الرجاء إدخال البريد الالكتروني للحصول على رمز تأكيد التنزيل.
أدخل رمز التأكيد
يرجى ملء الحقول أدناه، ومشاركتنا رابط المقال و/أو تحميله:
يرجى إستعمال الملف ك pdf, doc, docx
مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية - سكايز - مؤسسة سمير قصير

خطاب الكراهية في الإعلام اللبناني تجاه مجتمع الميم عين

المصدر خاص سكايز
الإثنين , ٠٤ تموز ٢٠٢٢
Photo credit: Hassan Ammar

مقدّمة

 

عادت قضية حقوق مجتمع الميم - عين إلى الواجهة مرة أخرى في لبنان، مع بدء حملات التحريض ونشر الكراهية ضدّ أفراده، بهدف ترهيبهم وقمع كل النشاطات والاحتفالات التي تنظّم خلال شهر حزيران/يونيو، المعرف بـ"شهر الفخر"، والتي تهدف إلى التعريف بمجتمع الميم والاحتفال بتعدّد الهويات الجنسية والجندرية.

 

وعلى الرغم من أن مركز "سكايز" يرصد منذ حوالي السنتين وبشكل شهري خطاب الكراهية في وسائل الإعلام اللبنانية (نشرات الأخبار والبرامج) ومواقع التواصل الإجتماعي، إلا أن تلك الوسائل الإعلامية في الفترة المرصودة تجاهلت بشكل كامل قضية حقوق مجتمع الميم - عين، لحين إصدار صحيفة "اللواء" في عددها رقم 16415 الصادر يوم الجمعة 24 حزيران/يونيو 2022، في قسم "اللواء الإسلامي"، مقالاً تحريضياً ضدّ مجتمع الميم - عين تحت عنوان "تحت شعارات المساواة والعدالة الإنسانية.. اللواء تكشف عن نشاطات لاأخلاقية في بيروت"، لتبدأ بعدها الحملة الممنهجة ضدّ مجتمع الميم - عين بهدف ترهيبه.

 

لذلك قرّر مركز "سكايز"، وفي ظل الهجمة والخطاب التحريضي على مجتمع الميم ـ عين، أن يُصدر تقريراً خاصاً يعتمد فيه على المنهجية نفسها في التقارير السابقة عبر رصد نشرات الأخبار الرئيسة في القنوات التالية: MTV، LBCI، OTV، تلفزيون لبنان، الجديد والمنار، لكن مع إضافة عدد من الصحف والمواقع الإخبارية اللبنانية، وهي: الديار، النهار، اللواء، نداء الوطن، الأخبار، المدن، ميغافون، درج وليبانون فايلز.

 

ونهدف من خلال هذا التقرير الخاص إلى رصد وتحليل الأداء الإعلامي في تغطية تلك الحملة والهجمة ضد المثليّين في لبنان، وتحديد الجهات التي تُصدّر خطاب الكراهية، وأيضاً كيف تنظر تلك الوسائل الإعلامية إلى قضايا المثليّة كملفات فضائحية/أخلاقية، أم أنها تعتبرها قضايا إنسانية وحقوقية بامتياز؟ تمّ اعتماد الفترة الزمنية الممتدة من 24 حزيران/يونيو 2022 إلى 27 منه، أي من تاريخ إصدار عدد من المواقف التحريضية من جهات دينية وسياسية ومؤسسات إعلامية ضد مجتمع الميم - عين. الرصد يقتصر على المواقع الإلكترونية للوسائل المرصودة، دون ضم المواد التي نشرتها الوسائل الإعلامية حصراً على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

أولاً: في التغطية التلفزيونية

 

LBCI

جاء موقف قناة LBCI   مناصراً لحقوق مجتمع الميم، إذ أثارت القضية في مقدّمة نشرة الأخبار المسائية بتاريخ 26 حزيران/يونيو (مدتها 3:40) بمصطلحات إيجابية وداعمة لمجتمع الميم - عين، مثل أن المثلية حق شخصي تكفله الشرائع الدولية، بالإضافة إلى انتقاد مواقف رجال الدين التحريضية ضد مجتمع الميم - عين، بالسؤال: "ما الذي ذكّر مفتي الجمهورية، والمفتي الجعفري الممتاز ومتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس بالمثلية الجنسية حتى لم يتركوا وصفاً قبيحاً إلا ونعتوا به المثليّين، من الشذوذ، إلى الشهوة المنحرفة والخطيئة، وصولاً إلى وصفهم بالجزارين المنحرفين، باستثناء البطريرك الماروني، الذي لم يتطرّق، على الأقل في عظته اليوم، إلى الموضوع؟ يبدو أن المسؤولين الروحيين حدّدوا وجهة معركتهم المقبلة، فتناسوا سرقة اللبنانيين الموصوفة، وانهيار العملة، والبطالة والجوع والفقر، وركّزوا على الأهم. لن نقبل بتغيير القوانين التي سمّوها طبيعية، وبوضع قوانين مدنية توحّد الأحوال الشخصية، وتُقرّ الزواج المدني". وأكدت القناة في موقفها أن المثلية حق شخصي تكفله الشرائع الدولية، وأنها ليست معركة تقبّل المثلية إنما هي معركة حرّيات يكفلها الدستور أولاً، ومعركة الدفاع عن التنوّع والاختلاف ومعركة قيام دولة حقيقية قد يبدأ بناؤها من مجلس النواب".

