واصل الجيش الإسرائيلي مجزرته بحقّ المدنيين الفلسطينيّين في قطاع غزة خلال شهر نيسان/أبريل 2024، وحصد من بينهم أرواح ستّة صحافيين ومصوّرين فيما أُصيب ستّة آخرون، كما طاولت الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية 11 صحافياً في أراضي الـ48، وخمسة في الضفة الغربية، مُضافاً إليها ثلاثة انتهاكات فلسطينية. واستعرت حملات التحريض والتهديد والاستدعاء والاعتداء والمنع في لبنان وسجّلت 12 انتهاكاً مختلفاً.
أما تفاصيل تلك الجرائم والانتهاكات الأخرى في كل من البلدان الأربعة التي يُغطّيها مركز الدفاع عن الحرّيات الإعلامية والثقافية "سكايز"، لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، فجاءت على الشكل الآتي:
في قطاع غزة، تواصلت المجزرة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحقّ المدنيين خلال شهر نيسان/أبريل 2024، ومن بينهم الصحافيون والمصوّرون والكتّاب والشعراء وأفراد عائلاتهم، حيث قُتِل كُلّ من الصحافي الحرّ عبد المجيد أبو نصر (17/4)، والصحافية الحُرّة والشاعرة آمنة حميد وابنها البكر (24/4)، والمصوّر في وكالة "فلسطين الآن" الإخبارية محمد بسّام الجَمَل (25/4)، والمصوّران الشقيقان اللذان يعملان بشكل حرّ محمد وإبراهيم الغرباوي (26/4)، والصحافي في قناة "القدس اليوم" الفضائية سالم أبو طيور (29/4)،بالقصف على القطاع. فيما أُصيب كُلّ من مصوّر قناة "TRT" التركية سامي شحادة بجروح وبُترت ساقه اليُمنى وزميله المراسل سامي برهوم برضوض، والمصوّران اللذان يعملان بشكل حرّ محمد الصوالحي بشظية في يده اليُمنى وأحمد اللوح بشظايا في جسده (12/4)، ومراسل قناة "العربية" أحمد حرب برضوض، والمدير العام لإذاعة "زمن" الصحافي رامي الشرافي وعدد من أفراد عائلته (22/4).
وفي الضفة الغربية، تابعت القوات الإسرائيلية انتهاكاتها بحقّ الصحافيين الفلسطينيين خلال شهر نيسان/أبريل 2024، فاحتجزت الصحافيَّين عامر الشلودي وطارق خمايسة لنحو ساعة خلال تغطيتهما الصحافية (25/4)، في حين قرّرت محكمة "عوفر" الحكم على الصحافية الحرّة أسماء نوح هريش بالاعتقال الإداري لمدة ثلاثة شهور بعد اعتقالها من منزلها (3/4)، وجدّدت الاعتقال الإداري مرة ثانية بحقّ الصحافي الحرّ محمد بدر لمدة أربعة شهور (26/4)، وأجّلت النظر في قضية الصحافية الحرّة رولا حسنين بعد توجيهها تهمة "التحريض ضدّ إسرائيل" إليها (2/4).
إلى ذلك، اعتقل جهاز الاستخبارات الصحافي في قناة "الجزيرة" مباشر خليل ذويب بعد استدعائه بتهمة "حيازة سلاح وذخائر"، وفي اليوم ذاته تمّ تحويله إلى جهاز المخابرات الذي حقّق معه حول عمله الصحافي وتعرّض خلال الاعتقال للضرب والتهديد (15/4). ومدّدت محكمة صلح نابلس اعتقال الصحافي الحرّ أحمد البيتاوي 15 يوماً (1/4)، ولكنها قررت إطلاق سراحه بعد 8 أيام. فيما غرّمت محكمة رام الله الصحافي الحرّ فراس أحمد طنينة على خلفية حكم بالسجن صادر بحقه في العام 2018 (17/4).
وفي أراضي الـ48، واصلت الشرطة الإسرائيلية اعتداءاتها على الصحافيين والمصوّرين الفلسطينيين خلال شهر نيسان/أبريل 2024، فاعتدت على كُلّ من مراسل جريدة "القدس" الصحافي أحمد جلاجل (26/4)، وطاقم قناة "الجزيرة" الذي ضمّ المراسلة نجوان سمري والمصوّر وائل سلايمة (24/4)، ومراسل وكالة "العاصمة" الإخبارية سيف القواسمي الذي اعتدت عليه وسلّمته قراراً بالإبعاد عن المسجد الأقصى واستدعاء (16/4).
