واصل الجيش الإسرائيلي مجزرته بحقّ المدنيّين ومن بينهم الصحافيون والمصوّرون في قطاع غزة خلال شهر آب/أغسطس 2024، حيث قُتل 11 منهم وأصيب أربعة آخرون بالقصف المدمّر، كما اعترف الناطق باسم الجيش باغتيال المراسل إسماعيل الغول وحرّض على آخر. وسجّلت الانتهاكات والاعتداءات رقماً قياسياً في الضفة الغربية وصل إلى اثنين وأربعين، وانحصرت بأربعة في أراضي الـ48. وتنوّعت الانتهاكات في كل من لبنان والأردن وسوريا بين الاعتقال والتوقيف والاستدعاء والتخوين والحذف والإغلاق، وتُوّجت بالإعلان عن مقتل كاتب ومفكّر سوري بعد سنوات من اعتقاله في سجون النظام.
أما تفاصيل تلك الجرائم والانتهاكات الأخرى في كل من البلدان الأربعة التي يُغطّيها مركز الدفاع عن الحرّيات الإعلامية والثقافية "سكايز"، لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، فجاءت
على الشكل الآتي:
في قطاع غزة، تواصلت المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحقّ المدنيين الفلسطينيين ومن بينهم الصحافيّون والمصوّرون وأفراد عائلاتهم خلال شهر آب/أغسطس 2024، فقد قُتِل المصوّران اللذان يعملان يشكل حرّ محمد عيسى أبو سعادة (6/8) وحُسام الدباكة(22/8)، والمحرِّر في إذاعة "صوت فلسطين" تميم أبو معمّر (9/8)، والصحافيون الذين يعملون بشكل حُرّ عبد الله السوسي (9/8)وإبراهيم محارب (18/8) وعلي طعيمة (26/8) وسُميّة عبد ربه (27/8)، والكاتب والباحث يوسف الكحلوت (10/8)، والصحافي والكاتب عرفات أبو زايد والصحافية في مجلة "السعادة الاجتماعية" رائدة الصفدي (27/8)، والخطّاط إبراهيم أبو ندى (30/8)، كما أصيبت الصحافية الحرّة سلمى القدُّومي ومراسل قناة "TRT" التركيّة سامي برهوم (18/8) وزميله المصوّر محمد الزعانين ومساعده محمد كراجة (26/8)، بالقصف الإسرائيلي على القطاع.
إلى ذلك، اعترف الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي بأن الجيش اغتال مراسل قناة "الجزيرة" إسماعيل الغول بحجّة أنه "ينتمي إلى نخبة حركة حماس" (1/8)، فيما حرّض ضدّ مراسل القناة في مدينة غزة وشمال القطاع أنس الشريف (10/8).
وفي الضفة الغربية، زادت القوات الإسرائيلية وتيرة اعتداءاتها على الصحافيين والمصوّرين الفلسطينيين خلال شهر آب/أغسطس 2024، فاستهدفت بالرصاص الحيّ وقنابل الغاز والصوت كُلّاً من مراسل قناة "TRT" التركية مصعب الخطيب (3/8)، ومراسل التلفزيون "العربي" ربيع منيّر والمصوّر عميد شحادة (3/8) و(30/8)، ومراسلَي قناة "الجزيرة" ليث جعار (3/8) و(15/8) و(28/8) ومحمد الأطرش (5/8) ومصوّرَيها لؤي السعيد (5/8) وفادي ياسين (15/8) و(28/8)، ومراسلي شبكة "قدس" الإخبارية حمزة حمدان (3/8) و(28/8) وعبد الله بحش (5/8) و(15/8) ومحمد عابد (5/8) و(30/8)، ومراسلي موقع "قدس فيد" الإخباري أيوب يمك (15/8) ونغم زايط (3/8) و(28/8) وجراح خلف (5/8)، ومراسلة تلفزيون "فلسطين" آمنة بلالو والمصوّر طارق الحوراني، ومراسل تلفزيون "فلسطين اليوم" مجاهد السعدي والمصوّر حمزة زيود (5/8)، ومصوّر وكالة "سيبا" (SIPA) الأميركية ناصر اشتية والصحافية ريم ضراغمة (14/8)، ومراسل موقع "فلسطين بوست" مجاهد حمايل (15/8)، ومراسل قناة "الجزيرة" مباشر هادي صبارنة (28/8)، ومراسل تلفزيون "الغد" خالد بدير والمصوّر شادي جرارعة، ومصوّرة وكالة "رويترز" رنين صوافطة، ومراسل تلفزيون "العربية" ثروت شقرا والمصوّر وسام عبد ربه (30/8)، والصحافيّين الذين يعملون بشكل حرّ مشاعل أبو الرب (3/8) وعبادة طحاينة وعمرو مناصرة (5/8) وعبد الرحمن الضميدي (15/8) ومحمد اليونس ورغد سلامة (28/8)، خلال تغطيتهم العمليات العسكرية واقتحام مدن عدّة في الضفة الغربية.