 

كذلك نشرت القناة تقريراً مصوّراً بتاريخ 26 حزيران/يونيو في النشرة المسائية تحت عنوان "الطوائف تثور على الزواج المدني والمحاكم الشرعية والمثلية الجنسية... فلماذا خوفها من هذه الملفات؟" (مدته 4:17) اتّسم التقرير بالحيادية وركّز على مواقف رجال الدين المحرّضة ضد مجتمع الميم - عين، من موقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وموقف المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، ومطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة، أما باقي التقرير فكان حول الزواج المدني وإلغاء المحاكم الشرعية التي حصلت على مساحة أكبر في هذا التقرير.

 

واستكملت القناة تغطيتها الإعلامية المناصرة لمجتمع الميم - عين عبر تقرير مصوّر تمّ عرضه خلال النشرة المسائية بتاريخ 27 حزيران/يونيو، (مدته 4:28) استخدمت فيه مصطلحات إيجابية مثل حماية المثليّين وحقوق المثليّين، تحت عنوان "رهاب المثليّة يسيطر على مجلس النواب"، في محاولة لكشف مواقف النواب من قضية حقوق المثليّين والزواج المدني، حيث تمّ عرض لمواقف مجموعة من النواب أكدوا فيها أن "هذا الموضوع مش وقتو نحن نبحث عن تأمين الاستقرار للبلد"، وأن "هذا الموضوع مش أولوية"، فضلاً عن كشف التقرير عن مواقف النواب الذين امتنعوا حتى عن التعليق على الموضوع، ومواقف الكتل النيابية المناصرة والمعارضة.

 

MTV

مقاربة القناة كانت مختلفة حيث لم تقدّم موقفاً واضحاً أو داعماً تجاه حقوق مجتمع الميم - عين، بل كان موقفها حيادياً، على الرغم من أنها طرحت الموضوع في مقدّمة نشرة الأخبار المسائية بتاريخ 26 حزيران/يونيو مدّتها (1:46)  مطالبة كُلاً من المرجعيات الدينية بالتحلّي بالهدوء، والجمعيات التي تدافع عن حقوق المثليّين باحترام "خصوصية المجتمع اللبناني" ومشدّدة على أهمية الحوار في هذه القضية، قائلة: "من يتابع وسائل التواصل الإجتماعي في اليومين الفائتين يعتقد أن حرباً كونية نشبت بين ليلة وضحاها. فالحملات مستعرة والبيانات والبيانات المضادة تتوالى، وكل المواقف والكلمات تتميز بالحدّة والقساوة. السبب: تعميم لوزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي طالب فيه المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للأمن العام بمنع تجمعات تهدف إلى الترويج للمثليّة الجنسية. فبمعزل عما حصل ويحصل، وبمعزل عن قانونية أو عدم قانونية ما قام به الوزير، وبمعزل عن دخول المرجعيات الدينية على اختلافها على الخط، فإن المطلوب الهدوء في مقاربة الموضوع، وعدم الوصول بالأمور إلى حد التهديد بالقتل واستباحة الدماء. فلبنان تعب من الحروب على كل شيء وحول كل شيء. وإذا لم نكن قادرين كلبنانيين على أن نتفاهم في مواضيع السياسة العامة وفي القضايا الإستراتيجية، فهل نحن فاشلون أيضاً في المواضيع الخاصة التي تتعلق بالحياة والحرّيات الشخصية؟ من هنا الهدوء واجب. وعلى المرجعيات الروحية من مسيحية وإسلامية التي تقول رأيها في الموضوع أن تساهم في التهدئة وتعزيز ثقافة الحوار. كما أن على الجمعيات التي تنادي بتشريع المثلية أن تقدّر خصوصية المجتمع اللبناني وتتعاطى بواقعية وتُراعي حساسية الموضوع. أي المطلوب من الطرفين  التخفيف من حدّة الخطاب وإجراء حوار عميق ومباشر وليس على مواقع التواصل الإجتماعي. فلبنان رسالة حوار قبل كل شيء، فإذا فقد الحوار ماذا يبقى منه؟".