كما عرقلت عمل كُلّ من مراسلة "سكايز" ووكالة "الجرمق" الإخبارية الزميلة نجمة حجازي ومراسلة موقع "عرب 48" إيناس مريح ومراسل جريدة "المدينة" رشاد عمري (17/4)، واعتقلت الصحافي حمزة خضر في القدس والمحكمة أجّلت البتّ بقضيته (1/4).
إلى ذلك، اعتدى حرس الحدود الإسرائيلي بالضرب على مراسلة وكالة "العاصمة" نادين جعفر (19/4)، في حين ضايق مستوطنون مراسلتَي قناة "الجزيرة" فاطمة خمايسي (21/4) ونجوان سمري (30/4) والصحافية كريستين ريناوي (24/4)، وصادق الكنيست الإسرائيلي على حظر قناة "الجزيرة" في إسرائيل (1/4).
وفي لبنان، زادت وتيرة الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر نيسان/أبريل 2024، وكان أخطرها استهداف الجيش الإسرائيلي سيارة مراسل قناة "الميادين" حسين السيد بالرصاص الحيّ في الجنوب (12/4)، واعتداء عدد من الشبّان على الصحافي والمصوّر في موقع "بيروت اليوم" كارم منذر بالضرب وتهديده بالقتل وإطلاق النار في الهواء ومطالبته بدفع الأموال (27/4).
وحقّقت "شعبة المعلومات" مع الصحافي والمنتج فراس حاطوم بسبب ظهور ملابس عسكرية وأسلحة بلاستيكية في برنامجه الكوميدي "مرحبا دولة" (3/4)، فيما استمع المدير العام للأمن العام العميد الياس البيسري إلى إفادة الفنّانة نانسي عجرم بسبب صوَر جمعتها مع "بلوغر" إسرائيلي (9/4). كما تعرّض كُلّ من الصحافي جان قصير والصحافية ديانا مقلّد والناشط وديع الأسمر لحملة تحريض وتخوين واتّهام بالعمالة بسبب مواقفهم السياسية الداعمة لحقوق النازحين السوريين (26/4)، والإعلامية ديما صادق بسبب تغريدة عن إطلاق المسيّرات الإيرانية على إسرائيل (14/4).
إلى ذلك، ألغت إدارة مسرح "مونو" عرْض مسرحية "وليمة عرس عند سكان الكهف" للكاتب والمُخرج اللبناني ـ الكندي وجدي معوّض، إثر إخبار قضائي بحقّه بتهمة التطبيع، وتهديدات تلقّاها المسرح وبعض الفنّانين والفنّيين المُشاركين في المسرحية (10/4).ومنعت إدارة الجامعة الأميركية فريق عمل كُلّ من جريدة "الأخبار" وقناتَي "الميادين" و"المنار" من دخول حرم الجامعة وتغطية تظاهرة طلابية داعمة لغزة (30/4). فيما أعلن الإعلامي اللبناني في قناة "العربية" طاهر بركة أنه محروم من زيارة لبنان منذ ستة أشهر (22/4)، على خلفية إخبار مقدَّم ضدّه بسبب محاورته للمتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي في تشرين الثاني/نوفمبر 2023. كما تعرّضت صفحة قناة "LBCI" على تطبيق "أكس" للقرصنة (8/4).
وفي سوريا، سجّل شريط الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر نيسان/أبريل 2024، اعتداء مجموعة من عناصر "هيئة تحرير الشام" على سيارة الناشط الإعلامي مفيد عبيدو في إدلب (19/4)، واعتقال استخبارات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) كلّ من الصحافي أحمد صوفي (2/4) والكاتب والممثّل المسرحي ناصر جارو في الحسكة (21/4)، فيما أوقفت وزارة الإعلام السورية "بشكل مؤقت" شركة "آفاق للخدمات الإعلامية" عن العمل "بسبب مخالفتها لقرار ترخيصها وقواعد العمل الإعلامي" (20/4).