تحوّلت حرب الإسناد التي أطلقها "حزب الله" على الحدود الجنوبية في 8 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلى حرب شاملة يشنّها الجيش الإسرائيلي على المدنيين الآمنين على كامل الأراضي اللبنانية خلال شهر أيلول/سبتمبر 2024، وأوقعت أكثر من ألف قتيل وستة آلاف جريح، بينهم صحافي ومصوّر وزوجة إعلامي، في حين تواصلت حرب الإبادة نفسها على المدنيين في قطاع غزة وحصدت المئات منهم وبينهم صحافيان وممثّل. وطاولت الاعتداءات الإسرائيلية أكثر من خمسين صحافياً ومصوّراً في الضفة الغربية وبعضهم أكثر من مرة، إضافة إلى ستة انتهاكات بحقّهم في أراضي الـ48.
أما تفاصيل تلك الجرائم والانتهاكات الأخرى في كل من البلدان الأربعة التي يُغطّيها مركز الدفاع عن الحرّيات الإعلامية والثقافية "سكايز"، لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، فجاءت على الشكل الآتي:
في لبنان، وسّع الجيش الإسرائيلي نطاق اعتداءاته خلال شهر أيلول/سبتمبر 2024، لتشمل معظم الأراضي اللبنانية، مستهدفاً المدنيين ولا سيّما في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بغارات جوية مركّزة ومدمّرة أدّت إلى وقوع أكثر من ألف قتيل وستة آلاف جريح، ومن بينهم صحافي ومصوّر وزوجة إعلامي. فقد قُتل كُلّ من الصحافي في موقع "الميادين أون لاين" هادي السيد (23/9) والمصوّر السابق في قناة "المنار" كامل كركي في الجنوب (25/9)، وزوجة الإعلامي محمد عمرو، وفاء محمود قليط، في بلدة المعيصرة في فتوح كسروان (26/9). وفي حين تلقّت المراسلة الميدانية في صحيفة "الأخبار" في الجنوب آمال خليل تهديدات بالقتل وصلتها من رقم إسرائيلي على رقمها الخاص (13/9)، وتعرّض حساب الصحيفة على تطبيق "أكس" للقرصنة (25/9)، تعرّضت الكاتبة بادية هاني فحص لحملة تحريض وتخوين واتّهام بالعمالة على مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية منشور إنساني ينتقد الوضع السائد (22/9).
وفي قطاع غزة، تواصلت المجزرة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحقّ المدنيين خلال شهر أيلول/سبتمبر 2024، ولم توفّر الصحافيّين والطواقم الإعلامية والممثّلين، إذ قُتل كُلّ من الصحافي الحرّ محمد أبو شُوقة مع 21 فرداً من عائلته (19/9)، والصحافية في "مؤسسة الثُريا للإعلام" وفاء العُديني مع زوجها (30/9)، والممثّل والشاعر رشاد أبو سخيلة (2/9)، فيما أصيب مصوّر قناة "الكوفية" الفضائية أحمد النخّالة (3/9) والصحافي الحرّ أحمد جُودة (4/9) بجروح مختلفة، نتيجة القصف الإسرائيلي على القطاع.