 

وأيضاً نشرت القناة تقريراً مصوّراً بتاريخ 26 حزيران/يونيو في نشرة الأخبار المسائية تحت عنوان "تأجيل مسيرة للمثليّين في الأشرفية" (مدته  1:26)، تحدّثت فيه عن انقسام المجتمع اللبناني بين مؤيد لهذه التحركات وما يتعرّضون له من تهديدات بالقتل، إضافة إلى اعتداء من يطلقون على أنفسهم جنود الرب على لوحة من الورود بلون أعلام قوس القزح، واستكملت بسرد ما حصل قبل يومين بشأن الكتاب الذي نشره وزير الداخلية من دون إعطاء أي موقف واضح مناصر لحقوق الميم ـ عين، بل فقط خطاب محايد وسردي.

 

وبتاريخ 24 حزيران/يونيو نشرت القناة خبراً ضمن الأخبار الدولية والإقليمية مدته أربعون ثانية حول اعتداء على حانتين إحداهما للمثليّين في النرويج، مما أدى إلى إلغاء مسيرة للمثليّين بناء على توصية أمنية.

 

OTV

لم تُخصّص القناة أي مساحة في نشراتها الإخبارية في فترة الرصد لمواضيع تتعلّق بحقوق المثليّين أو ما يحصل من حملات تحريضية، باستثناء مساحة قصيرة في مقدّمة نشرة الأخبار المسائية بتاريخ 27 حزيران/يونيو مدتها 10 ثوانٍ، "وبعد فاصل حقوق المثليّين الذي ظهَّر من جديد، الانقسامات اللبنانية العابرة للطوائف والمذاهب والأحزاب، عاد الاهتمام اليوم لينصبَّ على الأساسيات، وأبرزها بدء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان....".

 

المنار

لم تُخصّص القناة أي مساحة في نشراتها الإخبارية في فترة الرصد لمواضيع تتعلّق بحقوق المثليّين أو ما يحصل من حملات تحريضية ضدّهم.

 

تلفزيون لبنان

تركّزت التغطية الإعلامية في تلفزيون لبنان على مواقف رجال الدين التحريضية ضد مجتمع الميم - عين، وتحديداً مواقف المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، ومطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة، والتي اتسمت بمصطلحات سلبية وتمييزية، مثل "الشذوذ البشري، سقوط وانحراف، ضرورة توجيه الرغبات وتنظيمها في الأطر الأخلاقية والروحية، تغيير هوية لبنان الأخلاقية، المنحرفين"، وذلك في تقرير مصوّر (مدته 2:35) في النشرة المسائية بتاريخ 26 حزيران/يونيو.

 

الجديد

التغطية الإعلامية على قناة الجديد في النشرة المسائية بتاريخ 26 حزيران/يونيو كانت من خلال تقرير مصوّر (مدته 3:30 ) اتّسم بالإيجابية عبر استخدام مصطلحات مثل شهر الفخر وحقوق المثليين والمثليات، ثم الاشارة إلى النشاطات الثقافية التوعوية خلال شهر فخر المثليين، وعرض البيانات التي أصدرتها المنظمات التي تُعنى بالدفاع عن مجتمع الميم ـ عين، إضافة إلى تفرّد القناة عن باقي المحطات التلفزيونية بإعطاء مساحة في مقابلة مع الناشط من مجتمع الميم ـ عين ضوميط دريبي تحدث فيها عن التهديدات وخطاب الكراهية والحملة ضدهم.

 

الرسم رقم 1

 

يُظهر الرسم رقم واحد، حجم التغطية التلفزيونية لمجتمع الميم - عين خلال الفترة المرصودة، وذلك حسب عدد التقارير المصوّرة ضمن النشرات الإخبارية المسائية. وسجّلت قناتا "LBCI" و"MTV" النسبة ذاتها 33% لكل منهما، تليهما قناتا "الجديد" و"تلفزيون لبنان" بنسبة 17% لكل منهما.


 

الرسم رقم 2


يظهر من خلال الرسم البياني رقم 2 أعلاه، أن خطاب الكراهية تجاه المثليّين وقضاياهم في النشرات المسائية لوسائل الإعلام المرصودة صَدر عن رجال الدين بنسبة عالية 61%، تليهم السلطات أو الجهات الرسمية بنسبة 28%، ثم الجمهور بنسبة 11%. (إن الأرقام الواردة في الرسم البياني مبنية على عدد المصادر التي تُدلي بخطاب كراهية).


