طاولت الاعتداءات الإسرائيلية أكثر من 25 صحافياً ومصوّراً فلسطينياً في الضفة الغربية وحدها خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2022، إلا أن الرسالة الدموية الأفظع جاءت من سوريا مع اغتيال مسلحين مجهولين الناشط الإعلامي محمد عبد اللطيف أبو غنوم وزوجته الحامل في مدينة الباب شرق حلب، وزادت المشهد المأسوي قتامة على الساحة الإعلامية والثقافية.
أما تفاصيل الانتهاكات في كل من البلدان الأربعة التي يغطيها مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز"، لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، فجاءت على الشكل الآتي:
في لبنان، تعدّدت الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2022، وكان أخطرها استهداف مجهولين منزل الإعلامي أحمد موسى بالرصاص في البقاع الغربي (18/10)، فيما تعرّضت كلّ من الفنانة ميرنا معلوف للتهديد بسبب عرضها مجسّمات مطليّة بألوان قوس القزح (19/10)، والصحافية مريم مجدولين لحّام بسبب تقرير مصوّر (20/10)، كما تعرّض الصحافي رامي نعيم لحملة تشويه سمعة على مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية مواقفه السياسية (24/10). واستدعت المباحث الجنائية الصحافي نضال السبع وحقّقت معه بسبب تغريدتين (3/10)، وتقدّم النائب جبران باسيل بشكوى جزائية بحقّ الصحافي يوسف دياب والإعلامية في قناة "الجديد" ريف عقيل بتهمة "القدح والذمّ" بسبب تقرير (27/10).
إلى ذلك، أعلن خمسة كُتّاب فرنسيين انسحابهم من المشاركة في "مهرجان كتاب بيروت" لأسباب عدة منها تغريدة وزير الثقافة محمد مرتضى الذي أشار فيها إلى مشاركة كُتّاب في حدث ثقافي يقومون بـ"الترويج للأدب الصهيوني" (19/10)، وحظر "إنستغرام" حساب الناشط جينو رعيدي إثر تبليغات على منشورات تنتقد "حزب الله" (14/10). وأصدرت قناة "الجديد" قراراً بفصل عدد من موظفيها من صحافيين ومصوّرين وإداريين بشكل مفاجئ بحجّة "الأوضاع المالية الصعبة" (5/10).
وفي سوريا، تركزت الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر في المنطقة الشمالية الغربية من البلاد، حيث اغتال مسلحون مجهولون الناشط الإعلامي السوري محمد عبد اللطيف أبو غنوم وزوجته الحامل في مدينة الباب شرق حلب (7/10)، حيث هدّد فيها أيضاً عنصر من الجيش الوطني التابع للمعارضة السورية المسلّحة كلّاً من الناشطين الإعلاميين محمد السباعي وسراج الشامي وقاسم حبار بمنعهم من التغطية وتحطيم معدّاتهم إذا ما تابعوا تغطيتهم احتجاجات المعلّمين وسط المدينة (3/10). كما منعت "هيئة تحرير الشام" الناشط الإعلامي عدنان الإمام من العمل في مناطقها 15 يوماً بسبب تصويره تقريراً لقناة "أورينت" (30/10)، والتي كانت قد قررت منعها من العمل في مناطق سيطرتها (1/10).
وفي الأردن، هدأت وتيرة الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2022، ولم يُعكّرها إلّا مثول الصحافية في صحيفة "الغد" شروق البو أمام الادّعاء العام في قصر العدل في عمّان في 11 تشرين الأول/أكتوبر، بعد استدعائها إثر شكوى "جرائم إلكترونية" تقدّم بها مواطن أردني ضدّها، والذي كان من أولى الحالات التي أصيبت بفيروس "كورونا" في الأردن، لأنها ذكرت اسمه الأول في مادة صحافية لها نُشرت في شهر آذار/مارس الماضي، مع العلم أن قصته كانت متداولة بشكل واسع في وسائل الإعلام الأردنية.
