تكررت المأساة مرة جديدة في
سوريا خلال تشرين الاول/أكتوبر 2012، وطغت على واجهة الانتهاكات على الساحة
الاعلامية والثقافية في البلدان الاربعة التي يغطيها نشاط مركز الدفاع عن الحريات
الاعلامية والثقافية "سكايز" (عيون سمير قصير)، لبنان وسوريا والاردن
وفلسطين، إذ استمر المشهد الدموي في مختلف المدن، حاصداً عشرة من الصحافيين
والمراسلين والناشطين الإعلاميين والكتّاب، قضوا سواء بالقصف العنيف الذي استخدم
فيه الجيش النظامي السوري الطائرات الحربية في دك المدن، أو بمعارك الكرّ والفرّ
بين القوات النظامية والثوار، أو تعذيباً في معتقلات النظام الامنية. كذلك تكررت
عمليات خطف المراسلين على يد الثوار، وتواصلت عمليات اعتقال الصحافيين على يد
أجهزة النظام.
كما كان لافتاً اعتداء
القوات الاسرائيلية على الصحافيين الفلسطينيين في القدس واستهدافهم عمداً بقنابل
الغاز والصوت والرصاص المطاطي في باحات المسجد الاقصى وإصابة عدد منهم، إضافة الى
الاعتداء بالضرب على صحافيين في الاردن، واستهداف بعضهم بزجاجات المولوتوف في
لبنان مع تنامي ظاهرة الاحتجاز ومنعهم من أداء مهامهم. أما تفاصيل الانتهاكات في كل من البلدان الأربعة
فجاءت على الشكل الآتي:
في لبنان، تعددت الانتهاكات على الساحة الاعلامية والثقافية خلال تشرين الاول/أكتوبر 2012، إلا أن أخطرها كان تعرّض فريق "تلفزيون لبنان" للرشق بزجاجات المولوتوف بالقرب من الطريق الجديدة (22/10)، واحتجاز عناصر من "حزب الله" لبعض الوقت الصحافيتين في موقع "ناو ليبانون" (NOW Lebanon) آنا ماريا لوقا ونزيهة بعاصيري في النبي شيت في البقاع (3/10)، ومنع قوى الأمن وسائل الإعلام من الدخول الى الجامعة اللبنانية في الحدث لتغطية اعتصام طلابي (2/10)، وكذلك منع وزير الثقافة صحافيين من الدخول إلى قصر الاونيسكو وعقد اجتماع للمطالبة بتسهيل انتسابهم الى النقابة (18/10)، في حين منع الأمن العام اللبناني المخرج والممثل الفلسطيني عامر خليل من الدخول عبر المطار (14/10).
وقضائياً سُجّل إحالة
النائب العام التمييزي إخباراً ضد
الاعلامي نديم قطيش إلى المباحث الجنائية (29/10)، وتقديم النائب نبيل نقولا إخباراً ضد مواقع إلكترونية "تسيء الى
المسيح" (6/10)، في
حين ادعى ورثة الصحافي جبران تويني على
ضابطين سوريين بجريمة اغتياله (9/10).
وعلى صعيد الرقابة، قام موزّع مسلسل "روما" بحذف مشاهد منه وعرضت نسخة
منقّحة من العمل عبر محطة "أم.تي.في." (MTV) (5/10)،
كما طالبت لجنة الرقابة على الأشرطة السينمائية برئاسة أندريه قصّاص بحذف مقاطع من فيلم "فاتح
1453" قبل عرضه (10/10). وسُجّل كذلك إقفال المنتدى الالكتروني
لـ"التيار الوطني الحر" من قبل المحررين رفضاً لضغوط قياديي التيار عليهم (5/10)، وتعرّض موقع صحيفة "النهار" الالكتروني لقرصنة متكررة، واستمرار معاناة المصروفين من "باك" (PAC) و"أل.بي.سي." (LBC) وعدم قبض مستحقاتهم (5/10).