 

الرسم رقم 3

يُظهر الرسم رقم 3 ، أن مصدر الخطاب الإيجابي والمحايد هو لصالح الوسائل الإعلامية بنسبة 50%، يليها موقف المجتمع المدني والناشطين بنسبة 25%، وأخيراً الجهات الرسمية بنسبة 25% أيضاً.

(إن الأرقام الواردة في الرسم البياني مبنية على عدد المصادر التي تُدلي بخطاب إيجابي ومحايد).

الرسم رقم 4

 

مجموع التغطية الإجمالي: 1352 ثانية

بلغ مجموع مدة التغطية للتقارير التي بثتها قناة  "LBCI" 745 ثانية مسجلة النسبة الأعلى 55%، تليها قناة "MTV"  مسجلة 232 ثانية أي بنسبة 17%، ثم  قناة "الجديد" 210 ثوانٍ أي بنسبة 16%، و"تلفزيون لبنان" 155 ثانية بنسبة 11%، وقناة "OTV"  عشر ثوانٍ بنسبة 1%، بينما سجلت قناة "المنار" 0%.

 

ثانياً: تغطية الصحف

 

الديار

شملت التغطية الإعلامية للصحيفة مواقف كل من المفتي عبد اللطيف دريان، والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، ومطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة، ووزير الداخلية بسام مولوي والتي اعتبرت تحريضية ضد مجتمع الميم ـ عين واتسمت بمصطلحات سلبية وتمييزية، مثل "الشذوذ البشري، الترويج للشذوذ الجنسي، سقوط وانحراف، ضرورة توجيه الرغبات وتنظيمها في الأطر الأخلاقية والروحية، تغيير هوية لبنان الأخلاقية، المنحرفين". إضافة إلى تقرير حول تفاعل اللبنانيين مع كتاب مولوي والذي ضمّ آراء غلبت عليها الآراء الداعمة لمجتمع الميم ـ عين. والتقارير الخمسة هي: دريان: لن نسمح بتمرير مشروع الزواج المدني المخالف للدين الإسلامي، عودة عن المثليّة: المطلوب توجيه الرغبات وتنظيمها في أطر أخلاقيّة وروحيّة، بعد شكاوى لمراجع دينية.. كتاب من مولوي إلى قوى الأمن بمنع تجمعات تروّج لـ"الشذوذ الجنسي"، قبلان: الشذوذ مرفوض بشدّة لن نقبله... ولن يتحقق في لبنان، كيف تفاعل اللبنانيون مع قرار منع وزير الداخلية التجمعات المثلية؟.

 

النهار

نشرت الصحيفة خمسة تقارير، اثنان منها حول موقفَي كل من المفتي عبد اللطيف دريان، ومطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة، هما: دريان: دار الفتوى لن تسمح بتمرير مشروع الزواج المدني، والمطران عودة: الله لا يبارك السلوك المثليّ بل يحظره، والمطلوب توجيه الرغبات وتنظيمها، واعتُبرا تحريضيَّين ضد مجتمع الميم - عين واتسما بمصطلحات سلبية وتمييزية، مثل "الشذوذ البشري، الترويج للشذوذ الجنسي، سقوط وانحراف، ضرورة توجيه الرغبات وتنظيمها في الأطر الأخلاقية والروحية، تغيير هوية لبنان الأخلاقية، المنحرفين". وثلاثة تقارير داعمة سلّطت الضوء على مجتمع الميم ـ عين وما يعانيه من ترهيب وتهميش وملاحقة، وأدانت كتاب وزير الداخلية، واتسمت بمصطلحات إيجابية مثل المثلية هي ممارسة حق طبيعي وليست جريمة جزائية، يُنظر إلى المثلية كميول جنسية طبيعية. والتقارير هي: "المثلية الاجتماعية" تطارد المثلية الجنسية، مجتمع الميم عين: ترهيب يُضاف إلى التهميش، و"تقدّم" دان قرار وزير الداخلية: القضاء أكّد سابقاً أن المثلية ليست جريمة.

