قضى أربعة صحافيين وخمسة مصوّرين وروائية وفنّان وأُصيب اثنا عشر آخرون بالقصف الإسرائيلي على قطاع غزة خلال شهر تموز/يوليو 2025، فيما طاولت الانتهاكات الإسرائيلية الأخرى 36 منهم في كل من الضفة الغربية والقدس وغزة. وقُتِل صحافي برصاص قنّاص في سوريا واعتُدي على صحافية وتعرّضت أخرى للتعذيب خلال اعتقالها فيما اعتُقلت ثالثة بعد استدعائها ودهم منزلها. واعتُدي على صحافية في لبنان وصحافي في الأردن مع تواصل التوقيفات في كلا البلدين.
أما تفاصيل تلك الجرائم والانتهاكات الأخرى في كل من البلدان الأربعة التي يُغطّيها مركز الدفاع عن الحرّيات الإعلامية والثقافية "سكايز"، لبنان وفلسطين وسوريا والأردن، فجاءت على الشكل الآتي:
في لبنان، تعدّدت الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر تموز/يوليو 2025، وكان أبرزها اعتداء رجل وامرأة يستقلّان درّاجة نارية على مراسلة قناة "المؤسسة اللبنانية للإرسال أنترناشونال" (LBCI) بترا أبو حيدر بالضرب والعضّ (15/7).
وفي حين اعتقلت شرطة بلدية ميس الجبل الجنوبية الصحافي السوري-الكندي ليث معروف والصحافي الحرّ هادي حطيط وسلّمتهما إلى الجيش اللبناني (20/7)، حيث أطلق سراح حطيط بعد ثلاث ساعات ومعروف بعد يومين، أوقف الأمن العام اللبناني الصحافية الاستقصائية هاجر كنيعو تسع ساعات إثر وصولها إلى مطار رفيق الحريري في بيروت (20/7)، وبعد ستة أيام حقّق معها حول كتابات نشرتها على مواقع التواصل. كما أقدمت لجنة الرقابة في الأمن العام على حذف مشهد من فيلم "مشقلب" للمخرج لوسيان بو رجيلي، يظهر فيه عناصر من الجيش يعتدون على متظاهرين، كشرط لمنحه إذن العرض (11/7).
إلى ذلك، استدعى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية كُلّاً من المدير التنفيذي لمنصّة "نقِد" أنطوني بركات ومسؤولة التحرير في المنصّة تالين نهرا، على خلفية دعوى مقدّمة من المصرفي أنطون الصحناوي، بجرم "القدح والذمّ والتشهير والتحريض على الفتن" (1/7)، ومديرة تحرير صحيفة "الحرّة" الإلكترونية الصحافية كارين عبد النور والكاتب في الصحيفة الدكتور بشير عصمت، على خلفية دعوى مقدّمة من المصرفي أنطون الصحناوي أيضاً ولكن من دون معرفة التفاصيل (1/7)، وناشر صفحة "أل بي سبورتس" الصحافي الرياضي إبراهيم أبو شاهين على خلفية شكوى مقدّمة من قِبل الرئيس السابق للاتحاد اللبناني للكرة الطائرة ميشال أبي رميا بسبب منشور (21/7)، إلا أنهم رفضوا الامتثال للاستدعاء. كما استهدف مجهولون سيارة الصحافية نانسي اللقيس بالرصاص أمام منزلها في بيروت (23/7).
وفي قطاع غزة، تواصلت المجازر الإسرائيلية بحقّ المدنيين الفلسطينيين، ومن ضمنهم الصحافيّون والمصوّرون والفنّانون وأفراد عائلاتهم خلال شهر تموز/يوليو 2025. فقد قُتِل كلّ من الصحافي في صحيفة "فلسطين" محمد عماد السلطان (2/7)، والصحافية في إذاعة "صوت الشباب" مروة مسلّم (7/7)، والصحافي في وكالة "فلسطين اليوم" أحمد أبو عيشة (10/7)، والصحافية الحرّة ولاء الجعبري مع عائلتها (23/7)، والمصوّر في قناة "القدس اليوم" الفضائية آدم أبو هربيد مع عدد من أفراد عائلته (24/7)، والمصوّرين الذين يعملون بشكل حرّ محمود الحناوي (6/7) وتامر الزعانين (21/7) ورمضان عطالله وإبراهيم حجاج (30/7)، والفنّان همّام الريفي (13/7)، والروائية ديما عوض مع أفراد من عائلتها (28/7).