وفي سوريا، تكررت المأساة الدموية على الساحة الإعلامية والثقافية خلال تشرين الاول/أكتوبر 2012. فقد قُتل المزيد من الصحافيين والناشطين
الاعلاميين والكتّاب، سواء بالقصف المدفعي أو الغارات الجوية على الاحياء السكنية
أو المعارك الضارية بين الثوار وبين جيش النظام في مختلف المدن السورية، أو تحت
التعذيب في سجون النظام. وسُجّل مقتل كل من المراسل أحمد علي سعدا بالقصف على مدينة دوما في ريف دمشق (2/10)، والصحافية
منى بكور في التفجير في ساحة سعد الله الجابري في حلب (3/10)،
ومصور قناة "الاخبارية السورية" محمد الاشرم في مدينة دير الزور (10/10)، والمونتير في التلفزيون
السوري هشام موصلي تحت التعذيب في أحد الفروع الأمنية في دمشق (15/10).
كما قُتل كل من الناشطيَن الاعلاميَّين
عمر عبد الرزاق اللطوف ومحمد جمعة عبد الكريم اللطوف على حاجز أمني في حلب بعد
تعذيبهما بطريقة وحشية (19/10)، والناشط الإعلامي أنس الأحمد في معضمية الشام غربي
دمشق
(23/10)، والناشط الاعلامي حاتم حمدو
حلاق قنصاً في حلب (26/10)، إضافة الى الكاتب محمد نمر المدني الذي قضى تحت التعذيب في
أحد فروع المخابرات السورية في دمشق (7/10)، وظلّ خبر مقتل الناشطة الاعلامية
فاطمة سعد تحت التعذيب بين النفي والتأكيد (30/10).
وفي حين اعتقل النظام السوري كلاً من
الصحافي
السوري باسل عزام في السويداء
(28/10)، والناشط الحقوقي المحامي خليل معتوق في ريف دمشق والذي يعاني ظرفا
صحياً حرجاً (2/10)، والناشط الاعلامي فارس المعمو في حمص (1/10)، وفنان
الكاريكاتور أكرم رسلان في حماة (2/10)، والسينمائي غانم المير في طرطوس (2/10)، والكاتب الصحافي دارا عبد الله في دمشق (23/10)، كان لافتاً اختطاف
الثوار الصحافية الأوكرانية أنهار كوتشنيفا في القصير "لمبادلتها
بسجناء" (9/10)، والصحافي اللبناني فداء عيتاني ووضعه تحت الاقامة الجبرية في
أعزاز (27/10).
كما سُجّل طعن الإعلامي السوري أمجد طعمة على يد ملثمين أمام منزله غربي دمشق (17/10)، وإحالة
الصحافي مالك أبو خير على القضاء العسكري (13/10)، وحجب بث قناتي
"الفضائية" و"الدراما" السوريتين على قمر "هوت
بيرد" (Hot
Bird) (22/10).
وفي الاردن، كان أبرز الإنتهاكات على الساحة
الاعلامية والثقافية خلال تشرين الاول/أكتوبر 2012، الاعتداء على ثلاثة صحافيين في
مخيم الزعتري للاجئين السوريين على الحدود الاردنية ـ السورية (18/10)، والاعتداء
بالضرب على مصورين أثناء تغطيتهما مهرجاناً خطابياً في حي الطفايلة في عمان
(24/10)، والاعتداء على معدّات طاقم "الحقيقة الدولية" خلال مسيرة في
عمان (5/10)، وإحالة مالك فضائية "جو سات" والمذيعة الاردنية رلى الحروب
الى محكمة الجنايات (18/10)، وتأخير الأمن الأردني للصحافي اللبناني بسام القنطار
أربع ساعات في مطار الملكة علياء من دون مسوّغ قانوني (2/10)، إضافة الى تعرّض
موقع "عين نيوز" الإخباري الأردني للقرصنة (15/10).
كما أُطلقت حملة
على "فايسبوك" (Facebook) رفضاً لقانون "المطبوعات والنشر"
في الأردن، في حين أزيلت خيمة اعتصام الصحافيين بعد زيارة رئيس الوزراء الاردني
لها (20/10).