 

اللواء

تُعتبر اللواء الصحيفة التي لعبت دوراً أساسياً في عملية التحريض ضد مجتمع الميم - عين، منذ تقريرها الأول الذي نشرته بتاريخ 24 حزيران/يونيو، تحت عنوان تحت شعارات المساواة والعدالة الإنسانية.. «اللواء» تكشف عن نشاطات «لاأخلاقية» في بيروت، متذرّعة بأن حملتها "أخلاقية". لم تقف الصحيفة فقط على هذا المحتوى التحريضي بل تلته بتقرير آخر بتاريخ 27 حزيران/يونيو "«اللواء» كشفت المخطط الأسود .. و«الداخلية» تحرّكت لمنع تشويه وجه بيروت"، كأنها قامت بإنجاز بطولي بـ"كشفها المخطط الأسود"، حيث ذكرت في النص: "بعدما كانت «اللواء» أوّل مَنْ كشف عن سلسلة من التحرّكات اللاأخلاقية والمُحرّضة على الفجور والأعمال المنافية لأدنى مقوّمات الأخلاق..."، واتسم التقريران بكمّ هائل من الخطاب التحريضي والسلبي والتمييزي، مثل مصطلحات: "جنون الفُجّار، دعوات الشاذين والشاذات للاحتفال بطقوسهم المنحرفة، الدعوة إلى مواجهة الشاذين"، واستكملت تقريرها بعدد من المواقف التحريضية لعدد من رجال الدين وشخصيات سياسية منهم شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي أبي المنى، ومفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، والنائب اللواء أشرف ريفي، والنائب وليد البعريني. كذلك نشرت الصحيفة خمسة تقارير أخرى وافتتاحية تراوحت بين مواقف تحرّض على مجتمع الميم ـ عين، وأخرى تهاجم النواب التغييريين الداعمين لمجتمع الميم ـ عين، كما تمّ التشديد من خلال أحد التقارير على ضرورة الإبقاء على المادة 534 في مشروع قانون العقوبات الجديد، والتي تجرّم المثلية الجنسية، وتنص المادة على أنّ "أي مجامعة خلافاً للطبيعة يعاقب عليها بالسجن لمدة تتراوح بين شهر وسنة واحدة، وبغرامة تتراوح ما بين 200 ألف ومليون ليرة لبنانية". إضافة إلى خبرين دوليين مضمونهما قمع نشاطات مجتمع الميم ـ عين.

 

وتمّ استخدام مصطلحات سلبية تمييزية في تلك المواد الصحافية (من قِبل وسيلة الإعلام ورجال الدين) مثل "فاحشة الشذوذ، المثلية الغارقة بالشذوذ، توابيت المثلث الوردي ومقابر قوس قزح، لن يصير لبنان حانة للشاذين جنسياً". والتقارير هي: السلطات السعودية تصادر ألعاباً وقمصاناً بسبب ترويجها "للمثلية الجنسيةمسيرة لـ "المثليين" في اسطنبول.. واعتقال العشرات، ريفي عن المثلية الجنسية: نرفض الترويج الممنهج لهذا السلوك غير المقبول، المثلية... أولوية عند نواب التغيير؟، المثلية.. أهمية الإبقاء على المادة 534 في مشروع قانون العقوبات الجديد، محمد سليمان: ندعم كلام المفتي.. هناك أصوات تنادي للشذوذ والفسوق.

 

الأخبار

اقتصرت التغطية الصحافية لقضايا مجتمع الميم - عين خلال الفترة المرصودة على خبر مختصر بتاريخ 24 حزيران/يونيو تحت عنوان: "مولوي يلبي نداء "مراجع دينية": لمنع "تجمّعات الشذوذ الجنسي"، تضمّن بيان الوزير بشكل مقتضب.

 

