اقتحم افراد من الاجهزة
الامنية التابعة لحكومة "حماس" المقالة في غزة، يوم الأربعاء 9 أيار/مايو 2012، الاحتفال الختامي
لاحتفالية "فلسطين للأدب"، في دار الباشا، بعد أن قطعوا التيار
الكهربائي عن الندوة الرئيسية في الاحتفال، والتي كانت حول القمع والحريات، وأخذ
أحد أفراد الأمن يأمر الحاضرين بصوت مرتفع بمغادرة القاعة لأنه لا يوجد ترخيص
للفعالية وقد تم إلغاؤها.
واعتدى رجال الامن على عضو
فرقة "اسكندريلا" المصرية، حازم شاهين بالضرب على ظهره حين حاول دخول
القاعة، كما اعتدوا بالضرب على ناشط فلسطيني آخر وأخذوا الكاميرا التي كانت تصوّر
بها إحدى الناشطات الفلسطينيات.
وفي التفاصيل، قال
الناشط والمدون المصري عمرو عزت لـ"سكايز" بعد رجوعهم إلى الفندق:
"صدمنا خلال الندوة بقطع التيار الكهربائي المتعمد، واقتحام رجال أمن بزي
مدني الحفلة الختامية وسحب كاميرا من احدى الناشطات الفلسطينيات"، لافتاً إلى
أنه "طوال الاحتفال كان هناك رجال أمن يصورون الحضور وكلمات الندوة".
أضاف: "حدثت
مشادات بين الأمن والضيوف ما أدى إلى ضرب العازف في فرقة اسكندريلا حازم شاهين
وناشط فلسطيني آخر، وهنا بدأ الحضور يهتفون: يسقط يسقط حكم العسكر".
وأوضح أنهم حين غادروا في حافلتهم من دار الباشا إلى فندق القدس الدولي حيث
يقيمون، تبعتهم سيارة أمنية، وعند وصولهم إلى الفندق قام أحد رجال الأمن بتوجيه
كلامه إليه وإلى المدون علاء عبد الفتاح، موضحاً لهم أن اقتحام الندوة تم بسبب
كلمته التي ألقاها في الندوة عن قمع الحريات باسم المقاومة وما قاله عبد الفتاح في
تلفزيون "هنا القدس" حول ضرورة اسقاط النظام في الدول العربية إضافة إلى
تغريداتهما على تويتر ضد الحكومة في غزة.
واشار عزت الى أن رجل
الأمن قال لهما أنه لا يصح أن ينتقدا أوضاع البلد المستضيف لهما بل يجب
احترامها"، وأكد لـ"سكايز" أن "ما حدث في الندوة من اقتحام
وضرب للحضور أكد كلمته التي ألقاها في الندوة عن قمع الحريات باسم المقاومة"،
مشيراً إلى أنهم "منذ وصولهم في احتفالية فلسطين للأدب إلى غزة والأمن يحاول
تتبع خطوات الضيوف وسؤالهم عن وجهات انطلاقهم وتقييد حركتهم".
وأكد المدون والناشط المصري علاء عبد الفتاح لـ"سكايز" ما قاله زميله
عزت أن الأمن برّر اقتحام الندوة بسبب لقاء صحافي أجراه على تلفزيون "هنا
القدس"، إضافة إلى تغريداتهما على تويتر، وتابع: "قال لي رجل الأمن أني
طالبت بإسقاط حكومة غزة في اللقاء التلفزيوني، وهذا ما نفيته وأوضحت لهم أني طالبت
بإسقاط جميع الانظمة القمعية ولم أقل إسقاط حكومة بعينها".
أضاف: "كنا سعيدين
بتجربتنا في غزة رغم ما حدث، وأنهم في مصر لديهم سلطة اسلامية قادمة، وما حدث في
غزة تجربة جيدة كي يعرفوا بعض ما سيواجهونه في المستقبل".
من جهته قال عازف العود
في فرقة "اسكندريلا" حازم شاهين (33عاماً)، والذي تعرض للضرب على ايدي
رجال الامن، لـ"سكايز": "حاولت الرجوع إلى القاعة فقد كنت خارجها
عند الاقتحام إلا أن بعض رجال الأمن كانوا يمسكون الباب، وقد منعوني من الدخول،
وحين أوضحت لهم أن أصدقائي وأفراداً من عائلتي لا يزالون داخل القاعة، أخذوا
يسخرون من لكنتي المصرية بقولهم "عاوز إيه يا حبيبي؟"، وحين أصررت على
الدخول وجدت أيدي كثيرة تضربني على ظهري بقوة، حتى جاء زميلي من الفرقة حسن
المنيلاوي ودافع عني وحررني من بين أيديهم".
وحول حصول الفعالية على
ترخيص، أكدت إحدى منظمات الفعالية من المؤسسة البريطانية "بالفست" (Palfest) المشرفة على الاحتفالية ريما فضة
أنهم يملكون جميع الرسائل الرسمية التي تبادلوها مع وزارة الثقافة في غزة، والتي
سمحت وأذنت لهم بالقدوم إلى القطاع والعبور عبر حدود معبر رفح، وإقامة الندوات
وورش العمل في كل محافظات غزة، إضافة إلى إقامة احتفال ضخم في قاعة رشاد الشوا
لفرقة اسكندريلا، وكانوا طلبوا له إذنا إضافيا خاصا من وزارة الثقافة، وحصلوا
عليه، كما أنهم اجتمعوا بوزير الثقافة، وموظفين في الوزارة أكثر من مرة.
وأشارت الى أن "جدول
الفعاليات كان منتشراً على جميع المواقع وعلى فيسبوك، وكذلك الملصقات تملأ شوارع
غزة كدعوة لحضور فقرات الفعالية، وأنه لو كان يلزمنا ترخيص للأماكن المغلقة ولكل
نشاط على حدة من وزارة الداخلية، لتم منعنا منذ اليوم الأول وليس في حفل الختام في
آخر يوم".
وختمت بالقول "ان المنظمين سيصدرون بياناً خاصاً حول ما حدث ويتمنون ألا يؤثر
على الناشطين والمتطوعين الفلسطينيين،
وألا يتعرضوا لمضايقات بعد مغادرة الوفد القطاع صباح الخميس 10 أيار/مايو الجاري".