قُتل ثلاثة صحافيّين وأربعة مصوّرين وفنّان وأُصيبت صحافية في قطاع غزة خلال شهر آذار/مارس 2025، بعد انهيار وقف إطلاق النار وعودة الجيش الإسرائيلي إلى ارتكاب مجازره بحقّ المدنيين، كما تواصلت الانتهاكات الإسرائيلية الأخرى بحقّ الصحافيين والمصوّرين وطاولت 35 منهم في الضفة الغربية والقدس وأراضي الـ48. وكان لافتاً اغتيال السفير السوري المنشقّ عن النظام السابق الشاعر نور الدين اللباد مع شقيقه وإصابة أربعة صحافيين في سوريا. وفي حين توزّعت الانتهاكات في لبنان بين الاعتداء والتهديد والتحريض والاستدعاء، جاءت الاعتداءات والتوقيفات على خلفية تغطية العمل النيابي في الأردن.
أما تفاصيل تلك الجرائم والانتهاكات الأخرى في كل من البلدان الأربعة التي يُغطّيها مركز الدفاع عن الحرّيات الإعلامية والثقافية "سكايز"، لبنان وفلسطين وسوريا والأردن، فجاءت على الشكل الآتي:
في لبنان، تعدّدت الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر آذار/مارس 2025، وكان أبرزها اعتداء شاب وامرأة على مراسلة صحيفة "النهار" في بعلبك لينا إسماعيل ومصادرة هاتفها خلال عملها الصحافي (19/3)، فيما تعرّض الصحافي في موقع "بيروت تايم" حسين خريس لحملة تحريض وشتم وتهديد بالقتل بسبب تغطيته الإعلامية (10/3). واستدعى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية الشريك المؤسّس ورئيس تحرير موقع "درج" الصحافي حازم الأمين على خلفية شكوى مقدّمة ضدّه وضدّ الموقع من المصرفي أنطون صحناوي بسبب تقرير مصوّر (12/3)، في حين تقدّم ثلاثة محامين بإخبار ضدّ منصّة "ميغافون" وموقع "درج" بتهم مختلفة على خلفية مواد إعلامية وصحافية تمّ نشرها على الموقع والمنصّة متعلّقة بمسؤولية مختلف الأطراف السياسية والمصرفية عن الانهيار الاقتصادي (13/3). وبعد 13 يوماً أحال النائب العام التمييزي الإخبار على النيابة العامة الاستئنافية في بيروت للقيام بالإجراءات الواجب اتّخاذها.
في قطاع غزة، إنهار اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل في النصف الثاني من شهر آذار/مارس 2025، واستأنف الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته المدمّرة على القطاع، والتي أسفرت عن مقتل مئات المواطنين العُزّل وبينهم ثلاثة صحافيّين وأربعة مصوّرين وفنّان.
فقد قُتِل كلّ من مدير الإعلام في "مؤسسة الخير" الإغاثية البريطانية الصحافي بلال أبو مطر والمصوّران فيها محمود السرّاج وبلال عكيلة والمصوّر الحرّ محمود البسوس (15/3)، ومراسل قناة "فلسطين اليوم" الفضائية محمد منصور، ومراسل قناة "الجزيرة" مباشر في شمال القطاع حسام شبات والمصوّر محمد أبو عودة الذي كان يتدرّب على التصوير معه (24/3)، والفنّان التشكيلي ضِرغام قريقع (18/3)، فيما أُصيبت الصحافية الحرّة إسراء العرعير بجروح (18/3). كما استهدفت الدبّابات الإسرائيلية بنيران رشاشاتها طاقم قناة "الجزيرة" الذي ضمّ المراسل هشام زقُّوت والمصوّر إسماعيل الزعنون ومهندس البثّ حسام الكُردي وفنّي البثّ محمد أبو دقة (23/3).
إلى ذلك، أبلغت الشركة الوسيطة التي تُقدّم خدماتها لقناة "الأقصى" الفضائية بحجب القناة عن القمر الصناعي الفرنسي "أوتيلسات" بقرار أميركي ـ أوروبي (12/3).
وفي الضفة الغربية، واصلت القوات الإسرائيلية اعتداءاتها على الصحافيين والمصوّرين الفلسطينيين خلال شهر آذار/مارس 2025، فاستهدفت بالرصاص الحيّ كُلّاً من مراسل التلفزيون "العربي" عميد شحادة وزميله المصوّر ربيع منيّر ومراسلة وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا" فاطمة إبراهيم ومصوّر وكالة "الأناضول" قيس أبو سمرا والصحافي الحرّ محمد عتيق (20/3)، واحتجزت كُلاً من مراسل فضائية "عودة" أنس حوشية ومراسلة موقع "فلسطين بوست" مشاعل أبو الرب ومصوّر قناة "العالم" محمد عبد الخالق (8/3)، والمصوّرين الذين يعملون بشكل حرّ محمد عابد ومحمود زكارنة (8/3) وأحمد الخطيب (12/3) ووهّاج بني مفلح مرّتين وقد تعرّض للضرب في المرّة الأولى (26 و31/3)، خلال تغطيتهم الصحافية، فيما اعتقلت المخرج حمدان بلال بعد اعتداء المستوطنين عليه (24/3). كما عرقلت عمل كُلّ من مراسلة تلفزيون "العالم" راية عروق وزميلها المصوّر محمد عبد الخالق (12/3)، والمصوّر الحرّ هادي صبارنة (21/3)، والصحافية الحرّة لمى أبو حلوة (26/3)، واقتحمت منزل الصحافية الحرّة شذى عبد الرحمن حماد وحقّقت معها وصادرت خوذتها (9/3).