كما اعتقلت كُلّاً من الصحافيَّين اللذين يعملان بشكل حرّ إيهاب وأحمد العلامي (8/8)، والمراسل خالد بدير (13/8)، والمصوّر حمزة زيود (11/8)، والمصوّرين الذين يعملون بشكل حرّ رامز عواد (30/8) وعامر الشلودي وأشواق محمد عوض (31/8). وعرقلت عمل كلّ من المراسلين ربيع منيّر ومحمد عابد وهادي صبارنة وحمزة حمدان وليث جعار، والمصوّرَين عميد شحادة وفادي ياسين، وطاقم قناة "رؤيا" الذي ضمّ المراسل حافظ أبو صبرا والمصوّر محمود فوزي، والصحافي الذي يعمل بشكل حرّ محمد عتيق، خلال تغطيتهم اقتحام مخيّم طولكرم شمال الضفة (23/8). فيما جدّدت محكمة عوفر الاعتقال الإداري بحقّ الصحافية بشرى الطويل (19/8)، وأجّلتمحكمة سالم النظر في قضية الصحافية والمحرّرة في وكالة "وفا" رشا أحمد حرز الله بتهمة "التحريض" (11/8).
وفي أراضي الـ48، تواصلت الانتهاكات الإسرائيلية بحقّ الصحافيّين والفنّانين الفلسطينيين خلال شهر آب/أغسطس 2024. فقد منعت الشرطة الإسرائيلية عرض مجموعة من الأفلام القصيرة للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي بعد اقتحامها مركز "يبوس" الثقافي في القدس (8/8)، وفيلم "جنين جنين" للمخرج محمد بكري في مقرّ حزب "الجبهة" في مدينة حيفا (26/8). وفي حين مدّدت الحكومة الإسرائيلية حظر قناة "الميادين" ومنْع طواقمها من العمل والتغطية في أراضي الـ48 لمدة 45 يوماً قابلة للتمديد (11/8)، أجّلت المحكمة المركزية النظر في قضية الصحافية الحرّة لمى غوشة إلى وقت يُحدّد لاحقاً بتهمة "التحريض" (13/8).
وفي لبنان، تعدّدت الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر آب/أغسطس 2024، وكان أبرزها تعرّض الكاتب مكرم رباح لحملة تحريض وتخوين على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب مواقفه السياسية (6/8)، فيما نجا طاقم قناة "NBN" من غارة نفّذتها مسيّرة إسرائيلية على بلدة مجدل سلم (10/8). واستدعى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية ناشرة موقع "LebTalks" الصحافية كريستيان الجميّل للمثول أمامه (22/8)، لكنها رفضت الامتثال لقرار الاستدعاء. وأطلق الأمن العام اللبناني سراح المصوّر البريطاني جيمس ديفيز بعد اعتقاله أربعة أيام ووضعه في الإقامة الجبرية في مركز عمله عشرين يوماً (20/8).
وفي الأردن، تنوّعت الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر آب/أغسطس 2024، فقد تعرّض الفنّان عاكف نجم لهجمة إلكترونية على خلفية مشاركته في فيلم ينتقد السعودية (26/8)، وأغلقت إدارة "يوتيوب" قناة الناشط سفيان التل، وحذفت إدارة "ميتا" مقاطع فيديو له من منصّاتها (7/8)، في حين استمرت تداعيات توقيف الكاتب وناشر موقع "سواليف" الإخباري الصحافي أحمد حسن الزعبي وحبسه، حيث رفض رئيس الحكومة بشر الخصاونة لقاء مجموعة من الشخصيات الشعبية لمناقشة استبدال الحبس بعقوبة بديلة (4/8)، فيما أعلنت عائلته في بيان أنه لم يقم أحد من أعضاء مجلس نقابة الصحافيين بزيارته أو الاطّلاع على أحواله منذ سجنه (13/8).
وفي سوريا، عادت ارتكابات النظام السوري بحق الكتّاب والمفكّرين السوريين إلى الواجهة خلال شهر آب/أغسطس 2024، مع إعلان عائلة المفكّر الإسلامي عبد الأكرم السقا مقتله في سجون النظام (20/8)، بعد ثلاثة أعوام ونصف العام على اعتقاله في العام 2011 في مدينة داريا.
وكان لافتاً اعتقال الشرطة العسكرية التابعة للمعارضة في مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، المراسل بكر القاسم وزوجته الصحافية نبيهة طه، وقد أفرجت عن طه بعد ساعات في حين سلّمت القاسم إلى المخابرات التركية من دون معرفة الأسباب (26/8).