الأمن الفلسطيني يعتدي على الصحافيّين والمصوّرين ويستهدفهم بالفلفل وقنابل الغاز في رام الله
الثلاثاء , ٢٩ حزيران ٢٠٢١
اعتدت الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالزي المدني، يوم السبت 26 حزيران/يونيو 2021، على عدد من الصحافيّين والمصوّرين بالضرب والدفع، واستهدفتهم بقنابل الغاز والفلفل، ما أدى إلى اصابة كُلّ من مراسلة شبكة "فلسطين بوست" سجى العلمي، مراسلة وكالة "جي ميديا" فيحاء أحمد خنفر، مراسلة موقع "ميدل ايست آي" (Middle East Eye) شذى عبد الرحمن حماد، مراسل موقع "ألترا فلسطين" محمد غفري، مصوّر تلفزيون "العربي" ربيع منيّر، الصحافي الحرّ جهاد بركات، مراسلة "الجزيرة مباشر" جيهان عوض، الصحافي الحرّ فارس الصرفندي، مراسل القناة التركية "تي ار تي" ثروت شقرة ومراسل وكالة "الأناضول" هشام أبو شقرة، خلال تغطيتهم المواجهات بين القوى الأمنية وبين المتظاهرين المشاركين في التظاهرة الإحتجاجية على جريمة قتل الناشط السياسي نزار بنات على دوار المنارة في مدينة رام الله.
وفي التفاصيل، قالت العلمي لمراسلة "سكايز": "كنت أقف بجانب زميلتي خنفر عندما هاجمها رجل أمن بزي مدني وأمسك هاتفها المحمول بهدف سحبه من يدها، فقمت بالتنبّه سريعاً وأمسكت الهاتف مع فيحاء وأبعدت الرجل عنها وانتقلنا إلى مكان آخر حتى لا يتعرض لنا مرة ثانية، لكننا تفاجأنا بعنصر آخر اقترب منّا وبدأ بشتمنا قائلاً (إنتو الصحافيين يا خون، وإنتو اللي بتخربوا البلد)، وقام برشّنا بغاز الفلفل فأًصبنا باختناق شديد، وتمّت معالجتنا ميدانياً وتابعنا التغطية، وأثناء تصويري بهاتفي لحالة رجل كبير في السن مغمى عليه هاجمني رجل باللباس المدني وبدأ بالصراخ عليّ طالباً هاتفي، فقت له لن أعطيك إياه ومن أنت حتى أعطيك هاتفي، لكنه بدأ بالصراخ ونادى عناصر الأمن لاعتقالي، لكنني استطعت الهروب منهم".
أما خنفر، فقد أكدت لمراسلة "سكايز" الإعتداء عليها من قِبل العناصر الأمنية بالزي المدني، مضيفة: "أول مرة هاجمني عنصر بالزي المدني وضربني على يدي لسحب الهاتف، لكنني أمسكت به بكل قوتي بمساعدة زميلتي العلمي، وبعد لحظات من انسحابي وتخلّصي من الرجل الأول، هاجمني عنصر آخر وبدأ بسحب الجوال بالقوة، وأخذه منّي، فقمت باللحاق به بسرعة، حينها قام عنصر آخر بضربي بقوة على كتفي، ففقدت الوعي ووقعت على الأرض، وتمّ نقلي إلى مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني في رام الله، حيث أخبرني الأطباء أني أصبت برضوض في الكتف والحوض وفي الركبة اليمنى، وخدوش في الركبة اليسرى والوجه، ورضوض في فكي".
من جهتها، أوضحت حماد لمراسلة "سكايز" ما حصل معها من اعتداء قائلة: "كنت أغطّي المسيرة على دوّار المنارة في رام الله، عندما هاجمني عنصر من الأمن محاولاً سحب هاتفي المحمول منّي، لكنني قاومته وبشدة، ما تسبّب بكسر الهاتف. بعد ذلك تمّ استهدافي بحجر وبقنبلة غاز أصابت شظاياها وجهي، ما تسبّب لي بجرح أسفل العين، كما أُصبت بحالة اختناق شديد. توجّهت إلى مجمع فلسطين الطبي للعلاج، لكنّ الأطباء هناك تعاملوا معي بعدم اهتمام، وطلبت منهم أن يقوموا بتنظيف الجرح، لكن كل طبيب كان يعتذر وأذهب لطبيب آخر فيقول إنه مشغول، وهكذا إلى أن قام أحد الأطباء بعد تدخّل أصدقائي وإلحاحهم بتنظيف جرحي، وقال لي أن هذا الجرح يحتاج إلى تقطيب وأخبرني أن أذهب إلى عيادة خاصة، ورفض الأطباء هناك تزويدي بتقرير طبي حول إصابتي".
أما بركات وعوض، وأبو شقرة، فقد تمّت ملاحقتهم في محاولة لسحب الهواتف منهم أثناء تغطيتهم التظاهرة، في حين تم احتجاز كلّ من الصرفندي بسيارة الشرطة، وشقرة بسيارة البث لمنعهما من استكمال التغطية، كما منعت العناصر منيّر من التصوير تحت تهديد الضرب وتكسير الكاميرا.