وفي الضفة الغربية، صعّدت القوات الإسرائيلية وتيرة انتهاكاتها بحقّ الصحافيين والمصوّرين الفلسطينيين خلال شهر أيلول/سبتمبر 2024، فاستهدفت بالرصاص الحيّ وقنابل الغاز، كُلّاً من مراسل قناة "عودة" الفضائية أنس حوشية، ومراسل وكالة "الأناضول" التركية عصام الريماوي والمصوّر هشام أبو شقرا، ومراسل موقع "قدس فيد" جراح خلف، ومصوّرة وكالة "رويترز" رنين صوافطة، ومصوّر قناة "الجزيرة" مباشر هادي صبارنة والمراسلة شذا حنايشة التي أصيبت بشظايا رصاصة في رأسها وساقها (2/9)، ومراسل تلفزيون "الفجر" يزن حمايل الذي أُصيب بشظية في قدمه اليمنى، ومراسل وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) محمد منصور الذي أصيب برصاصة في يده اليسرى والمصوّر أيمن النوباني الذي أصيب بشظية في يده اليمنى (3/9)، ومراسل قناة "الجزيرة" ليث جعّار (5/9)، ومراسل شبكة "قدس" الإخبارية حمزة حمدان (5/9) و(11/9)، والصحافي الحرّ صهيب أبو دياك ومراسل قناة "الجزيرة مباشر" محمد تركمان (11/9)، ومراسلة قناة "الجزيرة" الإنكليزية عزيزة نوفل والمصوّر نداء إبراهيم، ومراسل شبكة "قدس" الإخبارية محمد عابد، ومراسل قناة "الغد" خالد بدير والمصوّر شادي جرارعة، ومراسل تلفزيون "فلسطين" محمود سمودي والمصوّر صخر زواتية، والصحافيّين الذين يعملون بشكل حرّ محمد عتيق وعبادة طحاينة (19/9) وعمرو مناصرة (2/9) و(19/9)، ومراسل تلفزيون "العربي" عميد شحادة والمصوّر ربيع المنيّر (2/9) و(19/9)، ومراسل موقع "فلسطين بوست" مجاهد طبنجة، والصحافي الحرّ صدقي ريان، ومراسل شبكة "قدس الإخبارية" عبد الله بحش، والصحافي الحرّ أيوب يمّك (27/9).
كما اعتدت على الصحافي الحرّ محمود زكارنة بالدفع والضرب (18/9)، وصادرت معدّات التصوير الخاصة بالمصوّر الحرّ مصعب شاور (24/9)، واقتحمت منزلَي الصحافي الحرّ منتصر نصّار والمصوّر في وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" مشهور الوحواح وفتّشتهما وخرّبت محتوياتهما (26/9).
واعتقلت القوات الإسرائيلية كُلّاً من الصحافي الحرّ علي دار علي ورفضت إطلاق سراحه قبل دفع غرامة كبيرة (5/9)، والصحافي الحرّ قتيبة حمدان الذي حُكم عليه بالاعتقال الإداري لمدة ثلاثة شهور (17/9)، والصحافي الحرّ مجاهد السعدي بعد اقتحام منزله والاعتداء عليه ومصادرة هواتفه ثم الحُكم عليه بالاعتقال الإداري لمدة ستة شهور (19/9).
وعرقلت عمل كُلّ من مراسلة قناة "الجزيرة" جيفارا البديري والمصوّر بشير مسالمة، ومصوّرة وكالة "رويترز" رنين صوافطة، ومراسل وكالة "وفا" الحارث الحصني، والصحافي الحرّ محمد عتيق، والمراسل محمد عابد (12/9)، ومراسل موقع "ألترا فلسطين" الإخباري وهاج بني مفلح، والمراسل عصام الريماوي والمصوّر هشام أبو شقرا، والمراسل عبد الله بحش، والصحافيّين الذين يعملون بشكل حرّ أيوب يمّك ومحمد عوض وفارس عودة ونورس ذياب (13/9)، والمراسل خالد بدير والمصوّر شادي جرارعة، والمراسل عميد شحادة والمصوّر ربيع المنيّر، والمراسل ليث جعّار (25/9).
وكذلك، حاولت جرّافات وآليات عسكرية إسرائيلية دهس كُلّ من المراسلين أنس حوشية وعصام الريماوي وعميد شحادة وشذا حنايشة وجراح خلف، والصحافي الحرّ عمرو مناصرة، والمصوّرين هشام أبو شقرا وربيع المنيّر وهادي صبارنة ورنين صوافطة (2/9)، ومراسلة قناة "العالم" آية عروق، ومراسل قناة "الغد" ضياء حوشية والمصوّر منذر الخطيب (4/9)، والمراسل مجاهد طبنجة، والمصّور هشام أبو شقرا، ومصوّر قناة "الجزيرة" عارف تفاحة والمراسلة جيفارا البديري، والمصوّر أيمن النوباني، والصحافية الحرّة ريما ضراغمة، ومراسل تلفزيون "فلسطين" أمير شاهين والمصوّر سليم بشارات (11/9)، فيما أمرت السلطات الإسرائيلية بإغلاق مكتب قناة "الجزيرة" 45 يوماً بموجب أمر عسكري بحجّة "التحريض ومساندة الإرهاب" بعد اقتحامه، ثم صادرت الأجهزة والوثائق الموجودة فيه (22/9).
