ستة قتلى وخمسة جرحى كان نصيب الصحافيين والمصوّرين الفلسطينيين من المجزرة المستمرة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحقّ المدنيين في قطاع غزة خلال شهر حزيران/يونيو 2024، فيما طاولت الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية الأخرى 24 منهم في الضفة الغربية وأراضي الـ48. وتصاعدت حملات التحريض والتخوين والتهديد على الصحافيين في لبنان مصحوبة باعتداء جسدي، وتركّزت الاعتقالات في مناطق سيطرة المعارضة في سوريا، فيما أمعن القضاء الأردني في الترهيب غير المباشر للصحافيين من خلال قرار تثبيت استمرار الحكم بحبس صحافية سنة بعد تمديد حبسها ثلاث مرات ومن ثم رفض استبدال العقوبة بعقوبات بديلة.
أما تفاصيل تلك الجرائم والانتهاكات الأخرى في كل من البلدان الأربعة التي يُغطّيها مركز الدفاع عن الحرّيات الإعلامية والثقافية "سكايز"، لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، فجاءت على الشكل الآتي:
في قطاع غزة، واصل الجيش الإسرائيلي ارتكاب جرائمه بحقّ المدنيين الفلسطينيين ومن ضمنهم الصحافيون والمصوّرون والفنّانون خلال شهر حزيران/يونيو 2024. فقد قُتِل كُلّ من الصحافي في وكالة "فلسطين الآن" الإخبارية عبد الله الجمل وزوجته ووالده (8/6)، ومراسلة مجلة "السعادة الاجتماعية" أحلام العِجلة (9/6)، والمصوّر في صحيفة "فلسطين" محمود قاسم (14/6)، والصحافي ومقدّم البرامج في قناة "الأقصى" الفضائية سليم الشُرُفا (20/6)، والصحافيَّين اللذَين يعملان بشكل حرّ راشد البابلي (6/6) ومحمد زلُّوم ووالديه وشقيقته (11/6)، فيما أُصيب كُلّ من الصحافية في منصّة "نيوز" صافيناز اللوح (8/6)، والصحافي المتعاون مع قناة "الجزيرة" أحمد اللوح (27/6)، ومدير تحرير وكالة "شمس نيوز" الصحافي محمد أبو شريعة (29/6)، والمصوّرَين اللذَين يعملان بشكل حرّ محمد فايق (5/6) وسليمان حِجّي (29/6) بجراح مختلفة، نتيجة القصف الإسرائيلي على القطاع.
إلى ذلك، اعتقل الجيش الإسرائيلي الفنّانة التشكيلية منال أبو صَفَر ساعات عدّة (5/6)، فيما حرّضت قناة مسمّاة "المُنخُل" على تطبيق "تليغرام" ضدّ مراسل مركز "سكايز" في غزة الزميل محمد عثمان على خلفية آرائه السياسية (20/6).
وفي الضفة الغربية، تابعت القوات الإسرائيلية انتهاكاتها بحقّ الصحافيين الفلسطينيين خلال شهر حزيران/يونيو 2024، فاعتقلت الصحافية والمحرّرة في وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" رشا أحمد حرز الله بعد يوم على استدعائها (2/6)، وأجّلت النظر في قضيتها ثلاث مرات. واستهدفت المصوّر الحرّ جراح خلف برصاصة حيّة لم تُصبه (13/6)، في حين منعت مراسل تلفزيون "الفجر" محمد نزال والصحافي الحرّ هادي صبارنة من تغطية اقتحامها مدينة قلقيلية تحت تهديد السلاح (22/6). وجدّدت محكمة عوفر الاعتقال الإداري مرة ثالثة بحقّ مراسل وكالة "سند" الإخبارية الصحافي محمد منى لمدة أربعة شهور (25/6)، وثبّتت حكم الاعتقال الإداري بحقّ الصحافية الحرّة أسماء هريش لمدة ثلاثة شهور (27/6).
