تواصلت جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحقّ المدنيين، ومن ضمنهم الصحافيون، في لبنان وقطاع غزة، خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2024. فقد قُتلت مصوّرة وإعلامية في لبنان وأصيب مصوّر وصحافي ودُمّر مبنى قناة وتضرّر آخر واحترق مبنى راديو، بفعل القصف الإسرائيلي، في حين طاولت الاعتداءات والانتهاكات المتنوّعة 14 آخرين بينهم عشرة على يد عناصر "حزب الله" ومناصريه. وفي غزة، قُتِل ثمانية صحافيين وثلاثة مصوّرين وأُصيب خمسة آخرون واحترقت خيمة صحافية، بالقصف الإسرائيلي أيضاً، كما طاولت الانتهاكات الإسرائيلية 17 منهم في الضفة الغربية. وقُتِل ناشط إعلامي في سوريا خلال تغطيته المعارك التي اندلعت بين جيش النظام وقوات المعارضة التي اجتاحت حلب.
أما تفاصيل تلك الجرائم والانتهاكات الأخرى في كل من البلدان الأربعة التي يُغطّيها مركز الدفاع عن الحرّيات الإعلامية والثقافية "سكايز"، لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، فجاءت على الشكل الآتي:
في لبنان، واصل الجيش الإسرائيلي جرائمه بحقّ المدنيين وبينهم الصحافيون خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2024، واستمرت اعتداءاته حتى بعد إعلان وقف إطلاق النار. فقد قُتِلت المصوّرة الحرّة زينب غصن وأفراد عائلتها والإعلامية في إذاعة "النور" سكينة كوثراني مع ولديها في جون (12/11)، وأصيب كلّ من مصوّر وكالة "أسوشيتد برس" محمد الزعتري برصاصتين في رجله ومراسل موقع "سبوتنيك" عبد القادر الباي بشظايا في قدمه في الخيام (27/11)، والصحافي نبيل مملوك بجروح طفيفة وتضرّر منزله في صور (17/11)، كما أدى القصف إلى تدمير مبنى قناة "طه" (14/11) وتضرُّر مبنى إذاعة "الرسالة" (15/11) في الضاحية الجنوبية، واحتراق مبنى راديو "سترايك" في سن الفيل بسبب سقوط بالونات حرارية عليه (23/11).
وكان لطواقم قناة "العربية" النصيب الأكبر من الانتهاكات "الداخلية" حيث تعرّض المراسلون محمد البابا (17/11) وغنوة يتيم وجوني فخري، والمصوّران ماهر المرّ ومحمد درويش (27/11) لمضايقات وعرقلة عمل ومصادرة معدّات من قِبل عناصر "حزب الله" ومناصرين له في مناطق مختلفة بسبب عملهم مع القناة، فيما اعتدى عناصر من الحزب على الصحافي داود رمال في بلدته الدوير بسبب مواقفه وآرائه (30/11)، وبعض الشبّان على الصحافي نبيل مملوك في صور وأطلقوا الرصاص لترهيبه بسبب خبر نشره (13/11)، بعدما كان تعرّض للتهديد بسبب منشوراته ومواقفه السياسية (2/11). كما تعرّضت إدارة تحرير منصّة "مناطق نت" ومراسلتها في البقاع للتهديد على خلفية فيديو عن النازحين جراء الحرب (20/11).
إلى ذلك، حقّقت المباحث الجنائية مع الكاتب والصحافي الاقتصادي منير يونس بسبب منشوراته وتغريداته حول الواقعين المالي والاقتصادي (26/11)، واستدعت الصحافي فراس حاطوم وطلبت حضور زوجته الإعلامية نانسي السبع بسبب تحقيق صحافي متعلق باستيراد أجهزة "البيجر" التي فجرتها إسرائيل في 18 أيلول/سبتمبر الماضي، لكنهما رفضا المثول أمامها (20/11). وتعرّض كُلّ من الإعلامي هشام حداد والإعلامية في قناة "MTV" إيمان شويخ لحملة تهديد وتحريض واتّهام بالعمالة بسبب آرائهما المعارضة لأداء "حزب الله"، ما دفع بالأخيرة إلى ترك عملها في القناة (12/11). وفي حين مثُل مدير تحرير موقع "أساس ميديا" الصحافي والكاتب محمد بركات أمام النائب العام التمييزي بسبب انتقاده للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى (7/11)، حذفت إدارة "فايسبوك" مقالاً للكاتب طوني عيسى من دون توضيح الأسباب (15/11).
وفي قطاع غزة، انضمّ ثمانية صحافيّين وثلاثة مصوّرين خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2024، إلى لائحة ضحايا المجزرة المستمرّة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحقّ المدنيّين الفلسطينيّين. فقد قُتِل كُلّ من الصحافي في قناة "القدس اليوم" بلال رجب (1/11)،والمراسل الرياضي في إذاعة "الشباب" خالد أبو زر (8/11)، والمصوّر في وكالة "نيوز" الإعلامية أحمد أبو سخيل وشقيقته الزهراء الصحافية في الوكالة ذاتها (9/11)، والصحافي في "الشبكة الفلسطينية للإعلام" محمد الشريف (16/11)، والصحافي في إذاعة "القرآن الكريم" وائل أبو قُفّة (22/11)، والصحافي والمحرّر في قناة "الأقصى" ممدوح قنّيطة (30/11)، والصحافيَّين اللذين يعملان بشكل حرّ نور الدين أبو ندا (15/11) وعبد الرحيم الطهراوي (20/11)، والمصوّرَين اللذين يعملان بشكل حرّ أحمد أبو شريعة (19/11) ومحمود الخطيب (20/11)، فيما توفّيت الإعلامية في قناة "القدس اليوم" فاطمة الكريري نتيجة استنشاقها غازات سامة من قنابل الفوسفور (19/11).