نداء الوطن

خصّصت الصحيفة أربعة تقارير ومقالاً في تغطيتها الإعلامية عن مجتمع الميم - عين، وركّزت التقارير الأربعة على مواقف شخصيات دينية وسياسية كانت تحريضية ضد مجتمع الميم - عين، والتي تضمّنت جملاً سلبية هجومية وتمييزية. كما تمّ رصد مواقف ناشطين وحقوقيين داعمة لمجتمع الميم - عين لكن بشكل خجول، والتقارير هي: المطران عودة: الله لا يبارك السّلوك المثليّ بل يحظره، دريان: لن نسمح بتمرير مشروع الزواج المدني المخالف للدين الإسلامي، بالصورة: هذا ما طلبه المولوي من الأمن الداخليّ والأمن العام،  الداخلية اللبنانية تطلب من القوى الأمنية منع أنشطة لمجتمع الميم . في حين كتب رئيس تحرير الصحيفة بشارة شربل مقالاً تحت عنوان "مولوي والمثليون لا للقمع... لا للترويج"، أعلن بصراحة عن موقف مُحايد من حقوق وقضايا مجتمع الميم - عين، قائلاً: "وجدت أن الموقف الوسطي ليس تسوية بين نقيضين، ولا هو تدوير زوايا للتقريب بينهما، بل موقف واقعي لا شك في اتساع حجم مؤيديه، هاجسُه احترام الجميع وتفهّمهم انطلاقاً من عدم التنازل عن حرية الفرد بجسده وحقه في التعبير، وعدم التخلّي عن حق الدولة في ضوابط ترفع الضرر عن المواطنين"، علماً أنه وفي مقاله يؤكد على رفضه التعامل مع المثلية بوصفها طبيعية، مضيفاً: "أما التعامل مع "المثلية" بوصفها "طبيعية" بالمطلق والتشجيع عليها جرياً مع trend عالمي فمسألة مرفوضة كلياً، كونهما يتضمنان توجيهاً للميول مخالفاً لأصلٍ أوجدته الطبيعة وبنيت عليه نواة الاجتماع والشخصية الإنسانية في عصرنا الحالي". كذلك نشرت الصحيفة خمسة تقارير دولية عن مجتمع الميم وما تعرّض له أفراده من اعتقالات وملاحقة أثناء مسيرة للمثليّين في اسطنبول، واعتداء على حانة في النرويج، والتقارير هي: اعتقالات في مسيرة للمثليين في اسطنبول، إلغاء مسيرة المثليين المقررة السبت بعد حادث إطلاق النار في أوسلو (المنظمون)، توقيف نحو 400 شخص أفرج عنهم لاحقاً خلال مسيرة للمثليين في اسطنبول، إسطنبول: تفريق مسيرة للمثليين، النروج: مراسم تكريمية لضحايا أوسلو.


الرسم رقم 5

 

يُظهر الرسم رقم 5 ، حجم تغطية القضايا والمواضيع المتعلقة بمجتمع الميم - عين خلال الفترة المرصودة، إذ سجّلت صحيفة "نداء الوطن" النسبة الأعلى في التغطية من ناحية عدد التقارير، حيث سجلت 10 مواد أي بنسبة 34%، تليها "اللواء" بثماني مواد أي بنسبة 28%، ثم "الديار" و"النهار" بنفس عدد المواد (5 تقارير) بنسبة 17% لكل منهما، وأخيراً "الأخبار" بنسبة 4%.

 

الرسم رقم 6

 

يظهر من خلال الرسم البياني رقم 6 أعلاه، أن خطاب الكراهية تجاه المثليّين وقضاياهم في الصحف المرصودة صَدر عن السلطات أو الجهات الرسمية بأعلى نسبة 53%، يليها رجال الدين بنسبة 37%، ثم الوسيلة الإعلامية بنسبة 10%.

(إن الأرقام الواردة في الرسم البياني مبنية على عدد المصادر التي تُدلي بخطاب كراهية).

 

الرسم رقم 7


يُظهر الرسم رقم 7، أن مصدر الخطاب الإيجابي والمحايد هو لصالح المجتمع المدني والناشطين بنسبة مرتفعة جداً 80%، تليهم السلطات الرسمية والجهات الدينية بنسبة 10% لكل منهما.

(إن الأرقام الواردة في الرسم البياني مبنية على عدد المصادر التي تُدلي بخطاب إيجابي ومحايد).


الرسم رقم 8

 

مجموع مساحة التغطية الصحافية: 11047 كلمة

 

خصصت صحيفة "اللواء" 8 مواد صحافية بلغت مساحتها 3709 كلمات أي بنسبة 34% من إجمالي التغطية الصحافية، كما يُظهر الرسم رقم 8، تليها صحيفة "نداء الوطن" بـ9 مواد صحافية بلغت مساحتها 2851 كلمة أي بنسبة 26%، ثم صحيفة "النهار" بـ5 مواد صحافية بلغت مساحتها 2846 كلمة أي بنسبة 25%، لتليها "الديار" بـ5 مواد وبمساحة 1571 كلمة أي بنسبة 14%، أما صحيفة "الأخبار" فبلغت مساحتها 70 كلمة أي بنسبة 1%.

