قُتِل أربعة صحافيين وخمسة مصوّرين في قطاع غزة خلال شهر كانون الثاني/يناير 2025، قبل سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، وطاولت الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية الأخرى خمسة عشر آخرين في القطاع والقدس، وأكثر من عشرين في الضفة الغربية، حيث ارتكبت أيضاً السلطة الفلسطينية أحد عشر انتهاكاً مضافاً إلى وقفها بثّ قناة "الجزيرة" وتجميد عملها والعاملين معها وملاحقة مراسليها. وفي حين استهدف الجيش الإسرائيلي ثمانية مراسلين ومصوّرين في جنوب لبنان بالرصاص الحيّ وأصاب اثنين منهم، لاحقت اعتداءات مناصري "حزب الله" وعناصره آخرين في مناطق مختلفة. كما كان مدوّياً خطف مجهولين مصوّراً وقتله في سوريا.
أما تفاصيل تلك الجرائم والانتهاكات الأخرى في كل من البلدان الأربعة التي يُغطّيها مركز الدفاع عن الحرّيات الإعلامية والثقافية "سكايز"، لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، فجاءت على الشكل الآتي:
في قطاع غزة، واصل الجيش الإسرائيلي استهدافه الصحافيّين والمصوّرين الفلسطينيين وأفراد عائلاتهم خلال شهر كانون الثاني/يناير 2025، قبل بدء تطبيق مفاعيل وقف إطلاق النار ودخوله حيّز التنفيذ، مُنهياً حرب إبادة دامت 15 شهراً، وخلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى ودماراً هائلاً في القطاع. فقد قُتِل كلّ من الصحافي في وكالة "صفا" الإخبارية محمد التلمس (14/1)، والصحافيون الذين يعملون بشكل حرّ أحلام التلولي (13/1) وأحمد أبو الروس وأحمد الشيّاح (15/1) ، والمصوّر في وكالة "الرابعة" للأنباء عمر الديراوي (3/1)، ومصوّر قناة "الغد" الفضائية سائد أبو نبهان (10/1)، والمصوّرون الذين يعملون بشكل حرّ حسن القيشاوي (2/1)وأريج شاهين (3/1) وعلاء سلامة (8/1)، فيما عثرت عائلة الصحافي في شبكة "القدس" الإخبارية ووكالة "وطن" الإعلامية خالد قديح على رُفاته بعد حوالَي أربعة أشهر على فقدان أثره (21/1).
إلى ذلك، أُصيب الصحافي الحرّ بشير أبو الشعر (14/1)، والصحافي في قناة "الصباح" الكويتية همّام الحطّاب (16/1) بقصف الطيران، فيما حاصرت الدبابات كلّاً من مصوّر الوكالة الألمانية صابر نور الدين، والمصوّرين الذين يعملون بشكل حرّ فادي ثابت وسالم الريّس ومصطفى مسلّم وعامر السلطان ومحمد أبو صفية واستهدفتهم بالرصاص الحيّ (19/1). كما قصف الطيران منزل كُلّ من عائلة مراسل قناة "الجزيرة" الإخبارية رامي أبو طعيمة (1/1)، والمُخرج أيمن العمريطي (14/1)، ومركز التضامن الإعلامي التابع لنقابة الصحافيين الفلسطينيين (3/1).
وفي الضفة الغربية، صعّدت القوات الإسرائيلية وتيرة انتهاكاتها بحقّ الصحافيين والمصوّرين الفلسطينيين خلال شهر كانون الثاني/يناير 2025، فاستهدفت بالرصاص الحيّ وقنابل الصوت كُلّاً من مراسل شبكة "قدس" الإخبارية محمد عابد، ومراسل قناة "الغد" خالد بدير وزميله المصوّر شادي جرارعة، ومراسل تلفزيون "العربي" عميد شحادة وزميله المصوّر ربيع المنيّر، ومراسلة قناة "فلسطين بوست" مشاعل أبو الرب، ومصوّر وكالة "SIPA USA" الأميركية ناصر اشتية، والصحافيين الذين يعملون بشكل حرّ جمال ريان ومحمد عتيق وشذا حنايشه (10/1)، والمصوّر الحرّ أحمد شاويش (21/1)، والصحافي الحرّ صهيب أبو دياك والمصوّرة في شبكة "قدس فيد" نغم زايط (28/1)، كما منعت الطواقم الإعلامية من تغطية التطورات في مخيّم جنين واحتجزت بعضهم وطردتهم مرّات عدّة، فيما لاحقت جرّافة عسكرية مراسل قناة "رؤيا" حافظ أبو صبرة وزميله المصوّر محمود فوزي وأجبرتهما على مغادرة المكان (22/1)، واقتحم الجنود مكتب قناة "الجزيرة" وألصقوا قراراً على جدرانه يقضي بتمديد إغلاقه 45 يوماً إضافية (7/1).
