تبلّغ الكاتب والأكاديمي مكرم رباح، يوم الإثنين 6 تشرين الأول/أكتوبر 2025، بقرار وقف التعاون معه من قِبل رئيس تحرير صحيفة "نداء الوطن" أمجد إسكندر، فيما أكد أن الصحيفة حجبت مقالاً له انتقد فيه أداء الرئاسة الأولى وقيادة الجيش في ما يتعلّق بـ "حزب الله" وإضاءة صخرة الروشة.
وفي التفاصيل، قال رباح لمركز "سكايز": "تمّ إبلاغي اليوم الإثنين برسالة هاتفية من قِبل رئيس تحرير صحيفة نداء الوطن بإنهاء التعاون معهم، وذلك بعد حجب أحد مقالاتي الأسبوع الماضي، إذ أبلغتني إدارة التحرير بإرسال مادة غير التي أرسلتها والتي انتقدت فيها أداء الرئاسة الأولى وقيادة الجيش في ما يتعلّق بحزب الله وإضاءة صخرة الروشة، بحجّة تفادي ذكر رئيس الجمهورية".
وكان رباح قد نشر على حسابه على "فايسبوك" ما يلي: "تم إبلاغي صباح اليوم من رئيس تحرير نداء الوطن، بقرار وقف التعاون معي، متمنياً لي كل الخير والتوفيق. جاء ذلك بعد حجب مقالي الأسبوع الماضي الذي تناول، بوضوح ومسؤولية، أداء الرئاسة الأولى وقيادة الجيش في ما يتعلّق بحزب الله وصخرة الروشة. منذ البداية، كان قراري بالكتابة في نداء الوطن مبنياً على قناعة، تبيّن لاحقاً أنها واهية، بأن هذه الجريدة قد تُشكّل مساحة حقيقية لحرّية الرأي، ونموذجاً ليبرالياً في الدفاع عن السيادة والكرامة الوطنية. تمسّكتُ بالاستمرار فيها بناءً على إلحاح عددٍ من الأصدقاء الذين رأوا فيها منبراً ضرورياً في معركة الحرّيات. لكن ما تكرّس اليوم يؤكد أن المشكلة في لبنان ليست في السلطة وحدها، بل في كل من استبطن عقل السلطة وتصرّف كظلٍّ لها".
أضاف: "حجب مقالي لم يكن خطأً تقنياً ولا سوء تقدير. كان رضوخاً مباشراً لمكالمات هاتفية من أصحاب النفوذ، وقراراً سياسياً هدفه إسكات صوتٍ لا يساوم. المفارقة أن المقال الذي اعتُبر جارحاً لكرامة المواقع الرسمية نُشر لاحقاً في وسيلة إعلامية عربية مشهود لها بالحرّية والمناقبية، فيما الإعلام اللبناني، الذي يتغنّى بالسيادة، أُخضع مجدداً لامتحانٍ أخفق فيه. في مكتبي في الجامعة صور الصديقَين لقمان سليم وسمير قصير، اللذين دفعا حياتهما ثمناً للحقيقة، وأرففٌ من الكتب التي توثّق تاريخ نضال شعبنا ضدّ القمع والتواطؤ والصمت. لذلك لن أبدّل موقفي ولن أساوم على قناعتي: لا قدسية إلا للعقل، ولا حصانة إلا للحرّيات. فمن يختار الصمت على حساب الحرّية، لا يكتب صحافة، بل يرسم حدود سجنه بيده. الخوف لا يحمي أحداً... والحرّية وحدها تليق بلبنان".