عادت لغة القتل والدماء من الباب الواسع إلى ساحة الانتهاكات في سوريا خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2022، حيث قُتل الناشط الإعلامي عاطف الساعدي برصاص تنظيم "داعش" في درعا، ومراسل وكالة "هاوار" الكردية عصام عبد الله بقصف الجيش التركي على القامشلي. وانفرد المستوطنون بالاعتداءات على الصحافيين الفلسطينيين في أراضي الـ48 بينما توزعت بين القوات الاسرائيلية والأمن الفلسطيني في الضفة وأجهزة حركة "حماس" في غزة.
أما تفاصيل الانتهاكات في كل من البلدان الأربعة التي يغطيها مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز"، لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، فجاءت على الشكل الآتي:
في لبنان، تنوّعت الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2022، إذ سُجّل تحطيم مناصري "التيار الوطني الحرّ" الشاشات والواجهات الخارجية لقناة MTV إثر إشكال داخل استديو برنامج "صار الوقت" (3/11)، وتعرُّض الصحافية مريم سيف لحملة تحريض وترهيب على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب صورة نشرتها على "فايسبوك" لفتاة ترمي عمامة شيخ أرضاً (5/11)، واستدعاء دائرة تحرّي طرابلس مدير تحرير موقع "سفير الشمال" الإخباري الصحافي غسان ريفي بسبب مقال يتناول فيه رجل الأعمال عمر حرفوش الناشط سياسياً (15/11). وكان لافتاً منْع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي مؤتمراً عن المثلية الجنسية بحجة ورود معلومات عن تنظيم تحرّك لمنع عقده، على الرغم من قرار لمجلس شورى الدولة يؤكد عدم قانونية قرارات الوزير بمنع النشاطات المتعلقة بالمثلية الجنسية.
وفي سوريا، صبغت رسالة دموية مزدوجة الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2022، حيث قُتل الناشط الإعلامي عاطف الساعدي برصاص تنظيم "داعش" في درعا (5/11)، ومراسل وكالة "هاوار" الكردية عصام عبد الله بقصف الجيش التركي على القامشلي (20/11)، فيما أصيب مراسل فضائية "ستيرك تي في" محمد جرادة بقصف الجيش التركي في ريف حلب (20/11). كما اعتدى مرافق رئيس المجلس المحلّي في مدينة رأس العين في ريف الحسكة بالضرب على مراسل وكالة"قاسيون" عبد الباسط الأحمد (29/11).
وفي الأردن، تعدّدت الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2022، فقد أصدرت وزيرة الثقافة قراراً بسحب رواية "ميرا" للكاتب قاسم توفيق من المكتبات بحجة "خدش الحياء" (30/11)، ومدّد رئيس محكمة الجنايات الأردنيةالكبرى حظر النشر في قضية "جريمة جرش" المفروض منذ شهرين (29/11)، فيما أنهت صحيفة "جوردان نيوز" (Jordan News) الناطقة باللغة الإنكليزية خدمات جميع العاملين فيها بشكل مفاجئ (29/11).
وفي الضفة الغربية، واصلت القوات الإسرائيلية اعتداءاتها على الصحافيين الفلسطينيين خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2022، فاستهدفت مصوّر وكالة "أسوشيتد برس" (Associated Press) إيهاب علامي برصاصة معدنية مغلّفة بالمطّاط (29/11)، واحتجزت مراسل وكالة "جي ميديا" عبد المحسن شلالدة أربع ساعات بعد الإعتداء عليه بالضرب (17/11)، واعتقلت زميله المراسل صبري جبريل وحقّقت معه حول عمله الصحافي (28/11)، وكانت قد منعته من تغطية اقتحامها قرية حرملة شرق مدينة بيت لحم (24/11)، فيما منعت مصوّر شبكة "قدس الإخبارية" عبد الله بحش من دخول بوابة بلدة عزون شرق قلقيلية (8/11).
بدوره، اعتقل الأمن الفلسطيني الصحافي الحرّ أيمن قواريق بتهمة "حيازة سلاح" (28/11)، ومنَع الصحافيين والمصوّرين من تغطية مؤتمر صحافي في رام الله (8/11). وفي حين أوقفت النيابة العامة في بيت لحم المدير التنفيذي لـ"راديو بيت لحم 2000" الإعلامي جورج قنواتي بسبب شكوى قدح وذمّ من رئيس البلدية (24/11)، استدعى جهاز المخابرات هاتفياً المصوّر جراح خلف الذي رفض الإمتثال لقرار الإستدعاء (6/11).
إلى ذلك، أغلقت إدارة "فايسبوك" صفحة مديرة مكتب موقع "العربي الجديد" ومراسلة مركز "سكايز" في الضفة الغربية الزميلة نائلة خليل بسبب تقاريرها (18/11)، وصفحة راديو "بيت لحم 2000" من دون سابق إنذار أو توضيح أسباب الإغلاق (8/11).
وفي قطاع غزة، واصلت أجهزة حركة "حماس" التضييق على الصحافيّين خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2022، فحقّق جهاز المباحث مع الصحافي في صحيفة "الحياة الجديدة" هاني أبو رزق على خلفية منشور (14/11)، فيما أوقف الأمن الداخلي المدير التنفيذي لمجموعة "ميادين" الإعلامية الصحافي فارس الغول وحقّق معه ميدانياً (30/11). وكذلك، اعتدى حراس نادي "تشامبيونز" (Champions) على المصوّرَين مُعتصم مُرتجى وعلي جاد الله بالضرب (15/11)، وأغلقت إدارة "تويتر" حساب صفحة "فلسطين أون لاين" بالإنكليزية عدّة ساعات (16/11).
وفي أراضي الـ48، انفرد المستوطنون بمجمل الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2022. فقد اعتدوا على طاقم تلفزيون "فرانس 24" الذي ضمّ المراسلة ليلى عودة والمصوّر نادر بيبرس أثناء تغطيتهما الإنفجار الذي حصل غرب مدينة القدس (23/11)، واقتحموا ندوة ثقافية في حيفا وقاموا بمقاطعة ومضايقة المنظّمين (20/11). وفي حين تظاهر العشرات منهم أمام مسرح "السرايا" في يافا بسبب عرضه فيلم "فرحة"، هدّد وزير المالية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بسحب التمويل الحكومي من المسرح بسبب عرضه الفيلم (30/11). كما مدّدت محكمة الصلح في القدس الحبس المنزلي بحقّ الصحافية لمى غوشة حتى 24 كانون الأول/ديسمبر المقبل، بحجّة "التحريض عبر وسائل التواصل الإجتماعي" (22/11).