انتهاكات الحريات الإعلامية والثقافية في المشرق - التقرير الشهري، حزيران/يونيو ٢٠٢٠
الأربعاء , ١٥ تموز ٢٠٢٠
تواصلت الاعتداءات المباشرة على الصحافيّين والمصوّرين في لبنان خلال شهر حزيران/يونيو 2020، ولا سيّما خلال تغطيتهم التظاهرات المطلبية، وطاولت 22 منهم في حصيلة هي الأعنف منذ بداية العام، سواء بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز والضرب بالعصي، والدفع والشتم والرمي بالحجارة، ومنع التصوير والتغطية وتكسير المعدات والتهديد، على أيدي عناصر مكافحة الشغب والجيش ومن قِبل المتظاهرين أنفسهم. وكذلك استُدعي صحافيّان بسبب مقالَين، وإعلامية بسبب منشور، وتمّ التحقيق مع ناشط وفنّانة تشكيلية بسبب منشورات تنتقد رئيس الجمهورية، والاستماع إلى ناشطَين على خلفية التعرّض لوزير سابق، إضافة إلى تقديم إخبارين ضد إعلامي وقناة تلفزيونية بتهمة إثارة النعرات الطائفية. وكان ملفتاً أيضاً تكليف المباحث الجنائية ملاحقة ناشري تدوينات معارضة لرئيس البلاد، والأمن العام إجراء التحقيقات عن ناشري أخبار ارتفاع الدولار، وإصدار قرار قضائي بمنْع السفيرة الأميركية من التحدّث الى أي وسيلة إعلامية في لبنان لمدة سنة ومنْع وسائل الإعلام من تغطية حديثها تحت طائلة التغريم والتوقيف عن العمل لمدة مماثلة.
وواصلت القوات الإسرائيلية انتهاكاتها بحق الصحافيّين والمصوّرين الفلسطينيين، فأصابت في الضفة الغربية ثلاثة منهم بالرصاص المغلّف بالمطاط واستهدفت ثلاثة آخرين بالرصاص المماثل وقنابل الغاز واعتقلت صحافياً واحتجزت طاقم عمل خلال التصوير، كما استهدف الجنود في قطاع غزة مراسلاً وثلاثة مصوّرين بنيران رشاش آليتهم، فيما أُبعد صحافي عن القدس ستة أشهر وتمّ التحقيق مع اثنين آخرين وثلاثة مصوّرين بعد استدعائهم في أراضي الـ48. وفي حين اعتقل الأمن الوقائي صحافياً في الضفة، اعتقل أمن "حماس" أربعة وحقّق مع اثنين آخرَين في غزة حيث منع مسلّحون أيضاً صحافياً من التصوير. واعتدت عناصر من "هيئة تحرير الشام" على أحد عشر ناشطاً إعلامياً دفعة واحدة في ريف إدلب، وأوقفت السلطات الأردنية صحافيّين بسبب مقالين.
أما تفاصيل الانتهاكات في كل من البلدان الأربعة التي يغطيها مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز"، لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، فجاءت على الشكل الآتي:
في لبنان، طاولت الاعتداءات المباشرة 22 صحافياً ومراسلاً ومصوّراً خلال شهر حزيران/يونيو 2020، في حصيلة هي الأعنف منذ بداية العام، خلال تغطيتهم التظاهرات. ففي (6/6) أصيب مراسل قناة "الجديد" حسان الرفاعي برصاصة مطاطية ومصوّر وكالة "أسوشيتد برس" (Associates Press) بلال حسين بقنبلة غاز أطلقتهما العناصر الأمنية، وتعرضت مراسلة قناة "MTV" جويس عقيقي للمضايقة والرش بالمياه على يد متظاهرين في وسط بيروت، فيما تعرّضت مراسلة جريدة "النهار" الصحافية أسرار شبارو للتهديد والشتم والإهانة على الهواء مباشرة من قِبل "زميلها" في الجريدة ومراسل قناة "الميادين" عباس صباغ، ورمى أحد المناوئين للتظاهرة كاميرا قناة "LBCI" أرضاً تحت جسر الرينغ. وفي (12/6) أُصيبت مراسلة قناة "الجديد" ليال سعد بحجر في رأسها، وتعرضت مراسلة قناة "LBCI" رنيم بو خزام للرشق بالحجارة من قبل متظاهر في وسط بيروت. وتهجّم عنصر من المخابرات على الصحافية في المجلة القضائية وبرنامج "صار الوقت" على قناة "MTV"إلسي مفرّج محاولاً ضربها ومنعها من تصوير اعتدائه على إحدى الناشطات، ومنع العنصر ذاته