كما أُصيب كلّ من مراسل قناة "اليمن" وديع أبو السعود (1/7)، ومراسلة تلفزيون "فلسطين" إسلام الزعنون (3/7)، ومراسل قناة "الميادين" أكرم دلّول (15/7)، ورئيس "الشبكة الفلسطينية للصحافة والإعلام" الصحافي أسامة أبو فول (26/7)، ومراسل قناة "اليمن اليوم" عبد الهادي فرحات (27/7)، والمصوّرين الذين يعملون بشكل حرّ يوسف السعودي (1/7) وفادي تُربان (7/7) وزاهر صالح (17/7) وإبراهيم أبو عشيبة (21/7) وأحمد حمدان (24/7)، والمصوّرَين في قناة "الكوفية" أُسيد مدوخ (22/7) وجيفارا الصفدي (23/7)، خلال عملهم الميداني أو أثناء تواجدهم في منازلهم التي طالتها الغارات.
وفيما اعتقل الجيش الإسرائيلي مراسل قناة "الجزيرة" محمد البقّالي وزميله المصوّر عمر الموسى مدة يومين أثناء تواجدهما على متن سفينة "حنظلة" في المياه الدولية قبالة سواحل غزة (26/7)، شنّ الناطق باسمه أفيخاي أدرعي حملة تحريض وتهديد ضدّ زميلهما المراسل أنس الشريف متّهماً إياه بالانتماء إلى حركة "حماس" (24/7).
إلى ذلك، اعتدت عناصر من جهاز المباحث العامة التابع لحكومة "حماس" بالضرب على الصحافي في وكالة "كنعان" خالد شعث والمصوّرَين اللذين يعملان بشكل حرّ عبد الله العطار ومحمد سلامة، أثناء تغطيتهم وصول الجرحى إلى مستشفى ناصر غرب خانيونس (20/7).
وفي الضفة الغربية، تابعت القوات الإسرائيلية، ومعها المستوطنون، التنكيل بالطواقم الإعلامية الفلسطينية والاعتداء عليهم خلال شهر تموز/يوليو 2025، فاستهدفت كلّاً من مراسل شبكة "قدس" حمزة محمود حمدان ومراسلة قناة "الجزيرة" مباشر رغد سلامة ومراسلة وكالة "قدس فيد" نغم زايط ومراسلة وكالة "فلسطين بوست" سوار جانم والصحافي الحرّ صهيب أبو دياك (8/7)، ومراسل تلفزيون "الفجر" أحمد محمد شاويش ومراسل شبكة "قدس" محمد عابد والصحافي المتعاون مع وكالة الأنباء الفرنسية محمد عتيق ومصوّرة وكالة "رويترز" رنين صوافطة ومراسلة موقع "فلسطين بوست" مشاعل أبو الرب ومصوّر وكالة "شينخوا" الصينية نضال اشتية ومراسل تلفزيون "فلسطين" صخر زواتية وزميله المصوّر أحمد نزال (17/7)، بقنابل الغاز والصوت خلال تغطيتهم الإعلامية في مناطق مختلفة من الضفة.
كما اعتقلت كُلّاً من مراسل قناة "الميادين" ناصر اللحام الذي مدّدت محكمة عوفر اعتقاله ثم أفرجت عنه بعد أكثر من أسبوع (7/7)، والمصوّر الحرّ معاذ غنام خلال إعداده تقريراً حول اقتحام جبل السالمة شمال شرق جنين (13/7). واحتجزت مصوّر وكالة "وفا" محمد عوّاد ومراسلة تلفزيون "الفجر" مآثر البدوي والصحافي الحرّ عمار القزموز (31/7)، ومراسل راديو "حياة" أدهم الخروبي الذي حقّقت معه وهدّدته (2/7). ومنعت كلّاً من مراسل قناة "دويتشه فيله" (DW) رجائي خطيب (29/7) ومراسل مجلة "972+" باسل العدرا من التغطية واعتدت على الأخير بالضرب (25/7)، وعرقلت عمل مراسل قناة "الكوفية" زيد أبو عرة والمصوّر الحرّ معاذ غنام (2/7)، فيما حطمت حامل كاميرا الصحافية الحرّة وفية عبد الهادي (2/7).
أما المستوطنون فقد اعتدوا على الصحافي الحرّ صدقي ريان ومراسل شبكة "قدس" عبد الله بحش ومصوّر وكالة "سيبا" ناصر اشتية الذي حطموا كاميرته (16/7)، ورشقوا بالحجارة مراسل قناة "دويتشه فيله" (DW) رجائي خطيب وحطموا زجاج سيارته (4/7)، وكرّروا الاعتداء نفسه على مراسل قناة "سي أن أن" (CNN) كريم خضر وزميله المصوّر جيرمي دايموند (13/7). في حين قرّرت محكمة معسكر سالم العسكرية تحويل الصحافي ومحرّر موقع "ألترا فلسطين" مجاهد بني مفلح إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة شهور (8/7).