 

ثالثاً: الصحافة الرقمية

 

المدن

تبنّى الموقع خطاباً داعماً لمجتمع الميم - عين في مواده الخمس التي نشرها، واستخدم المصطلحات الإيجابية كرهاب المثلية، تعزيز القمع في البلاد (بعد إلغاء النشاطات والمسيرة) وانتقد المواقف التي تهاجم مجتمع الميم - عين، كاعتبار جنود الرب والاعتداء الذي قاموا به ضد مجتمع الميم كأدوات ترهيب، بالإضافة إلى انتقاد أحد الضيوف الذي ظهر في برنامج تلفزيوني مقدماً خطاباً تحريضياً ضد مجتمع الميم - عين، وهي: "جنود الرب" في لبنان.. أحدث أدوات الترهيب"، "حلم  تؤجل تظاهرتها و"حروب" بيانات ومواقفمحمد قنوع يفتي بحقوق الإنسان...ولا يوفّر مُضيفته المؤيدة!"، "بعد قرار الإجهاض..المثليون يتخوفون من إبطال أحكام زواجهماسطنبول أيضاً: رهاب المثليين يسفر عن اعتقال العشرات".

 

ميغافون

خصّص موقع المنصة 3 مواد داعمة لمجتمع الميم - عين، معتمداً مصطلحات إيجابية مناصرة لهم، ومنتقداً الكتاب الذي أصدره وزير الداخلية بسام مولوي، حيث نشر خبراً تحت عنوان "الوزير الصغير الذي يخاف المثليين"، وأيضاً في مقال "عاجل جداً"، وضمنها مصطلحات "ينفّذ أوامر السلطات الدينية"، "النظام يقتل الإختلاف ويقمع الحرّيات ويحرّض ضدّ الأقلّيات والمثليّين"، "إصدار تعميمٍ تعسفي" في إشارة إلى الكتاب الذي أصدره الوزير. كذلك نشر الموقع مادة تحت عنوان "التيار الوطني يتبنى الحريات الخاصة بعد التحريض عليها"، وذلك في سعي الموقع الدائم إلى مراقبة الخطاب التحريضي ومصادره ضد مجتمع الميم - عين.

 

درج

نشر الموقع مادتين تبنّى فيهما مواقف داعمة ومناصرة لمجتمع الميم ـ عين في إطار حقوقي، "هوموفوبيا وقمع على وقع الانهيار اللبناني… رهاب قوس القزح والحريات!"، حيث عدّد الانتهاكات التي تمارس ضد مجتمع الميم ـ عين، كاشفاً عن مواقف رجال الدين التحريضية، واستخدم مصطلحات تعكس الواقع القمعي مثل هوموفوبيا السلطة الرسمية، كذلك في تقرير تحت عنوان "لبنان: حرب القادة الروحيين على مجتمع الميم لإنقاذ النظام"، شنّ فيه هجوماً على رجال الدين بعد تصريحاتهم التحريضية تجاه مجتمع الميم - عين.

ليبانون فايلز

كل المواد الصحافية التي تمّ نشرها على الموقع والمتعلّقة بمجتمع الميم - عين كانت مواقف لرجال الدين وشخصيات سياسية تحرّض ضد مجتمع الميم - عين، من المفتي عبد اللطيف دريان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي أبي المنى، والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، ومطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة، والعلامة السيد علي فضل الله، والنائب حسن فضل الله، ووزير الداخلية بسام مولوي واتسمت بمصطلحات سلبية تمييزية، مثل "الشذوذ البشري، الترويج للشذوذ الجنسي، سقوط وانحراف، ضرورة توجيه الرغبات وتنظيمها في الأطر الاخلاقية والروحية، محاولات لتدمير العائلة والشباب والأطفال بالكثير من عمليات الإفساد". والتقارير هي: "الترويج للشذوذ الجنسي... كتابٌ من مولوي لمنع هذه الظاهرة"، "شيخ العقل أثنى على قرار وزير الداخلية بـ"منع الحفلات الترويجية للشذوذ"، "وهاب: بالحقيقة كلكن مثليين"، "رائف رضا: من يقف وراء تجمعات المثلية الجنسية في هذا التوقيت؟"، علي فضل الله: نقف مع كل الأصوات التي دانت الترويج للمثلية"، قبلان يضمّ صوته مع المفتي دريان ورسالة إلى المثليينحسن فضل الله: معنيون بأن نواجه ونتصدى لحالات الشذوذ والانحراف".


الرسم رقم 9

 

يُظهر الرسم رقم 9 ، حجم تغطية القضايا والمواضيع المتعلقة بمجتمع الميم - عين خلال الفترة المرصودة في الصحافة الرقمية، إذ سجّل موقع "ليبانون فايلز" النسبة الأعلى في التغطية من ناحية عدد المواد الصحافية، حيث سجّل 7 مواد أي بنسبة 41%، يليه موقع "المدن" بخمس مواد أي بنسبة 29%، ثم "ميغافون" بثلاث مواد أي بنسبة 18%، وأخيراً "درج" بمادتين أي بنسبة 12%.