الصحافي في "وكالة الصحافة الفرنسية" ديلان كولينز من تصوير الاعتداء نفسه أمام مدخل مبنى برج الغزال في بيروت. وأُصيب مراسل قناة "MTV" ألان درغام بحجر في قدمه في طرابلس. وكانت زميلته المراسلة جويس عقيقي تعرّضت أيضاً ليل الخميس ـ فجر الجمعة للمضايقة مرات عدّة على أيدي متظاهرين في وسط بيروت. وفي (14/6) منَع متظاهرون مراسلة قناة "الحرّة" جينا عفيش من استكمال رسالتها على الهواء مباشرة في ساحة الشهداء، وفي (24/6) اعتدت عناصر مكافحة الشغب بالضرب والدفع على مصوّر صحيفة "نداء الوطن" فضل عيتاني ومصوّر صحيفة الـ"دايلي ستار" (The Daily Star) حسن شعبان ومصوّر قناة "الجديد" زكريا الخطيب ومراسل قناة "LBCI" أحمد عبدالله وزميله المصوّر زكي فغالي على جسر الرينغ. وفي (28/6) اعتدت عناصر من الجيش بالضرب على مصوّر صحيفة "النهار" مارك فيّاض ومصوّر صحيفة "الجمهورية" جوزيف برّاك ومصوّر صحيفة "لوريان لو جور" (L’Orient-Le Jour) جو زوزن ومصوّر صحيفة "نداء الوطن" فضل عيتاني الذي حاول أحد العناصر تكسير كاميرته بالعصا، فيما أقدم آخر على تكسير كاميرا مصوّر قناة "MTV" داني طانيوس بعد الاعتداء عليه على أوتوستراد جل الديب ـ انطلياس.
وكذلك، استدعى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية الصحافي علي الموسوي بسبب مقال (3/6)، والإعلامية ميرنا رضوان بسبب منشور (26/6)، وحقّق أمن الدولة مع الناشط فارس الحلبي (10/6) والفنّانة التشكيلية باسكال طراف (17/6) بسبب منشورات تنتقد رئيس الجمهورية، واستمعت الشرطة القضائية إلى إفادة الناشطَين تيمور جريصاتي وجينو رعيدي على خلفية التعرّض للوزير السابق فادي جريصاتي (9/6)، واستدعت المباحث الجنائية الصحافي جورج غرّة بسبب مقال (15/6)، وتعرّضت الإعلامية نيكول الحجل لحملة تهديد وتحريض بسبب فيديو (18/6)، وتقدّم محاميان بإخبارين ضد الإعلامي نيشان وقناة "الجديد" بتهمة إثارة النعرات الطائفية (11 و25/6).
وكان ملفتاً خبر تكليف النائب العام التمييزي المباحث الجنائية ملاحقة ناشري تدوينات معارضة لرئيس الجمهورية (15/6)، والأمن العام إجراء التحقيقات عن ناشري أخبار ارتفاع سعر الدولار (16/6)، وكذلك إصدار قاضي الأمور المستعجلة في صور قراراً قضائياً بمنْع السفيرة الأميركية دوروثي شيا من التحدّث الى أي وسيلة إعلامية في لبنان لمدة سنة ومنْع وسائل الإعلام من تغطية حديثها تحت طائلة التغريم والتوقيف عن العمل لمدة مماثلة (27/6).
وفي سوريا، سُجِّل انتهاك واحد على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر حزيران/يونيو 2020، ولكنّه طاول أحد عشر ناشطاً إعلامياً. فقد اعتدت عناصر من "هيئة تحرير الشام" في 10 حزيران/يونيو، بالضرب على كل من مراسل "وكالة الصحافة الفرنسية" عمر حاج قدور، ومراسل قناة "الجزيرة مباشر" صافي جمعة الحمام، والمصوّرَين اللذين يعملان بشكل مستقلّ لصالح قناة "سكاي نيوز" معاوية الأطرش وأحمد فلاحة، ومراسل "شبكة بلدي الإعلامية" معاذ العباس، ومراسلَي شبكة "شام" غيث حسن السيد وعلي حاج سليمان، ومراسل وكالة "ثقة" كنانة عبد الوهاب هنداوي، ومراسل شبكة "نداء سوريا" عبد الواجد حاج اصطيقي، ومراسل قناة "حلب اليوم" عبد الرزاق محمد ديب الصبيح، وعز الدين حسين القاسم الذي يعمل متعاوناً مع وكالة "الأناضول"، خلال تغطيتهم تسيير دورية عسكرية روسية ـ تركية مشتركة في ريف إدلب، بحجة أنهم صوّروا نساء قدمن إلى جسر أريحا لرشق الدورية المشتركة بالحجارة احتجاجاً على مرورها في مناطق المعارضة.
