طاولت الاعتداءات الإسرائيلية 26 صحافياً ومصوّراً فلسطينياً بينهم 17 في قطاع غزة، خلال شهر أيلول/سبتمبر 2023، فيما تولّت أجهزة السلطة الفلسطينية أمر خمسة آخرين في الضفة الغربية. وأصيب ناشطان إعلاميان بقصف قوات النظام في سوريا واعتقلت أجهزته صحافيَّين، واعتُدي على الصحافيين بالجملة في لبنان فيما كان آخرون عرضة للاستدعاء والتحقيق والاحتجاز والمنع من التغطية.
أما تفاصيل الانتهاكات في كل من البلدان الأربعة التي يُغطّيها مركز الدفاع عن الحرّيات الإعلامية والثقافية "سكايز"، لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، فجاءت على الشكل الآتي:
في لبنان، تعدّدت الإنتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر أيلول/سبتمبر 2023، وكان أخطرها اعتداء مجموعة من الشبّان على عدد من الصحافيّين خلال تغطيتهم "مسيرة الحرّيات" في ساحة رياض الصلح، وعُرف منهم الصحافي الحرّ حسن سنديان، والصحافية حياة مرشاد، ومراسلتا "المفكرة القانونية" إيناس شري ولمياء الساحلي، وفريق منصّة "نقِد"، كما حاولت العناصر الأمنية منع عدد من المصوّرين من التغطية (30/9). واحتجزت المباحث الجنائية الصحافية مريم مجدولين اللحّام ستّ ساعات بسبب منشور أشارت فيه إلى انتفاع القاضي الشيخ محمد عسّاف في إحدى القضايا التي نظر فيها كرئيس للمحكمة الشرعية العليا، وأحالتها للتحقيق في قضية ثانية تتعلّق بادّعاء العثور على آثار ممنوعات في منزلها خلال تفتيشه (6/9)، وأصدر القاضي غسّان خوري بعد أيام مذكّرة بحث وتحرٍّ بحقّها.
إلى ذلك، استدعى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية الصحافية لين الشيخ موسى بسبب منشور متعلّق بقضية تحرّش جنسي (6/9)، وحقّقت شعبة المعلومات مع المخرج يوسف الخوري لمدة سبع ساعات حول مقالات ومنشورات له على "فايسبوك" يتحدّث فيها عن الفيدرالية (11/9)، وتبلّغ الناشط شربل الخوري وجوب حضوره جلسة محاكمة بسبب منشور ينتقد فيه الصحافي غسان سعود (11/9). كما تعرّضت قناة "MTV" لحملة تحريض وتهديد بسبب فيديو يدعو إلى إلغاء مادة تُجرّم المثلية الجنسية (2/9).
وفي سوريا، انفردت أجهزة النظام وقواته بمجمل الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر أيلول/سبتمبر 2023. فقد أصيب الناشط الإعلامي محمد الضاهر بقصف قوات النظام على ريف إدلب (23/9)، فيما أصيب الناشط الإعلامي حسين الزراعي بقصف مشترك لقوات النظام و"قوات سوريا الديمقراطية" في ريف حلب (6/9). وفي حين اعتقل أمن النظام الصحافية لمى عباس على حاجز القطيفة في ريف دمشق بحجّة وهن نفسية الأمة (5/9)، اعتقلت قوات مكافحة جرائم المعلوماتية التابعة للنظام الصحافي المتمرّن علي داؤود في اللاذقية بسبب منشور ينتقد فيه رفع أسعار المحروقات (24/9).
وفي الأردن، سجّل شريط الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر أيلول/سبتمبر 2023 منْع نقابة الفنّانين الأردنيين المطربة الشعبية اللبنانية سارة زكريا من الغناء في الأردن، حيث عمّمت على متعهّدي الحفلات في 10 أيلول/سبتمبر بعدم تنظيم أي فعاليات لها، بحجة أن فنّها "يخالف آداب مهنة الفن وقواعدها". وكان من المفترض أن تُحيي زكريا حفلة في 14 أيلول/سبتمبر لكنّ النقابة استبَقت الموعد وأصدرت بياناً رسمياً يقضي بمنعها من إقامة أي حفلة، وشدّدت على "عدم أحقية أي شخص بممارسة المهنة الفنية دون استصدار تصريح من النقابة". وفي اليوم التالي عدَلت النقابة عن قرارها في بيان مقتضب لفتت فيه إلى أن زكريا "لم تكن قد حصلت على تصريح لممارسة المهنة الفنية، لكنها تقدّمت بطلب تصريح وحصلت على موافقة عليه بعد تعميم النقابة".