وفي قطاع غزة، شهدت الساحة الإعلامية والثقافية خلال تشرين الاول/أكتوبر 2012، جواً من
الهدوء لم يُعكّره سوى حجب الموقع الالكتروني للشاعر خالد
جمعة عن طريق الخطأ (11/10)، بعد التطبيق العشوائي لقرار وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في غزة
حجب المواقع الإباحية على شبكة الانترنت.
وفي الضفة الغربية، حافظت السلطات الاسرائيلية على
وتيرة انتهاكاتها على الساحة الاعلامية والثقافية خلال تشرين الاول/اكتوبر 2012،
وكان أبرزها اعتقال القوات الاسرائيلية
الصحافي محمد عطا التميمي بعد اقتحام منزله والحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر (10/10)، والباحث الحقوقي في مؤسسة "الضمير" لحقوق الإنسان
أيمن كراجة (14/10)، ورفض محكمة عوفر العسكرية الاسرائيلية الاستئناف المقدم من قبل وكيل الدفاع عن الصحافي عامر أبو عرفة ضد
قرار تمديد الاعتقال الاداري بحقه مرة ثالثة (9/10)،
في حين واصلت السلطات الاسرائيلية منعها الصحافي معاذ مشعل من السفر بحجة أن سفره
"يشكل خطراً على أمن اسرائيل" (13/10).
وعلى الصعيد
الداخلي الفلسطيني، تابعت الاجهزة الامنية عرقلة عمل الصحافيين واعتقالهم بسبب ما
ينشرونه، وسُجّل اعتقال الصحافي
والمدون محمد ثابت يومين بسبب ما ينشره على مدونته (22/10)، وتقديم ديوان الرئاسة الفلسطينية شكاوى أمام النيابة العامة ضد
الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب بتهمة "القدح والذم والتشهير بهيبة
الدولة" بسبب مقال (17/10)، ومنع الامن الفلسطيني
مراسل تلفزيون "الاقصى" الصحافي طارق ابو زيد من تصوير الاعتصام
التضامني مع الصحافي وليد خالد (14/10) الذي مددت محكمة صلح
نابلس اعتقاله مرتين رغم قرار الافراج عنه بموجب كفالة عدلية (3/10)،
إضافة الى تمديد المحكمة نفسها اعتقال الصحافي محمد منى خمسة عشر يوماً اضافياً
مرة ثانية (11/10).
وفي أراضي الـ48، صعّدت السلطات الإسرائيلية وتيرة
انتهاكاتها للحريات الاعلامية والثقافية خلال تشرين الأول/أكتوبر 2012، وكان أهمها
استهداف عناصر الشرطة للصحافيين في المسجد الأقصى بقنابل الغاز والصوت والرصاص
المطاطي ما أدى الى إصابة كل من المصورين الثلاثة عمار عوض ومعمر عوض ومحمود عليان والصحافية ميساء أبو غزالة بجروح
وحروق وكذلك طرد المصورين سنان أبو ميزر ووائل السلايمة ومنعهما من العودة (5/10). كما سُجّل اعتداء متدينين إسرائيليين على
المصور عطا عويسات في القدس وإصابته بحجر
كبير في رأسه (1/10)، ومنع الشرطة طاقم "برس تي.في." (Press TV) الإيرانية من
التصوير (7/10)، واعتقال المصور وسام حمودة ومنعه من دخول الأقصى 15 يوماً (2/10)،
واعتقال الصحافي اياد الرفاعي بعد محاصرة منزله (31/10). وسُجّل أيضاً تهديد مجهولين
الصحافي حمد عويدات بالقتل بسبب عمله مراسلاً للقناة الايرانية (1/10)، ومواصلة التضييق المتعمّد على الفنان وسيم خير ومنعه من السفر
(16/10)، في حين أعلن
رئيس جمعية "حريات" المعتقل في السجون الإسرائيلية إضراباً مفتوحاً عن
الطعام حتى نيل حقوقه (23/10).