وقرّرت محكمة عوفر سجن الصحافي بلال الطويل 9 شهور بتهمة "التحريض" (8/1)، ومدّدت اعتقال الصحافي أسيد عمارنة مرّتين بتهمة "قيادة مركبة من دون تصريح وحيازة سكين فواكه" (2/1). وفي حين اعتقلت القوات الإسرائيلية مراسلة فضائية "تسنيم "الإيرانية فرح أبو عيّاش للتحقيق معها (20/1)، استدعت المخابرات الإسرائيلية الصحافية أشواق عوض (19/1)، واحتجزت الصحافية رغد سلامة (31/1) للتحقيق معهما.
إلى ذلك، استكملت السلطة الفلسطينية هجومها على قناة "الجزيرة"، وقرّرت وقْف بثّها وتجميد عملها والعاملين معها بحجّة "بثّ مواد تحريضية وتقارير تتّسم بالتضليل وإثارة الفتنة" (1/1)، إضافة إلى حجب المواقع الإلكترونية التابعة لشبكة "الجزيرة" الإعلامية أربعة أشهر استناداً إلى قانون الجرائم الإلكترونية (6/1). وتابعت أجهزة السلطة الأمنية ملاحقة العاملين في القناة، فاعتقلت المراسل جيفارا البديري والمصوّر رمضان عفانة ومهندس البثّ حمودة سلامة (19/1)، والمراسل محمد الأطرش (23/1)، واستدعت المراسل ليث جعّار وسلّمته قراراً يمنع ظهوره على القناة لحين انتهاء قرار الإغلاق (9/1)، والصحافي الحرّ محمد سمرين وألزمته بتوقيع تعهّد بعدم العمل مع القناة (8/1).
كما اعتقل الأمن الفلسطيني الصحافيين محمود مطر (6/1) وجراح خلف (8/1) وعبادة طحاينة (11/1)، وحقّق مع مدير البرامج في إذاعة "علم" الصحافي صلاح أبو الحسن (8/1)، ومنع من التغطية كُلّاً من مراسل تلفزيون "العربي" عميد شحادة وزميله المصوّر ربيع المنيّر (14/1)، ومراسل فضائية "الغد" رائد الشريف وزميله المصوّر جميل سلهب، والصحافي الحرّ عبد المحسن شلالدة، ومراسل صحيفة "الحدث" مصعب شاور، ومصوّر وكالة "شينخوا" الصينية مأمون وزوز (15/1).
وفي أراضي الـ48، تواصلت الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحافيين الفلسطينيين خلال شهر كانون الثاني/يناير 2025، وكان أبرزها اعتقال الشرطة الإسرائيلية الصحافية صابرين ذياب بتهمة "التحريض" وتحويلها إلى الحبس المنزلي خمسة أيام (31/1)، فيما قرّرت وحدة خدمات الجمهور إعادة الصحافية لمى غوشة إلى السجن مرة أخرى (9/1). وفي حين عرقلت القوات الإسرائيلية عمل الصحافي باسم زيداني (19/1)، شنّ مستوطنون حملة تحريض وتهديد بحق الصحافيَّين في راديو "الناس" محمد مجادلة (7/1) ومحمد محاميد (16/1).
وفي لبنان، تنوّعت الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر كانون الثاني/يناير 2025، وكان أخطرها استهداف الجيش الإسرائيلي بالرصاص الحيّ كُلّاً من طاقم قناة "LBCI" الذي ضمّ المراسل وسام نصر الله والمصوّر روني حوّاط (16/1)، وطاقم قناة "NBN" الذي ضمّ المراسل حسن فقيه والمصوّر رضوان حرب (26/1)، وطاقم قناة "روسيا اليوم" الذي ضمّ المراسلَين حسين عياد وجويل مارون ومهندس الإرسال حسين خليل الذي أُصيب بشظايا (26/1)، والمصوّر الحرّ حسن فنيش الذي أُصيب برصاصة في ساقه (27/1)، خلال تغطيتهم عودة الأهالي إلى القرى الجنوبية.