كما أُصيب كُلّ من مراسل قناة "الجزيرة مباشر" حسام شبات وزميله المصوّر محمد المصري، والمراسل المتعاون مع إذاعة وتلفزيون "BBC" البريطانية سامر الزعانين، ومراسل قناة "اليمن اليوم" عبد الهادي فرحات (19/11)، ومراسل قناة "الجزيرة مباشر" طلال العرّوقي (28/11).
إلى ذلك، احترقت خيمة الصحافية في وكالة "نيوز" الإعلامية صافيناز اللوح (19/11)، واعتقل الجيش الإسرائيلي مدير تحرير صحيفة "الاستقلال" الصحافي توفيق السيد سليم أثناء نزوحه مع عائلته (18/11)، وأغلقت منصّة "إنستغرام" حساب مراسل قناة "الجزيرة" الإخبارية في شمال قطاع غزة أنس الشريف بشكل مفاجئ (6/11).
وفي الضفة الغربية، واصلت القوات الإسرائيلية اعتداءاتها على الصحافيين والمصوّرين الفلسطينيين خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2024، فاستهدفت بالرصاص الحيّ كُلّاً من مصوّر تلفزيون "الفجر" محمد نزال (2/11)، ومصوّر "التلفزيون العربي" عميد شحادة وزميله المراسل ربيع المنيّر الذي أُصيب برصاصة في بطنه (5/11)، كما استهدفت الأخيرَين بقنابل الغاز مع مراسل شبكة "قدس" محمد عابد ومراسل قناة "الغد" خالد بدير وزميله المصوّر شادي جرارعة وأصابتهم باختناق شديد (20/11).
وكذلك عرقلت عمل كُلّ من مصوّر تلفزيون "عودة" يوسف شحادة والمصوّرَين اللذين يعملان بشكل حرّ هادي صبارنة وكريم خمايسة، وفتّشت هواتفهم ومسحت فيديوهات عن هاتف شحادة (4/11)، واحتجزت كُلّاً من مراسلة وكالة الأنباء الرسمية "وفا" إسراء غوراني ومراسل تلفزيون "فلسطين" أمير شاهين وزميله المصوّر سليم بشارات، وحقّقت معهم حول عملهم الصحافي (13/11)، فيما احتجزت المخابرات الإسرائيلية المصوّرَين وهاج بني مفلح وصقر خضر خلال مرورهما على معبر الكرامة وأخضعتهما للتحقيق (18/11).
وفي حين قرّرت محكمة سالم العسكرية الإسرائيلية سجْن الصحافية والمحرّرة في وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" رشا أحمد حرز الله 6 شهور وتغريمها بتهمة "التحريض" (17/11)، أجّلت محكمة الصلح الفلسطينية في رام الله النظر في قضية الصحافي الحرّ رامي سمارة ومراسلة مركز "سكايز" في الضفة الزميلة نائلة خليل شهراً بتهمة "القدح والتشهير" (18/11).
وفي أراضي الـ48، تابع القضاء الإسرائيلي التضييق على الصحافيين الفلسطينيين خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2024، بتهمة "التحريض". فعلى خلفية هذه التهمة، قرّرت المحكمة المركزية في القدس سجن المصوّر الحرّ سعيد ركن 13 شهراً (21/11)، وأجّلت النظر في قضية الصحافية الحرّة لمى غوشة إلى 3 كانون الأول/ديسمبر (20/11)، فيما أنهت المحكمة المركزية في الناصرة الاعتقال المنزلي بحقّ الفنّانة ميساء عبد الهادي وأبقت على منعها من استخدام تطبيق "واتساب" (8/11). أما الكنيست الإسرائيلي، فقد مدّد العمل 6 أشهر بما يُعرف بـ"قانون الجزيرة"، الذي يُتيح حظر وسائل إعلام أجنبية، منها قناتا "الجزيرة" و"الميادين"، بتهمة "تهديد أمن إسرائيل" (20/11).
وفي سوريا، شهدت الأيام الأخيرة من شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2024 ارتفاعاً خطيراً بمستويات العنف، مع انطلاق عملية "ردع العدوان" العسكرية التي أطلقتها قوات المعارضة السورية "لإبعاد نفوذ النظام عن الشمال السوري"، وقد قُتِل الناشط الإعلامي مصطفى الساروت جرّاء تعرّض سيارة كان يستقلّها لإطلاق نار مباشر من عناصر قوات النظام في حيّ الأشرفية في مدينة حلب خلال تغطيته المعارك بينها وبين قوات المعارضة في المنطقة في 30 تشرين الثاني/نوفمبر.
وفي الأردن، تواصلت تداعيات قضية الكاتب المسجون أحمد الزعبي على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2024، وجديدها عقْد محكمة شمال عمّان جلسة المحاكمة الأولى في القضية العمّالية التي رفعتها هيئة الدفاع عنه ضدّ صحيفة "الرأي" (27/11)، فيما أفرجت الأجهزة الأمنية عن الرسّام التشكيلي خليل غيث بعد تسعة أيام على اعتقاله (3/11). وكان لافتاً إلغاء "الهيئة الملكية للأفلام" اختيار فيلم "حلوة يا أرضي" لتمثيل الأردن في الأوسكار، مبرّرة ذلك بوجود "ضغوط دبلوماسية من دولة أذربيجان" (11/11).