قُتِل أربعة مصوّرين وثلاثة صحافيّين وممثلان ورسّامة وأُصيب عشرة آخرون في الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة خلال شهر حزيران/يونيو 2025، فيما طاولت الانتهاكات الأخرى 52 منهم في كلّ من الضفة الغربية وأراضي الـ48 وغزة. وبرزت الشكاوى القضائية بحقّ الصحافيين في لبنان مطعّمة بالتهديد والمنع والاستدعاء، وواصل الجيش الإسرائيلي ملاحقتهم في جنوب سوريا وتوقيفهم والتحقيق معهم، كما لم يسلموا من قبضة الأمن السوري الذي اعتقل أحدهم واستدعى آخر، في حين شرعت نقابة الصحافيين الأردنيين في التضييق على غير المنتسبين إلى جدولها.
أما تفاصيل تلك الجرائم والانتهاكات الأخرى في كل من البلدان الأربعة التي يُغطّيها مركز الدفاع عن الحرّيات الإعلامية والثقافية "سكايز"، لبنان وفلسطين وسوريا والأردن، فجاءت على الشكل الآتي:
في لبنان، تنوّعت الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر حزيران/يونيو 2025، وكان أبرزها إيقاف وزير الإعلام بول مرقص عرض حلقة من برنامج "مع وليد عبّود" على "تلفزيون لبنان" بسبب تصريحات ناقدة هاجم فيها عبّود إيران و"حزب الله" (18/6)، وتعرُّض مراسل قناة "MTV" أنطوان سعادة للتهديد والشتم أثناء تغطيته في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت (15/6)، واستدعاء المباحث الجنائية الصحافيَّين بشارة شربل وكارين عبد النور بسبب مقال (27/6).
وبرزت الشكاوى القضائية التي تقدّم بها المصرفي أنطون صحناوي بحقّ كلّ من مقدِّمة بودكاست "Real Talk" الصحافية ديزي جدعون، ومديرة تحرير موقع "درج" الصحافية ديانا مقلّد، ومدير البحوث في "معهد السياسات البديلة" نزار غانم، والباحث رالف بيضون، وموقعَي "البديل ميديا" و"ثورة تي في" (3/6)، ومنصّة "شريكة ولكن" ورئيسة تحريرها الصحافية حياة مرشاد (4/6)، بتهم القدح والذمّ ونشر مزاعم كاذبة والتحريض، على خلفية عملهم الاعلامي.
وفي قطاع غزة، واصل الجيش الإسرائيلي ارتكاب جرائمه بحقّ المدنيين الفلسطينيين خلال شهر حزيران/يونيو 2025، وحصد العشرات منهم، وبينهم 4 مصوّرين و3 صحافيّين وممثلان ورسّامة. فقد قُتِل كلّ من مراسل قناة "فلسطين اليوم" الفضائية سليمان حجّاج وزميله المصوّر إسماعيل بدح والمصوّر المتعاون مع تلفزيون "العربي" أحمد قلجة (5/6)، والمصوّرَين اللذين يعملان بشكل حرّ مؤمن أبو العوف (9/6) وأمين حمدان (22/6)، والصحافيَّين اللذين يعملان بشكل حرّ محمود أبو شِرْبي (25/6) وإسماعيل أبو حطب (30/6)، والممثّلَين الكوميديَّين محمد رضوان (20/6) ومحمود شُرّاب (21/6)، والرسّامة التشكيلية آمنة السالمي (30/6)، في حين تمّ استهداف منزل المصوّر الحرّ عبد الرحيم خضر، ما أسفر عن مقتل جميع أفراد أسرته (6/6).