وفي الضفة الغربية، صعّدت القوات الإسرائيلية وتيرة انتهاكاتها بحق الصحافيين والمصوّرين الفلسطينيين خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2022، فاستهدفت كُلاً من مصوّر شبكة "قدس" الإخبارية أحمد عابد، ومصوّر وكالة الصحافة الفرنسية جعفر اشتية، ومصوّر وكالة "الأنباء الصينية" نضال شفيق اشتية بالرصاص الحيّ (8/10)، فيما استهدفت بقنابل الغاز والرصاص المطاطي كلاً من مراسلة "فلسطين بوست" سجى العلمي (3/10) و(25/10)، ومراسل وكالة "جي ميديا" الإخبارية بلال عرمان، ومصوّر شبكة "قدس" الإخبارية معتصم سقف الحيط (25/10)، ومصوّر وكالة "أسوشيتد برس" مجدي اشتية (13/10)، ومراسل تلفزيون "فلسطين" بدر أبو نجم والمصوّر سليم صوافطة (21/10)، وطاقم برنامج "ملف اليوم" في التلفزيون (19/10) فيما أصيب مسؤول البثّ معتز سوداني في ذقنه. كما اعتدت بالضرب على المصوّر معتصم سقف الحيط (20/10)، وعلى مراسل"جي ميديا" محمد ثابت واحتجزته أربع ساعات (11/10). ومنعت مراسل فضائية "الغد" رائد الشريف والمصوّر جميل سلهب، ومراسل قناة "العربية" مصعب شاور، ومصوّر "جي ميديا" عبد المحسن شلالدة، ومصوّر وكالة "شينخوا" الصينية مأمون وزوز، ومراسل شبكة "قدس" ساري جرادات (20/10) من تغطية المواجهات في الخليل، فيما عرقلت عمل مصوّر الوكالة الأوروبية عبد الحفيظ الهشلمون، ومراسل تلفزيون "فلسطين" عزمي بنات ومدير التلفزيون في الخليل جهاد القواسمة والمصوّر محمد عواودة، ومصوّر وكالة"وفا" مشهور الوحواح ومنعتهم من الوصول بسياراتهم لتغطية فعالية (8/10). واحتجزت مراسل شبكة "الإرسال" ووكالة "سند" الإخبارية كريم خمايسة، ومراسل فضائية "الجزيرة مباشر" محمد تركمان ساعتين (21/10). وكذلك، أقدمت مجموعة من المستوطنين بحماية الجنود الإسرائيليين على تحطيم سيارة كل من المصوّر معتصم سقف الحيط ومصوّر "الجزيرة مباشر" محمد سمرين (28/10) خلال تغطيتهما قطف الزيتون، كما تعرّضت فضائية "معاً" الإخبارية للقرصنة من جهات إسرائيلية (8/10).
إلى ذلك، اعتقل جهاز المخابرات الفلسطيني مراسلَي "جي ميديا" محمد تركمان وحاتم حمدان من دون معرفة سبب الإعتقال (30/10).
وفي قطاع غزة، تنوّعت الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2022، وسُجّل اقتحام ثلاثة أشقّاء منزل الصحافي أحمد سعيد بهدف تهديده (29/10)، فيما حاولت شرطة "حماس" اعتقاله بعد يومين من دون مسوّغ قانوني. كما أغلق موقع "إنستغرام" حساب "Eye on Palestine" عدة ساعات بحجّة "انتهاك معايير إنستغرام" (19/10).
وفي أراضي الـ48، واصلت الشرطة الإسرائيلية اعتداءاتها على الصحافيّين الفلسطينيّين خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2022، حيث اعتدت بالضرب على كُلّ من مراسلة وكالة "نبض القدس" هبة نجدي ومصوّر قناة "الميادين" محمد عشو ومراسل وكالة "الأناضول" التركية معاذ خطيب ومراسلة قناة "الرؤيا" براء أبو رموز (17/10)، فيما منعت مراسلة قناة "الرؤيا" آية خطيب من تغطية اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في القدس (12/10).