وفي أراضي الـ48، شارك المستوطنون وحرس الحدود عناصر الشرطة الإسرائيلية في الاعتداء على الصحافيين والمصوّرين الفلسطينيين خلال شهر حزيران/يونيو 2024، فاعتدوا على كُلّ من المصوّرين مصطفى خاروف وسعيد القاق وغسان عيد وسعيد خير الدين (5/6)، وابراهيم سنجلاوي (23/6)، وعمر عواد (28/6)، والصحافية ملاك عروق (5/6)، والمراسلين محمد معتوق وكارين الباش وورد قراقرة وعبد القادر عبد الحليم وليلى عيد وأحمد جرادات وسيف القواسمي وديالا جويحان (5/6)، ونجمة حجازي (25/6)، ومجاهد ادمير (28/6)، لمنعهم من التغطية وعرقلة عملهم.
إلى ذلك، صادقَ مجلس الوزراء الإسرائيلي على قرار وزير الاتصالات تمديد إغلاق مكتب قناة "الجزيرة" وحظر عملها في إسرائيل 45 يوماً (9/6)، في حين قرّرت محكمة الصلح في القدس تأجيل النظر في قضية الصحافي الحرّ سعيد ركن إلى جلسة تُحدّد لاحقاً لدراسة الملف (20/6).
وفي لبنان، طغت حملات التحريض والتهديد والتخوين على مجمل الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر حزيران/يونيو 2024، إذ تعرّض كُلّ من الصحافي يوسف دياب) 23/6)، والإعلامية في "تلفزيون سوريا" مايا هاشم والصحافية مريم مجدولين لحّام )4/6) لتلك الحملات على خلفية مواقفهم السياسية. وفي تطور خطير اعتدى عدد من الشبّان المسلّحين بمسدسات على ناشر موقع "السياسة" الصحافي رامي نعيم بالضرب بأعقاب مسدساتهم الحربية على خلفية مواقفه المعارضة لـ"حزب الله") 18/6). إلى ذلك، منع جهاز أمن مطار رفيق الحريري في بيروت المصوّرين والصحافيّين من دخول مركز الشحن الجوي، ثم سمح لهم بذلك) 24/6). وأعلنت صحيفة "نداء الوطن" توقّفها عن الصدور نهائياً بسبب الأزمة المالية) 11/6).
وفي سوريا، انحصرت الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر حزيران/يونيو 2024، في مناطق سيطرة المعارضة. ففي ريف حلب، اعتقلت الشرطة العسكرية المعارِضة الناشط الإعلامي صالح الفارس في مدينة عفرين (3/6)، وقوات المعارضة المدعومة من تركيا الناشط الإعلامي كرم كليّة على معبر الراعي (26/6)، فيما اعتقلت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) الإعلامية في المجلس الوطني الكردي بيريفان فؤاد إسماعيل في ريف الحسكة (10/6).
وفي الأردن، تفاعلت قضية حبس الصحافية هبة أبو طه وشغلت الساحة الإعلامية طوال شهر حزيران/يونيو 2024، حيث مدّدت محكمة صلح عمّان حبسها مرة ثالثة في الثاني من حزيران لتدخل أسبوعها الرابع في الحبس في سجن "الجويدة"، بتهم "إثارة الفتنة والنعرات بين أفراد المجتمع، واستهداف السلم المجتمعي والتحريض على العنف"، بناء على شكوى "الحق العام" التي قدّمتها "هيئة الإعلام" بحقّها، على خلفية تحقيق نشرته على مواقع التواصل عن "الجسر البري" الذي ينقل البضائع الأردنية من المملكة إلى إسرائيل، ومقال نشرته على موقع "الناشر" اللبناني عن "دور الأردن في الدفاع عن الكيان الصهيوني". وبعد تسعة أيام أصدرت المحكمة نفسها الحكم النهائي عليها وقضى بحبسها سنة كاملة. وثبّتت محكمة الاستئناف في 23 حزيران/يونيو قرار الحبس ورفضت طلب ردّه، لتعود محكمة الصلح في آخر حزيران وترفض طلب استبدال عقوبة الحبس بعقوبات بديلة، وتُثبّت قرارها باستكمال حبسها سنة في سجن "الجويدة".