كما أُصيب كُلّ من مراسل قناة "فلسطين اليوم" عماد دلول ومراسل تلفزيون "العربي" إسلام بدر والمصوّر المتعاون معه إمام بدر (5/6)، والصحافيَّين اللذين يعملان بشكل حرّ بشير أبو الشعر (17/6) وبيان أبو سلطان (30/6)، ومراسل قناة "العربية" محمد حمّو وزميله المصوّر ممدوح السيّد ومراسل قناة "الجزيرة مباشر" أيمن الهِسّي (27/6)، والمصوّرَين اللذين يعملان بشكل حرّ محمد أبو عرمانة (9/6) ومحمد سكيك (30/6)، بالقصف الإسرائيلي على القطاع. إضافة إلى اعتقال الصحافي في قناة "الجزيرة" مباشر عمر فياض ومراسل قناة "بلاست" الفرنسية يانيس محمد و10 ناشطين خلال اقتحام سفينة "مادلين" في المياه الدولية (9/6).
إلى ذلك، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي شبكة الإنترنت الأرضية في شمال ووسط القطاع (10/6)، ما أدى إلى انقطاع الخدمة وتعطيل عمل الطواقم الإعلامية لمدة 11 يوماً.
وفي الضفة الغربية، تابعت القوات الإسرائيلية اعتداءاتها على الصحافيين والمصوّرين الفلسطينيين خلال شهر حزيران/يونيو 2025، فاستهدفت بالرصاص الحيّ وقنابل الغاز كُلّاً من مراسل قناة "الجزيرة" ليث جعار وزميله المصوّر فادي ياسين ومصوّر تلفزيون "فلسطين" عبد الله صبرا والمصوّر الحرّ محمد السايح (10/6)، والصحافي في وكالة "سيبا" ناصر اشتية والصحافي الحرّ جمال الريان (13/6) و(30/6)، ومصوّر تلفزيون "فلسطين" طارق أبو زيد (30/6)، خلال تغطيتهم الميدانية.
كما اعتقلت المصوّر الحرّ أحمد الخطيب (23/6) والصحافي والمحرّر في موقع "ألترا فلسطين" مجاهد بني مفلح (28/6)، واحتجزت كلاً من مراسل قناة "الغد" رائد الشريف وزميله المصوّر جميل سلهب (1/6)، ومراسلَي تلفزيون "فلسطين" إياد الهشلمون وعرين العملة وزميلهما المصوّر ثائر فقوسة (2/6)، ومراسلَي تلفزيون "الفجر" يزن حمايل ورؤى الدريدي وزميلهما المصوّر محمد الفار (21/6)، ومصوّر قناة "رؤيا" محمود إسماعيل (29/6)، والصحافي المتعاون مع وكالة الأنباء الفرنسية محمد عتيق الذي هُدّد بالقتل (27/6)، أثناء تغطيتهم الميدانية لمنعهم من استكمال عملهم. فيما اقتحمت مكتب قناة "الجزيرة" في رام الله وأغلقته بقرار عسكري لمدة 60 يوماً (7/6)، ومنزلَي مراسل وكالة "فلسطين بوست" مجاهد طبنجة والمصوّر الحرّ معاذ عمارنة وحقّقت معهما (26/6).
إلى ذلك، حقّقت المخابرات الفلسطينية مع الصحافية الاستقصائية الحرّة وفاء حسن خصيب حول عملها الصحافي (1/6).
وفي أراضي الـ48، تواصلت انتهاكات عناصر الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين بحقّ الصحافيين والمصوّرين خلال شهر حزيران/يونيو 2025، وترافقت مع تضييق واسع على التغطية الميدانية، ولا سيّما مع تصاعد حدّة الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية. فقد اعتدى عناصر شرطة ومستوطنون بالضرب والدفع والشتم على كُلّ من مراسلة قناة "الغد" أريج حكروش وزميلها المصوّر علاء الحيح (13/6)، ومراسل قناة "العربية" مروان عثامنة وزميله المصوّر أحمد الشريف (14/6)، ومراسل قناة "الغد" رازي طاطور وزميله المصوّر أياد أبو شلبك (15/6)، بالإضافة إلى مصادرة الكاميرا من الأخيرَين والتحقيق معهما.