إلى ذلك، اعتقل جهاز المخابرات الفلسطيني الصحافي الحرّ إيهاب العلامي بتهمة حيازة سلاح دون ترخيص (29/7)، وبعد يومين قررت محكمة صلح حلحول تمديد اعتقاله 15 يوماً على ذمّة التحقيق. واحتجز جهاز الأمن الوقائي في جنين مراسل شبكة "قدس" محمد عابد والصحافي المتعاون مع وكالة الأنباء الفرنسية محمد عتيق خلال تغطيتهما وقفة احتجاجية نظّمتها أمهات المعتقلين السياسيين (13/7)، كما اعتقلت الشرطة الفلسطينية الأخير أثناء مروره على حاجز دون توجيه تهمة له وأفرجت عنه في اليوم التالي (29/7).
وفي أراضي الـ48، تابع القضاء الإسرائيلي التضييق على الصحافيين الفلسطينيين خلال شهر تموز/يوليو 2025، حيث عقدت محكمة الصلح في حيفا أول جلسة في قضية الصحافي سعيد حسنين، وقرّر خلالها القاضي تحويل الملف إلى قاضٍ آخر والإبقاء على الحبس المنزلي مع سوار إلكتروني (9/7)، في حين تعرّض الصحافي في راديو "الناس" محمد مجادلة لحملة تحريض وتهديد من قِبل عضو الكنيست تالي غوتليب بسبب مواقفه (30/7).
وفي سوريا، أرخت المعارك في السويداء بثقلها على الساحة خلال شهر تموز/يوليو 2025، لا سيّما مع مقتل إعلامي محافظة درعا الحكومي حسن الزعبي برصاصة قنّاص في مدينة السويداء حيث كان برفقة وفد التفاوض الحكومي (16/7)، واعتداء شبّان على الصحافية زينة شهلا بالضرب بالعصا على يدها وصفعها وشتمها خلال مشاركتها في وقفة سلمية أمام مجلس الشعب في دمشق رافضة للعنف والمعارك الدائرة في السويداء (18/7). وعلى هامش تلك المعارك أيضاً، تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية وأدى القصف على دمشق إلى تضرّر مكتب قناة "الحدث" (16/7).
إلى ذلك، اعتقل الأمن الداخلي التابع للإدارة الذاتية الكردية "الأسايش" الصحافية هبة كوسا بعد دهم منزلها في الرقة (4/7) وأفرج عنها بعد تعذيبها (31/7)، فيما اعتقل الأمن العام السوري كلّاً من الصحافية نور سليمان بعد استدعائها ودهم منزلها مرّتين في دمشق (26/7)، ومراسل جريدة "المدن" الإلكترونية نور الحسن في القنيطرة بعد يوم على استدعائه، وأطلق سراحه بعد ساعات (1/7).
وفي الأردن، تنوّعت الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر تموز/يوليو 2025، وكان أبرزها الاعتداء على الصحافي فارس الحباشنة بالضرب أمام منزله في عمّان (8/7)، بعد يوم على توقيفه من قِبل الأجهزة الأمنية بدعوى قدح وذمّ تقدّم بها وزير الزراعة الأردني خالد الحنيفات بحقّه، والإفراج عنه بكفالة (7/7). وأوقفت دورية من الأمن العام الكاتب الصحافي خلدون الحباشنة وأبلغته بأن هناك تعميماً أمنياً يقضي بتوقيفه بشكوى حقّ عام على خلفية مقال نشره "يتضمّن قدحاً وذمّاً بالدولة" (25/7). وفي حين حظرت النيابة العامة نشر أي معلومات تتعلّق بقضية التسمّم الكحولي أو مجريات التحقيق فيها (3/7)، اشترطت "هيئة الإعلام" على الصحافيين الحصول على تصاريح منها قبل ممارستهم أي نشاط مهني (28/7)، فيما أعلنت نقابة الصحافيّين انتهاء مهلة تصويب أوضاع من أسمتهم "منتحلي صفة الصحافي والإعلامي" ولوّحت بملاحقتهم (3/7).
إلى ذلك، هدّدت الحكومة الإسرائيلية الحكومة الأردنية بوقف عمليات الإنزال الإغاثية الجوية من الجانب الأردني إلى قطاع غزة، إذا تمّ نشر فيديوهات توثّق الدمار في القطاع من قِبل المصوّرين الأردنيين المرافقين لطائرات الإنزال (30/7).