الخلفيّة والسياق

انخفض عدد تصريحات النوّاب اللبنانيّين المرتبطة بحقوق الإنسان بشكل كبير في نهاية العام 2023. واقتصرت في شهر كانون الأول على 50 تصريحًا بعد تخطّيها الـ100 خلال ثلاثة أشهر من العام (كانون الثاني ونيسان وآب)، وبلوغها ذروتها في شهر تشرين الأول مع 272 تصريحًا. وتمحور نصف التصريحات حول حرب غزة التي أسفرت بشكل مأساوي عن مقتل 23 ألف فلسطينيّ على أقلّ تقدير، منذ 7 تشرين الأول 2023، حيث تركّزت 33% من التصريحات الخمسين حول حقوق الفلسطينيّين و18% منها حول جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل.

وخلال شهر كانون الأول، تناول النوّاب بغالبيتهم مواضيع التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون وإحياء ذكرى اغتيال النائب السابق جبران تويني والتهاني بعيدَي الميلاد ورأس السنة. ولكنّ مثل هذه التصريحات استُثني من هذا التقرير، نظرًا إلى أنه يتوخّى التركيز بشكل حصري على حقوق الإنسان.

المنهجيّة

خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2023، نشر 26 نائبًا لبنانيًا ما مجموعه 50 تصريحًا تناولت قضايا حقوق الإنسان، عبر حساباتهم الخاصّة على منصّتَيْ "إكس" (X) و"فايسبوك" (Facebook).

وصُنّفت هذه التصريحات ضمن سبعة مواضيع، مع الإشارة إلى تواتر الموضوع الأوّل منذ تشرين الأول 2023:

• حقوق الفلسطينيّين
• حقوق النساء
• جرائم الحرب
• الحق في التعليم
• الحرّيات العامّة
• حرّية الصحافة
• حقوق الأرمن

عرض البيانات

لا بدّ من الإقرار بأن البيانات المجموعة قد لا تكون شاملةً تمامًا. لكنّها تسمح على الرغم من القيود المتأصّلة، بطرح فرضياتٍ حول كيفية تناول قضايا حقوق الإنسان، مع التركيز بشكل خاصّ على حقوق الصحافيّين وحرّية التعبير، في الخطاب السياسي العام في لبنان خلال شهر كانون الأول 2023.

الرسم 1. توزيع البيانات حسب أعضاء البرلمان

الرسم 2. توزيع البيانات حسب الأحزاب والمجموعات السياسية

الرسم 3. توزيع البيانات حسب نوع المجموعة

الرسم 4. توزيع البيانات حسب موضوع التصريح

الجدول 1. توزيع البيانات حسب موضوع التصريح وإسم المجموعة

التحليل

من أصل التصريحات الخمسين المرصودة، ركّز 15 تصريحًا على حقوق الفلسطينيّين، و12 منها على حقوق النساء، بينما سلّطت 8 منها الضوء على جرائم الحرب الإسرائيلية. وتنوّعت المواضيع الأخرى بين الحق في التعليم وحرّية الصحافة وحقوق الأرمن.

ومن ضمن التصريحات الـ12 المتعلّقة بحقوق النساء، أدرجت النائبة عناية عز الدين في تصريحها الواحد حقوق الطفل.

بدوره، نشر النائب الياس حنكش 3 تصريحات تتعلّق بالحرّيات العامّة. وعلى الرغم من أنّ التصريحات أتت في سياق التطوّرات الأخيرة حول مشروع قانون الإعلام في لبنان، ركّز اثنان منها على سياق أوسع: قمْع الحرّيات العامة وحرّية الصحافة في لبنان. واستنكر النائب حنكش محاولات وضع لبنان تحت إطار الدولة البوليسيّة، داعيًا إلى الارتكاز على كيفية تعامُل الدول المتقدّمة مع حرّية الصحافة والحرّيات العامّة.

وتضمّنت التصريحات المُدينة لجرائم الحرب الإسرائيلية عبارات تضامُن مع الضحايا. وتمحور تصريح للنائب ابراهيم الموسوي حول المدنيّين الفلسطينيّين، بينما تناول تصريحان للنائبَيْن مارك ضو وابراهيم الموسوي معاناة الصحافيّين نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية. وركّزت خمسة تصريحات لكلّ من النوّاب قاسم هاشم والياس حنكش وحليمة القعقور وفريد الخازن وابراهيم منيمنة على المدنيّين اللبنانيّين.

ويسمح النظر في العدد الاجمالي للتصريحات التي أدلت بها كل مجموعة، بفهم المشهد السياسي اللّبناني بشكل أعمق وبتحديد المجموعات التي تناولت حقوق الإنسان بالدرجة الأكبر خلال شهر كانون الأول 2023.  وفي الجدول التالي لمحة عامّة عن هذه النتائج:

الجدول 2. الترتيب على أساس الأرقام المُطلقة – المجموعات السياسية الخمس التي سجّلت أكبر عدد من التصريحات

الجدول 3. الترتيب على أساس الأرقام النسبية - من المجموعة السياسية ذات النسبة المئوية الأعلى للأعضاء الذين أدلوا بتصريحات إلى المجموعة ذات النسبة الأقلّ

تجدر الإشارة إلى تراجع ملحوظ في ترتيب القوّات اللبنانيّة، حيث اكتفى نائب واحد فقط في الحزب بنشر تصريح مرتبط بحقوق الإنسان، وهو أمر غير معهود منذ انطلاق عملية المراقبة في حزيران 2022.

الجدول 4. ترتيب النواب من 1 إلى 10، حسب عدد التصريحات المنشورة في الفترة الممتدّة من حزيران 2022 إلى كانون الأول 2023

في كانون الأول 2023، برزت النائبة بولا يعقوبيان على غرار الشهرَين المُنصرمَين، كواحدة مِن أكثر مَن رفَع الصوت حول قضايا حقوق الإنسان. ونشرت يعقوبيان بالمجمل 5 تصريحات هذا الشهر، وهذا ينطبق أيضًا على النائب الياس حنكش.

أما النائب مارك ضو، فاحتفظ بالصدارة على مستوى العدد التراكمي للتصريحات التي نُشرت منذ حزيران 2022.

خصوم حقوق الإنسان

كارهو الأجانب

استُبعدت تغريدات النائب جبران باسيل من التقرير، وأُدرج ضمن قائمة النوّاب الذين أظهروا الكراهية إزاء الأجانب، وذلك بعد نشره العديد من التغريدات حول اللاجئين السوريّين وتصريحاته العنصرية ضدّهم في شهر كانون الأول 2023.

ومن الأهمية بمكان التشديد على أنّ حقوق الإنسان عالمية متساوية ولا تتجزّأ. وعلى الرغم من ذلك، دعا باسيل إلى منْح اللاجئين السوريّين بشكل صريح، الحقوق بدرجة أقلّ من اللبنانيّين. كما شدّد بشكل خاصّ في عدد من التغريدات، على ضرورة إعادتهم بشكل قسري إلى سوريا.