إلى ذلك، مدّدت محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية للمرة الثالثة توالياً اعتقال الصحافي الحرّ قتيبة حمدان 3 شهور إدارياً (13/3).
وفي أراضي الـ48، صعّدت الشرطة الإسرائيلية، بالتعاون مع المخابرات وحرس الحدود، وتيرة انتهاكاتها بحقّ الصحافيين والمصوّرين الفلسطينيين خلال شهر آذار/مارس 2025، فاعتقلت واحتجزت عدداً منهم بهدف تسليمهم قرارات بالإبعاد عن المسجد الأقصى مرّات عدّة ولفترات متفاوتة، ومنهم الصحافيون الذين يعملون بشكل حرّ رامي الخطيب (3/3) وباسم زيداني (4/3) ومحمد صادق (7/3) وابراهيم سنجلاوي (10/3)، ومراسلا شبكة "العاصمة" نادين جعفر (4/3) وسيف قواسمي (22/3)، ومراسلة وكالة "رويترز" لطيفة عبد اللطيف (16/3)، والمصوّرون الذين يعملون بشكل حرّ محمد ادكيدك (1/3) ومحمد أبو سنينة (2/3) ومحمد دويك (17/3)، إضافة إلى اعتقال مراسل جريدة "القدس" أحمد جلاجل والتحقيق معه مرّتين (5 و8/3).
كما حقّقت الشرطة مع المصوّر الحرّ وهبة مكية بعد استدعائه (12/3)، ودهمت المكتبة العلمية في القدس واعتقلت مالكها عماد منى لساعات، وصادرت عدداً من الكتب بحجّة أنها " تدعم أو تتماهى مع الإرهاب" (11/3)، فيما استدعت المخابرات الصحافية الحرّة لانا كامل وحقّقت معها حول عملها الصحافي (16/3).
إلى ذلك، مدّدت محكمتا الصلح في عكا وحيفا اعتقال الصحافي في راديو "الناس" سعيد حسنين مرّات عدّة (2 و7 و12 و19/3) وكانت الأخيرة حتى 10 نيسان/أبريل المقبل، بتهم متعدّدة منها "نشر معلومات فيها تهليل لمنظمات إرهابية"، بسبب مقابلة أجراها مع قناة "الأقصى". كما مدّدت محكمة الصلح في القدس الحبس المنزلي بحقّ الصحافية الحرّة بيان جعبة مرّات عدّة بتهم مختلفة منها "التحريض والإشادة بشخصيات إرهابية" (4 و20 و25/3)، بعدما استدعتها الشرطة للتحقيق وسلّمتها استدعاء للمثول أمام المحكمة. أما المحكمة المركزية في القدس فقد أجّلت جلسة الصحافية الحرّة لمى غوشة التي تُحاكَم بتهمة "التحريض"، ولم تُحدّد لها موعداً لجلسة جديدة (12/3).
وفي سوريا، عادت لغة القتل والتصفية إلى الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر آذار/مارس 2025. فقد اغتال مجهولون السفير السوري المنشقّ عن النظام السابق الشاعر نور الدين اللباد مع شقيقه في درعا (11/3)، بعد مدة قصيرة من عودته إلى سوريا من فرنسا.
وفي حين استهدف "حزب الله" مراسل قناة "العربية الحدث" محمد الأشقر وزميله المصوّر رستم أبو صلاح بصاروخ وأصابهما بجروح طفيفة، خلال تغطيتهما الاشتباكات بين الجيش السوري وعناصر الحزب على الحدود قرب سدّ زيتا في محافظة حمص (17/3)، استهدف مسلّحو النظام السابق طاقم تلفزيون "العربي" بالرصاص وأصابوا سيارته وأحد أفراده في الحفة في ريف اللاذقية (10/3)، كما أصابوا مصوّر قناة "الجزيرة" رياض الحسين بالرصاص أيضاً في جبلة في الريف نفسه (6/3)، خلال تغطية أحداث التمرّد في منطقة الساحل السوري.
وفي الأردن، طغت قضية اعتداء نائب على مراسل داخل مبنى البرلمان على سلسلة التوقيفات التي طالت الصحافيين خلال شهر آذار/مارس 2025. فقد اعتدى النائب قاسم البقاعي على مراسل موقع "سرايا" محمد العنانزة بكسر هاتفه خلال تصويره داخل البرلمان من دون الاعتذار لاحقاً (12/3)، ما حدا بإدارة الموقع إلى تقديم شكوى رسمية في اليوم التالي إلى رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي تنديداً بالاعتداء، فقدّم الأخير بنفسه اعتذاراً رسمياً لإدارة الموقع والعنانزة خلال جلسة للمجلس بعد خمسة أيام.