم يمر يلقي فيه الناس هنا بحياتهم من أجل الآخرين. المجيء الى سوريا هو
أعظم شيء قمت به، وهو أعظم شعور في حياتي".