في المقابل، منَع عناصر "حزب الله" فريق عمل برنامج "كلّنا للوطن" على قناة "MTV" من استكمال التغطية وحذفوا ما تمّ تصويره أثناء إعداده تقريراً في برج البراجنة (4/1)، فيما اعتدى شبّان على طاقم قناة "LBCI" الذي ضمّ المراسلة لارا هاشم والمصوّرَين طوني كيريلّوس وروبير غصن بالضرب والشتم وصادروا الكاميرا في بلدة دير ميماس، كما حاولوا تحطيم سيارة البثّ بعد اللحاق بهم إلى جسر الخردلي (27/1)، ومنَع مواطنون مراسلة قناة "MTV" نوال بري من استكمال التغطية في بلدة مارون الرأس (26/1).
إلى ذلك، استجوب قاضي التحقيق العسكري الإعلامية في قناة "العربية" ليال الاختيار بسبب إجرائها مقابلة مع المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي (22/1)، وحققّت المباحث الجنائية مع الفنّان قاسم جابر بسبب شكوى من المحامية بشرى الخليل (2/1)، واستدعت كُلّاً من رئيس تحرير منصّة "ميغافون" سامر فرنجية ومديرها التنفيذي جان قصير لكنهما رفضا الامتثال بسبب شكوى مقدّمة من صاحب شركة "سيرتا" هشام عيتاني، على خلفية خبر يتناول تفجير "البيجرز" (2/1). كما استدعى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية الصحافي جان قصير بسبب شكوى من النائب فؤاد مخزومي لكنه أيضاً رفض الامتثال (20/1)، كما حقّق المكتب عينه مع الصحافية سحر غدّار بسبب شكوى من قناة "MTV" (21/1)، فيما قرّرت إدارة قناة "MTV" صرف الصحافية إلسي مفرّج من العمل بسبب بيان صادر عن تجمّع نقابة الصحافة البديلة التي تنسّق مفرّج أعماله (23/1).
وكان لافتاً تسليم السلطات اللبنانية الشاعر المصري عبد الرحمن القرضاوي إلى دولة الإمارات، بناء على طلب استرداد صادر عن الإمارات بتهمة التحريض على زعزعة الأمن فيها بسبب فيديو (7/1).
وفي سوريا، شهدت الساحة الإعلامية جريمة مدوّية خلال شهر كانون الثاني/يناير 2025، تمثّلت في خطف مجهولين مصوّر وكالة "سانا" إبراهيم عجاج وقتله ورمي جثته في أطراف مدينة حماة (22/1). وفي حين اعتقل الجيش الإسرائيلي الصحافي الفرنسي سيلفيان مركادير ومترجمه المحامي السوري محمد فياض في القنيطرة (8/1)، اعتقلت قوات الأمن العام السوري كاتب السيناريو السوري علي صالح من منزله في حمص (2/1)، وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" الناشط الإعلامي ثامر الشحادة في دير الزور (28/1).
وفي الأردن، أسدلت محكمة صلح عمّان الستارة على قضية شغلت الساحة الإعلامية والثقافية لأكثر من عام، بإصدارها قراراً بالإفراج عن الكاتب الصحافي أحمد حسن الزعبي (16/1)، وموافقتها على استبدال عقوبة حبسه بعقوبة مجتمعية، بعد مطالب متكرّرة قدّمتها هيئة الدفاع عنه إلى المحكمة خلال فترة حبسه. وتتمثّل عقوبته المجتمعية بالإسوارة الإلكترونية التي تُلزمه بالبقاء في منزله، إلى حين انتهاء فترة عقوبته التي بقي منها شهران. وكانت محكمة الاستئناف قد أصدرت قراراً بحبسه سنة مع غرامة، على خلفية منشور كتبه على "فايسبوك" منذ حوالَي سنتين عن إضراب الشاحنات في الأردن.