الخلفيّة والسياق

خلال شهر أيار 2024، نشر 21 نائباً لبنانياً 43 تصريحاً حول حقوق الإنسان.

وظهرت حرب غزة كنقطة محورية في المواضيع المتناولة هذا الشهر. وبعد انخفاض في نسبة التصريحات المخصّصة لها خلال نيسان 2024، عادت لتبرز في الصدارة كما في الفترة الممتدّة من تشرين الأول 2023 إلى آذار 2024، في منشورات النواب عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأدّت الحرب إلى مقتل 36962 فلسطينياً على الأقلّ حتى تاريخ هذا التقرير.

كما تمحورت نسبة 42٪ من التصريحات المرصودة في شهر أيار حول جرائم الحرب الإسرائيلية، بينما ألقت نسبة 23٪ منها الضوء على حرّية الصحافة، بمناسبة اليوم العالمي لحرّية الصحافة (3 أيار). وركّزت نسبة  16٪ منها على حقوق الطفل، في ضوء قضية عصابة "التيك التوك" المتّهمة باغتصاب الأطفال، وخصّصت نسبة  12٪ لحقوق المرأة. أما التصريحات المتبقّية فتناولت موضوعَيْ الإفلات من العقاب وحرّية التعبير.

المنهجيّة

خلال شهر أيار 2024، نشر 21 نائباً ما مجموعه 43 تصريحاً حول حقوق الإنسان والحرّيات العامة، عبر حساباتهم الخاصّة على منصّتَي "إكس" (X) و"فايسبوك" (Facebook).

وصُنّفت التصريحات المرصودة ضمن ستّ فئات:

• جرائم الحرب الإسرائيلية
• حرّية الصحافة
• حقوق الطفل
• حقوق المرأة
• الإفلات من العقاب
• حرّية التعبير

عرض البيانات

من المهمّ الإقرار بأنّ البيانات المجموعة في سياق عملية المراقبة قد لا تكون شاملةً بالكامل. لكنّها تسمح على الرغم من القيود المتأصّلة فيها، بطرح فرضياتٍ حول كيفية تناول القضايا الإنسانية، مع التركيز بشكل خاصّ على حقوق الإنسان وحقوق الصحافيّين وحرّية التعبير، في الخطاب السياسي العام في لبنان خلال شهر أيار 2024.

الرسم 1. توزيع البيانات حسب أعضاء البرلمان

الرسم 2. توزيع البيانات عبر الأحزاب والجماعات السياسية

الرسم 3. توزيع البيانات حسب نوع المجموعة 

الرسم 4. توزيع البيانات حسب موضوع التصريح

الجدول 1. توزيع البيانات حسب موضوع التصريح واسم المجموعة

التحليل

خلال شهر أيار 2024، برز تركيز خاص على جرائم الحرب الإسرائيلية في تصريحات النواب اللبنانيين الذين كرّسوا لها 18 من منشوراتهم الـ43 حول حقوق الإنسان (أي نسبة 42%). 

علاوة على ذلك، تمحورت 10 تصريحات حول حرّية الصحافة بمناسبة اليوم العالمي لحرّية الصحافة (3 أيار). وعالجت 7 منها حقوق الطفل (4 منها للنائبة عناية عز الدين، وواحد لكلّ من النواب إبراهيم منيمنة وميشال موسى وإيهاب مطر). أما بالنسبة إلى التصريحات الخمسة حول حقوق المرأة، فنشرها كلّ من النواب عناية عز الدين ونجاة صليبا  وراجي السعد  وأديب عبد المسيح.

ونشر كلّ من النواب مارك ضو وسينتيا زرازير تصريحاً واحداً حول الإفلات من العقاب. وأضاف النائب ضو تصريحاً ثانياً حول حرّية التعبير.

وتجدر الإشارة إلى أن نواب القوات اللبنانية والتيّار الوطني الحرّ لم ينشروا هذا الشهر أي تصريحات تتعلّق بحقوق الإنسان.

ويسمح النظر في العدد الإجمالي للتصريحات التي نشرتها كل مجموعة، بفهم المشهد السياسي اللبناني بشكل أعمق وبتحديد المجموعات التي تناولت حقوق الإنسان بالدرجة الأكبر خلال شهر أيار 2024. وفي الجداول التالية لمحة عامة عن هذه النتائج:

الجدول 2. الترتيب على أساس الأرقام المُطلقة – المجموعات السياسية التي نشرت أكبر عدد من التصريحات (من الأكثر إلى الأقلّ)

الجدول 3. الترتيب على أساس الأرقام النسبية - من المجموعة السياسية ذات النسبة المئوية الأعلى للأعضاء الذين أدلوا بتصريحات، إلى المجموعة ذات النسبة الأقلّ

الجدول 4. ترتيب النوّاب من 1 إلى 10، حسب عدد التصريحات المنشورة في الفترة الممتدّة من حزيران 2022 إلى أيار 2024

برزت النائبة عناية عز الدين من ضمن النوّاب الـ21 الذين نشروا تصريحات تتعلّق بحقوق الإنسان في أيار 2024، بعد أن نشرت ستة تصريحات: أربعة منها حول حقوق الأطفال والباقي حول حقوق المرأة.

واحتفظ النائب مارك ضو بترتيبه في الصدارة على مستوى العدد التراكمي منذ شهر حزيران 2022، مع 103 تصريحات مرصودة.

خصوم حقوق الإنسان

طغى النقاش حول اللّاجئين السوريين في لبنان على صفحات العديد من النوّاب على منصّات التواصل الاجتماعي خلال هذا الشهر. ومع ذلك، ضمّن عضوان من القوّات اللّبنانية خطاب الكراهية في منشوراتهما وروّجا لمواقف غير إنسانية.

1) على غرار الأشهر السابقة، أعاد النائب بيار بو عاصي الكرّة، وطلب من المجتمع الدولي قطْع جميع الأموال عن اللّاجئين السوريين.

2) أدلى النائب فادي كرم للمرة الأولى بتصريح يتضمّن خطاب كراهية حيث اعتبر أن "السوري في المخيّمات أصبح ذخيرة للعصابات بكل أنواعها".

وفي سياق آخر، شارك النائب عن الجماعة الإسلامية عماد الحوت في اضطهاد حرّية التعبير، في حالة الممثّلة الكوميدية والناشطة في حقوق مجتمع الميم-عين شادن فقيه. وصرّح النائب الحوت: "نرفض استهداف شعائر الدين الإسلامي والنبي محمد، تحت عنوان الترفيه أو حرّية الرأي أو أي عنوان آخر." كما تقدّم الحوت بإخبار بحقّ "المدعوة شادن فقيه حتى لا يكون عملها سابقة تدفع لتغيير طبيعة المجتمع اللّبناني من مجتمع إيمان وقيم إلى مجتمع تفلّت من الأخلاق".