 السبت , ٢٥ حزيران ٢٠٢٢
									السبت , ٢٥ حزيران ٢٠٢٢
								 
							بدأت حملات التحريض ونشر الكراهية ضد مجتمع الميم-عين في لبنان بهدف ترهيبه وقمع كل النشاطات والاحتفالات التي تنظّم خلال شهر حزيران، وهو شهر فخر المثليّين، والتي تهدف إلى التعريف بمجتمع الميم والاحتفال بتعدّد الهويات الجنسية والجندرية. 
فقد أقدمت مجموعة من الشبان تُطلق على نفسها "جنود الرب"، يوم الجمعة 24 حزيران/يونيو 2022، على إزالة علَم المثليّين وتحطيم معلقة من الورود في منطقة الأشرفية، أثناء إطلاق هؤلاء الشبّان التهديدات ضد المثليّين ومن يدعم نشاطاتهم.
وفي اليوم ذاته، شنّ مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان هجوماً على مجتمع الميم-عين، حيث أعلن أن " دار الفتوى ستواجِه بقوة وحزم كل الأفكار والطروحات المريبة والمشاريع المشبوهة التي تنال من الشريعة الإسلامية السمحاء، فلن تسمح بتشريع المثليّة الجنسية ولا بتمرير مشروع الزواج المدني المخالِف للدين الإسلامي ولكل الشرائع".
وسبق تلك المواقف تقرير نُشر في صحيفة "اللواء" تحت عنوان (تحت شعارات المساواة والعدالة الإنسانية.. "اللواء" تكشف عن نشاطات "لاأخلاقية" في بيروت)، وتذرّعت الصحيفة بـ "الأخلاق" لتبرير الهجوم والتحريض ضد مجتمع الميم-عين، مشيرة إلى كل النشاطات التي نظّمتها المنظمة النسوية الثقافية "هافن للفنّانين" لدعم المثليّين خلال شهر حزيران، وبالتالي يُعتبر هذا التقرير دعوة صريحة للعنف، وسيعرّض كل الأفراد الذين سيشاركون في تلك النشاطات للخطر.
واستُكملت حملات الترهيب والتمييز لإسكات ومنع مجتمع الميم-عين من التعبير عن آرائهم بحرية بـ "كتاب" من وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، يوم الجمعة 24 حزيران الحالي، طالب فيه كُلاً من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للأمن العام بـ "اتخاذ كل التدابير اللازمة فوراً لمنع إقامة أي احتفال أو لقاء أو تجمّع يهدف إلى الترويج للشذوذ الجنسي، لِما ينتج عن هذه الظاهرة من تأثيرات سلبية على الفرد والمجتمع"، ضارباً عرض الحائط بكل المواثيق والاتفاقات الدولية التي وقّع عليها لبنان ومُلزَم باحترامها.
وتتكرّر كل عام، ولا سيّما في هذا الشهر، حملات التحريض والقمع ضد مجتمع الميم-عين وكذلك ضد الناشطين في الدفاع عن حقوق المثليّين، والتي انتهت خلال السنوات الماضية بمنع تلك الاحتفالات والنشاطات الثقافية، إثر تعاون وثيق بين السلطة السياسية وأجهزتها الأمنية والسلطات الدينية التي تُشكّل المنبر الأساسي في قمع هذه الفئة من الناس والمجتمع وترهيبها.