وفي الأردن، شهدت الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر حزيران/يونيو 2020، توقيف كلّ من الصحافي في موقع "عمّان جو" شادي سمحان والصحافي في موقع "الشريط الإخباري" حسن صفيرة، على خلفية مواد نشراها عبر موقعيهما الإلكترونيَّين (23/6)، ما حدا بـ125 صحافياً وصحافية إلى توجيه رسالة إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى الأردني طالبوا فيها باتخاذ خطوات عاجلة لوضع حدّ لهذه القرارات (28/6). إلى ذلك، أجّلت محكمة عمّان جلسة النطق في قضية مراسل التلفزيون الرسمي البنغالي في الأردن سليم عكاش بسبب عدم توفّر مترجم في الجلسة (22/6)، بعدما كانت الجلسة السابقة تأجلت بسبب إجراءات كورونا.
وفي الضفة الغربية، واصلت القوات الإسرائيلية اعتداءاتها على الصحافيين والمصوّرين الفلسطينيين خلال شهر حزيران/يونيو 2020، فأصابت المصوّرين جعفر اشتيه وأيمن نوباني وفادي الجيوسي بالرصاص المغلّف بالمطّاط خلال تغطيتهم مسيرة في بلدة كفر قدوم (12/6)، واستهدفت المصوّرين محمد علي تركمان ومحمد حمود تركمان وعصام ريماوي بقنابل الغاز والرصاص المغلّف بالمطّاط لمنعهم من تغطية اقتحام بلدة بيتونيا (24/6)، كما اعتقلت الصحافي الحرّ مجاهد السعدي من دون معرفة الأسباب (24/6)، واحتجزت طاقم عمل فيلم مشروع "Red Fish" ومنعته من استكمال التصوير في الأغوار (12/6).
أما فلسطينياً، فقد اعتقل جهاز الأمن الوقائي الصحافي سامي الساعي بتهم تستند إلى قانون الجرائم الإلكترونية (9/6)، ومدّدت محكمة صلح طولكرم اعتقاله مرتين.
وفي قطاع غزة، شهدت الساحة الإعلامية والثقافية انتهاكات عدة خلال شهر حزيران/يونيو 2020، وكان أخطرها إطلاق الجنود الإسرائيليّين النار من رشاش آليتهم العسكرية باتجاه المصوّرين حسن اصليّح وأشرف أبو عمرة وأيمن الرزّي والمراسل محمد المشهراوي شرق خانيونس (6/6).
واعتقلت أجهزة أمن حركة "حماس" كلاً من الصحافيّين رشدي أبو عاذرة وأكرم أبو سبلة ومحمد موسى يوماً أثناء تغطيتهم وقفة احتجاجية (2/6)، والصحافي توفيق أبو جراد يومين بسبب تقارير ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي (18/6)، وبعد خمسة أيام حقّقت معه ساعتين، كما حقّقت مع الصحافيَّين محمود اللوح ست ساعات (19/6) وإيهاب فسفوس خمس ساعات (28/6). وسُجّل أيضاً، منْع مسلّحين الصحافي منتصر أبو ركبة من تصوير اقتحامهم مكتباً لمنظمة التحرير في مدينة غزة (7/6).
وفي أراضي الـ48، تابعت السلطات الإسرائيلية انتهاكاتها بحق الصحافيّين الفلسطينيّين خلال شهر حزيران/يونيو 2020، فأبعدت الصحافي عنان نجيب عن القدس 6 أشهر (9/6)، وحقّقت مع كل من الصحافية الحرة روز زرو (2/6)، ومصوّر قناة "الجزيرة" مراد اسعيد جلاجل، والمصوّر الحرّ أحمد جرادات، ومصوّر قناة "روسيا اليوم" أشرف شويكي، والصحافي الحرّ أحمد جلاجل، بعد استدعائهم (3/6).