 

الرسم رقم 10

 

يظهر من خلال الرسم البياني رقم 10 أعلاه، أن خطاب الكراهية تجاه المثليين وقضاياهم في الصحف الرقمية المرصودة صَدر عن رجال الدين بأعلى نسبة 50%، تليهم السلطات أو الجهات الرسمية بنسبة 41%، ثم الجمهور بنسبة 6%، وأخيراً الوسيلة الإعلامية بنسبة 3%.
 (إن الأرقام الواردة في الرسم البياني مبنية على عدد المصادر التي تُدلي بخطاب كراهية).

 

 

الرسم رقم 11

 

يُظهر الرسم رقم 11، أن مصدر الخطاب الإيجابي والمحايد هو لصالح المجتمع المدني والناشطين بنسبة مرتفعة 56%، تليهم السلطات الرسمية أو المرجع الرسمي 28%، وأخيراً الوسيلة الإعلامية 16%.

(إن الأرقام الواردة في الرسم البياني مبنية على عدد المصادر التي تُدلي بخطاب إيجابي ومحايد).


 

الرسم رقم 12

مجموع مساحة التغطية الصحافية: 5605 كلمات

 

خصص موقع "المدن" 5 مواد صحافية بلغت مساحتها 2499 كلمة أي بنسبة 45% من إجمالي التغطية الصحافية، كما يُظهر الرسم رقم 12، يليه موقع "درج" بمادتين بلغت مساحتهما 1218 كلمة أي بنسبة 22%، ثم موقع "ليبانون فايلز" بـ7 مواد صحافية بلغت مساحتها 952 كلمة أي بنسبة 17%، وأخيراً منصة "ميغافون" بـ3 مواد بلغت مساحتها 936 كلمة أي بنسبة 16%.

 

أبرز الخلاصات والتوصيات

 

  • إن المصدر الرئيسي لخطاب الكراهية والتحريض والتمييز ضد مجتمع الميم - عين كان من قِبل رجال الدين والشخصيات السياسية أو الجهات الرسمية المعادية لمثليّي الجنس.
  • إن مصدر الخطاب الإيجابي والداعم لمجتمع الميم - عين كان من قِبل المجتمع المدني والناشطين، علماً أن المؤسسات الإعلامية لم تُعطِ لهم المساحة الكافية والمطلوبة في مواجهة هذه الحملة التحريضية الشرسة من قِبل رجال الدين.
  • سُجّل غياب تام لقناتَي المنار وOTV عن تغطية قضايا المثليّين خلال فترة الرصد، أما قنوات LBCI وMTV والجديد وTL فاختلفت في ما بينها لناحية أسلوب التغطية ومضمونها ونبرتها، والتي أخذت منحى إيجابياً محايداً أكثر من المنحى السلبي.
  • اعتمدت الصحف خطاباً حذراً ومدروساً تجاه القضايا المتعلّقة بالمثليّين، في حين لعبت صحيفة اللواء دوراً بارزاً في التحريض على مجتمع الميم - عين، مستخدمة مصطلحات مسيئة وتمييزية ضدّه.
  • لعبت الصحافة الرقمية دوراً إيجابياً مناصراً لقضايا وحقوق مجتمع الميم - عين في مضمون موادها الصحافية، حيث قدّمت المساحة الأكبر للناشطين للدفاع عن قضايا وحقوق مجتمع الميم ـ عين.
  • ما زال أمام وسائل الإعلام التقليدية شوط كبير للعمل على تطوير المحتوى الإيجابي تجاه مجتمع الميم - عين وليس فقط تبنّي الموقف المُحايد السردي، فضلاً عن ضرورة إعطاء تلك الفئة من الناس مساحة أكبر للتعبير عن مخاوفها واحتياجاتها وآرائها.
  • يجب أن يكون هناك التزام إعلامي أخلاقي من قِبل إدارات المؤسسات الإعلامية كافة على نبذ التحريض وخطاب الكراهية والمصطلحات الجارحة، مثلاً أن ترفض نشر تصاريح لمسؤولين أو رجال دين تتضمّن دعوة واضحة إلى العنف تجاه مجتمع الميم - عين، أو التصاريح التي تُستخدم فيها مصطلحات مثل "الشذوذ، والمثليّة الغارقة في الشذوذ، والمنحرفين" وغيرها من المصطلحات التي لا تحترم أبسط حقوق الإنسان، خصوصاً وأن عرض المواقف التحريضية ضد مجتمع الميم - عين، يمكن أن يؤدي بشكل غير مباشر إلى توجيه المشاهدين أو القرّاء نحو نتيجة معينة سلبية ضد المثليّين وحقوقهم.

مشاركة الخبر