إلى ذلك، اعتقل جهاز المخابرات الفلسطيني الصحافي الحرّ أحمد بيتاوي بعد استدعائه للتحقيق بتهمة "تلقّي أموال غير مشروعة وحيازة سلاح" (7/9)، فيما منع عنصر من أمن مقرّ الرئاسة الفلسطينية مراسل قناة "الجزيرة مباشر" محمد تركمان من تغطية اقتحام القوات الإسرائيلية مدينة البيرة (17/9).
وفي أراضي الـ48، تعدّدت الانتهاكات الإسرائيلية على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر أيلول/سبتمبر 2024، وكان أبرزها تجديدالحكومة الإسرائيلية قرار إغلاق مكتب قناة "الجزيرة" في القدس مرة رابعة توالياً (3/9)، وعرقلة الشرطة الإسرائيلية عمل كُلّ من مراسل راديو "الناس" مصطفى زعبي ومراسل موقع "موطني 48" عبد الرحمن اشراف ومراسلة وكالة "الجرمق" كارين الباش في مدينة حيفا (5/9). وفي حين تسلّمت الناشطة الإعلامية آلاء الصوص من المخابرات الإسرائيلية قرارين بالإبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس (23 و29/9)، حقّقت المخابرات نفسها مع الصحافية الحرّة روز الزرو حول عملها الصحافي (2/9)، وبعد 7 أيام اقتحمت الشرطة الإسرائيلية منزلها واعتقلتها مع ابنها وحقّقت معها وسلّمتها قراراً بالحبس المنزلي لمدة 6 أيام.
وفي الأردن، تنوّعت الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر أيلول/سبتمبر 2024، وكان أبرزها منع كوادر الهيئة المستقلّة للانتخاب المصوّر أمجد الطويل من التصوير في مركز اقتراع على الرغم من أنه كان يضع البطاقة التي منحته إياها الهيئة (10/9)، وتقديم عشيرة المخرج حسين دعيبس شكوى بحقّ الإعلامي ربيع هنيدي بسبب مقابلة تحدّث فيها عن تردّي وضعه الصحّي في دار للمسنّين، وإغلاق "فايسبوك" حساب الصحافية الأردنية عزيزة علي بحجّة نشرها "محتوى خطيراً" عبارة عن صورة لرجل فلسطيني في الضفة الغربية يحمل الشاكوش ويقف أمام الدبابات الإسرائيلية، وكتبت فوق الصورة "المجد للشاكوش" (4/9).
وفي حين أجّلت محكمة أمن الدولة النطق بالحكم في قضية الكاتب السياسي سفيان التلّ مرّتين (23 و30/9)، تواصلت تداعيات قضية الكاتب الأردني أحمد الزعبي الموقوف في سجن "ماركا"، حيث تقدّمت هيئة الدفاع عنه باستدعاء للنائب العام لتصوير ملفّه الطبّي(5/9) لكن النيابة رفضت الطلب بعد 13 يوماً، ما حدا بأكثر من 300 صحافي أردني إلى توقيع عريضة في 22 أيلول/سبتمبر وجّهوها إلى الملك عبد الله الثاني مطالبين بإصدار عفو ملكي خاص عنه، بعدما وجّهوا عريضة أخرى إلى وزير العدل تطالبه بإصدار قرار لاستبدال عقوبة الزعبي بعقوبة بديلة بسبب تدهور وضعه الصحّي.
وفي سوريا، اقتصرت الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر أيلول/سبتمبر 2024، على اعتقال أمن النظام السوري الصحافي والعضو في مجلس محافظة حمص وحيد يزبك (18/9)، بعد كشفه تزويراً في انتخابات مجلس الشعب في حمص، وأطلقت سراحه في اليوم التالي.