الخلفية والسياق
سُجِّل خلال شهر أيلول/سبتمبر 2023، انخفاضٌ ملحوظ في التصريحات المرصودة للنواب اللبنانيّين حول حقوق الإنسان. ولم يتجاوز عدد التصريحات الـ26 علمًا أنها كانت تفوق الـ40 تصريحًا شهريًا بشكل ثابت، منذ شهر آذار 2023.
كما لوحظ في سياق المراقبة اليومية لحسابات النواب على مواقع التواصل الاجتماعي، تواتر بعض المواضيع ولكنها لم ترِد في هذا التقرير، نظرًا إلى أنه يركّز حصرًا على قضايا حقوق الإنسان. ومن ضمن المواضيع المستبعدة، تضامُن بعض النواب اللبنانيّين مع سفارة الولايات المتحدة في لبنان إثر تعرّضها لهجوم مسلّح، وتعاطُف البعض الآخر مع ضحايا الزلزال الذي ضرب المغرب، وإحياء ذكرى اغتيال الرئيس السابق بشير الجميّل (14 أيلول 1982)، والاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف (27 أيلول 2023).
بالإضافة إلى ذلك، رُصدت عدّة تصريحات تتعلّق بقضايا المدارس الرسمية في لبنان. ومع ذلك، لم تُدرَج في هذا التقرير نظرًا إلى أنها لم تتناول الحق في التعليم بشكل مباشر بل ركّزت بشكل أساسي على رواتب المعلّمين.
وعلى غرار تقرير شهر آب 2023، أضيفت خانة "خصوم حقوق الإنسان" في خاتمة هذا التقرير، لتسليط الضوء على النواب الذين أظهروا سلوكيات ومواقف تمييزية ومضادّة لحقوق الإنسان.
المنهجيّة
في الفترة الممتدّة من 1 إلى 30 أيلول 2023، رُصِدت 26 تصريحًا نُشرت عبر الحسابات الخاصة لـ17 نائبًا لبنانيًا عبر منصّتَيْ "إكس" ("تويتر" سابقًا) و"فايسبوك". وتجدر الملاحظة إلى أنّ هذا العدد من التصريحات هو الأدنى منذ شهر آذار 2023.
وقُسِّمت التصريحات وِفقًا للمواضيع التالية:
عرْض البيانات
من الضروري الإقرار بأنّ المعلومات المقدّمة في سياق عملية جمْع البيانات قد لا تكون شاملةً تمامًا. ومع ذلك، تمكّنّا على الرغم من التحديات البحثية، من طرْح فرضيّاتٍ حول كيفية تناوُل قضايا حقوق الإنسان، مع التركيز بشكل خاص على حقوق الصحافيّين وحرّية التعبير، في الخطاب السياسي العام في لبنان خلال شهر أيلول 2023.
الرسم 1. توزيع البيانات على أعضاء البرلمان
الرسم 2. توزيع البيانات عبر الأحزاب والمجموعات السياسية
الرسم 3. توزيع البيانات حسب نوع المجموعة
الرسم 4. توزيع البيانات حسب موضوع التصريح
الجدول 1. توزيع البيانات حسب موضوع التصريح واسم المجموعة
التحليل
خلال شهر أيلول 2023، نشر النواب اللبنانيّون ما مجموعه 26 تصريحًا تضمّنت بشكل لافت، تركيزًا كبيرًا على حقوق الأرمن، حيث تمحورت تسعة من أصل هذه التصريحات حول مسألة تهجير الأرمن من ناغورني كاراباخ. بالإضافة إلى ذلك، ركّزت خمسة تصريحات على الدفاع عن حقوق الصحافيّين، وتحديدًا انطلاقًا من قضية مريم مجدولين اللحّام، في حين ركّزت أربعة تصريحات على اقتراح القانون الهادف إلى منْع زواج الأطفال.
ويُقدّم النظر في العدد الإجمالي للتصريحات التي أدلت بها كل مجموعة فهمًا أعمق للمجموعات السياسية التي نشرت أكبر عدد من التصريحات خلال شهر أيلول 2023. وفي الجدول التالي لمحة عامة عن النتائج التي خلصنا إليها:
الجدول 2. الترتيب على أساس الأرقام المُطلقة ـ المجموعات السياسية الخمس التي سجّلت أكبر عدد من التصريحات
الجدول 3. الترتيب على أساس الأرقام النسبية - من المجموعة السياسية ذات النسبة المئوية الأعلى للأعضاء الذين أدلوا بتصريحات إلى المجموعة ذات النسبة الأقلّ
الجدول 4. ترتيب النواب من 1 إلى 10، حسب عدد التصريحات المنشورة في الفترة الممتدّة من حزيران/يونيو 2022 إلى أيلول/سبتمبر 2023
خلال شهر أيلول 2023، برزت النائبة بولا يعقوبيان بصفتها أكثر مَن رفَع الصوت في القضايا المتعلّقة بحقوق الإنسان، مع إجمالي خمسة تصريحات. وتجدر الإشارة إلى أن النواب مارك ضو وحليمة القعقور وإبراهيم منيمنة حلّوا، على مستوى تواتر التصريحات، في المراتب الثلاث الأولى على مدار فترة المراقبة منذ شهر كانون الثاني 2023.
خصوم حقوق الإنسان
كارِهو المثليّين
كرّس النائب إدغار طرابلسي خطابًا لمدة نصف ساعة على شاشة الـOTV أكد فيه أن المثليّة الجنسيّة مرض يُمكن ويجب علاجه.
كارِهو الأجانب
واصل النائب الياس جرادة الإدلاء بتصريحات مُعادية للأجانب، وتحديداً اللاجئين السوريين، على مِنوال سلوكه في الشهر المنصرم. وبدوره، صعّد النائب بيار بو عاصي، لهجته بتصريحَين متحيّزَين يُظهران العداء تجاه اللاجئين السوريين. وكان بو عاصي قد ألمح في تصريح أوّل إلى أن الحلّ الوحيد لأزمة اللاجئين السوريين في لبنان يكمن في وقف المساعدات المخصّصة لهم، ثم عاد وشدّد في تصريح لاحق على ضرورة وقْف كافّة المساعدات المالية للّاجئين السوريين.