وفي الضفة الغربية، واصلت القوات الإسرائيلية انتهاكاتها بحق الصحافيّين والمصوّرين الفلسطينيين خلال شهر أيلول/سبتمبر 2023، فاستهدفت بقنابل الغاز المسيّل للدموع كُلاً من المصوّر الحرّ محمد أبو ثابت، وطاقم تلفزيون "فلسطين" الذي ضمّ المراسل محمد الخطيب والمصوّر فادي الجيوسي، ومراسل شبكة "القدس" عبد الله بحش الذي تعرّض أيضاً للضرب والتهديد، وكذلك للدفع بقوة مع الآخرين (29/9). كما عرقلت عمل طاقم فضائية "رؤيا" الأردنية الذي ضمّ المراسل حافظ أبو صبرة الذي قامت باحتجازه نصف ساعة، والمصوّر محمود فوزي الذي تمّ منعه ومراسل وكالة "قدس فيد" جهاد البدوي من التصوير (18/9).
إلى ذلك، اعتقل الأمن الفلسطيني كُلاً من الصحافي الحرّ جرّاح خلف 10 أيام تعرّض خلالها للضرب والتعذيب (4/9)، ومراسل ومصوّر وكالة "جي ميديا" حاتم محمد حمدان 3 أيام تعرّض خلالها أيضاً للتعذيب والضرب (6/9)، والصحافي الحرّ والمنتج طارق يوسف السركجي الذي تم تمديد اعتقاله مرتين بتهمة "حيازة سلاح ناري" (24/9)، بينما حقّق مع الصحافي الحرّ مجاهد مرداوي حول عمله الصحافي (28/9). أما حرس الرئاسة الفلسطينية فقد منع الصحافي جهاد بركات من التواجد في متحف ياسر عرفات من دون معرفة الأسباب. (26/9).
وفي قطاع غزة، صعّدت القوات الإسرائيلية وتيرة اعتداءاتها على الصحافيّين والمصوّرين خلال شهر أيلول/سبتمبر 2023، فاستهدفت بقنابل الغاز كُلّاً من مراسل إذاعة "الأقصى" إسماعيل أبو عمر والصحافي الحرّ محمد صبح (13/9)، ومصوّر وكالة "الأناضول" التركية أشرف أبو عمرة، والمصوّر في وكالة "صفا" المحلّية هاني الشاعر، ومصوّرة صحيفة "الإندبندنت" عربية مريم أبو دقة، والمصوّر الحرّ حسن اصليّح، ومصوّر صحيفة "فلسطين" المحلّية ياسر قديح، ومصوّر صحيفة "الحدث" المحلّية مثنى النجار، والمصوّر الحرّ عبد الرحيم الخطيب، ومصوّر الوكالة الفرنسية سعيد الخطيب، والمصوّر الحرّ يوسف مسعود (15/9)، ومصوّر "وكالة الأنباء الفرنسية" بلال الصبّاغ، ومصوّر وكالة "الأناضول" التركية مصطفى حسّونة، والمصوّر في وكالة "المنارة للإنتاج التلفزيوني" فادي الدنف (17/9)، والمصوّر الحرّ مؤمن قريقع (21/9)، ومراسلَي قناة "الأقصى" الفضائية شادي شامية وباسل أبو طواحينة (23/9)، خلال عملهم الصحافي وتغطية المسيرات في مناطق حدودية مختلفة من القطاع.
إلى ذلك، أغلقت إدارة "فايسبوك" حساب الصحافي ومقدّم برنامج التحقيقات الاستقصائية "ما خفي أعظم" تامر المسحال بشكل مفاجئ (10/9)، وأغلق تطبيق "واتس اب" حساب كلّ من المصوّر مؤمن قريقع والصحافي في صحيفة "الحياة الجديدة" هاني أبو رزق بحجّة "مخالفة شروط الخدمة" (21/9). كما أقدم مجهولون على نشر صور وفيديوهات إباحية على صفحة مراسل ومقدّم البرامج في قناة "فلسطين" الفضائية على "فايسبوك" علاء سلامة بعد قرصنتها منذ حوالي عام (9/9).
وفي أراضي الـ48، تابعت الشرطة الإسرائيلية اعتداءاتها على الصحافيّين الفلسطينيين خلال شهر أيلول/سبتمبر 2023، فمنعت مراسل قناة "الجزيرة" في القدس محمد سمرين من إجراء المقابلات وعرقلت عمله الصحافي (2/9)، فيما حقّقت المخابرات الإسرائيلية مع الناشطة الإعلامية آلاء الصوص في مركز شرطة القشلة شرقي القدس وأبعدتها عن "الأقصى" أسبوعين (12/9).
إلى ذلك، اعتدى عدد من اللاجئين الإريتريين على مراسل قناة "الجزيرة" محمد وتد بالضرب، خلال تغطيته المواجهات التي اندلعت بينهم وبين الشرطة الإسرائيلية في يافا (4/9)، في حين منَع أعضاء لجنة المتابعة في بلدية كفر قرع مراسل موقع "عرب 48" أمير بويرات وكُلاً من الصحافيّين الذين يعملون بشكل حرّ تامر كيلاني وحسن شعلان وسمير عبد الله ومصطفى الزعبي وسيرين جبارين من تغطية اجتماع لها (3/9).