كما عرقلوا عمل كُلّ من مراسل تلفزيون "العربي" أحمد دراوشة وزميله المصوّر علي ديواني (9/6)، ومراسلة مركز "سكايز" ووكالة "الجرمق" الزميلة نجمة حجازي (12/6)، ومراسل قناة "العربية" مروان عثامنة وزميله المصوّر أحمد الشريف (15/6)، ومراسل تلفزيون "العربي" أحمد جرادات ومراسلة موقع "الجرمق" الإخباري كارين الباش ومراسل وكالة "الأناضول" سمير عبد الهادي ومراسلة قناة "العربية" إسراء الزير وزميلها المصوّر عبد خضر والصحافي الحرّ سعيد خير الدين (15/6)، ومراسل قناة "الرؤيا" ورد قراقرة (15/6) و(22/6)، ومراسل وكالة "الأناضول" أمير عبد ربه وزميله المصوّر مصطفى خاروف ومصوّر "وكالة الصحافة الفرنسية" أحمد غرابلة (22/6)، خلال تغطيتهم الأضرار التي خلّفتها الصواريخ الإيرانية على تل أبيب وحيفا.
وفي حين منعت الشرطة مصوّر قناة "الأناضول" سمير عبد الهادي (14/6) ومراسلة قناة "TRT" التركية سالي مؤقت (14/6) وزميلها المصوّر مجاهد ادمير (19/6) من التغطية، دهمت مقرّاً للصحافيين في مدينة حيفا وقطعت البثّ، وحقّقت مع كلّ من مراسل قناة "TRT" فهمي شتيوي وزميله المصوّر حمزة نعاجي، ومراسل قناة "الغد" رازي طاطور وزميله المصوّر أياد أبو شلبك، والصحافي الحرّ مراد سعيد (18/6)، كما استدعتهم للتحقيق في اليوم التالي وصادرت معدّاتهم الصحافية.
إلى ذلك، فرضت الرقابة العسكرية قيوداً مشدّدة على التغطية الإعلامية بذريعة حماية الأمن العام ومنع خدمة العدو (19/6)، وحرّض وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ضد قناة "الجزيرة" والعاملين فيها واصفاً إياهم بـ"الجواسيس" (16/6)، فيما أجّلت محكمة الصلح في القدس محاكمة الصحافية بيان جعبة 23 يوماً (29/6).
وفي سوريا، تابع الجيش الإسرائيلي انتهاكاته بحقّ الصحافيين خلال شهر حزيران/يونيو 2025، حيث لاحق جنوده مراسل موقع "+963" نادر دبو المعروف باسم "أبو معن الحوراني" ومراسل موقع "المدن" نور جولان المعروف باسم "نور الحسن" أثناء تغطيتهما سقوط مسيّرات إيرانية في ريف محافظة القنيطرة جنوب سوريا، وحقّقوا معهما ميدانياً (14/6). فيما اعتقل الأمن العام السوري الصحافي والكاتب حسن ظاظا من منزله في دمشق من دون معرفة الأسباب (27/6)، واستدعت دورية أمنية المراسل نور الحسن للتحقيق في مقرّ الأمن العام في القنيطرة على خلفية عمله الصحافي (30/6).
وفي الأردن، لاقى التحذير الذي أطلقته نقابة الصحافيين الأردنيين في الأول من شهر حزيران/يونيو 2025، لمن اعتبرتهم "أفراداً وجهات ينتحلون صفة الصحافة والإعلام، عبر صفحاتهم الشخصية أو العامة على منصّات التواصل الاجتماعي، بإضافة كلمة صحافي أو إعلامي، دون سند قانوني من النقابة أو من الجهات ذات العلاقة في الأردن"، استياء على مواقع التواصل، إذ هناك من اعتبره "تحذيراً تعسّفياً يُضرّ بكثير من العاملين في الصحافة والإعلام، ولا سيمّا الذين يعملون في المجال الحرّ، ما يمنعهم من الحصول على عضوية النقابة. وقد منحتهم النقابة مهلة 30 يوماً لتصويب أوضاعهم.