تواصلت الانتهاكات الإسرائيلية بحقّ الصحافيين والمصوّرين والفنّانين الفلسطينيين خلال شهر شباط/فبراير 2025، وطاولت 38 منهم في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، فيما واصل الجيش الإسرائيلي استهداف الطواقم الإعلامية في لبنان في المناطق الحدودية، إضافة إلى سلسلة من الانتهاكات الأخرى ولا سيّما الاستدعاءات وحملات التخوين والتحريض والدعاوى القضائية، وكان لافتاً استمرار مسلسل الخطف في سوريا على يد "مجهولين"، والمنع والتضييق في الأردن.
أما تفاصيل تلك الجرائم والانتهاكات الأخرى في كل من البلدان الأربعة التي يُغطّيها مركز الدفاع عن الحرّيات الإعلامية والثقافية "سكايز"، لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، فجاءت على الشكل الآتي:
في لبنان، تابع الجيش الإسرائيلي استهدافه الطواقم الإعلامية أثناء تغطية التطورات في المناطق الحدودية خلال شهر شباط/فبراير 2025، فاستهدف كُلّاً من طاقم تلفزيون "العربي" الذي ضمّ المراسل رامز القاضي والمصوّر سامر ناصر بقنبلة (18/2)، ومراسلة صحيفة "الأخبار" آمال خليل (16/2) و(26/2) والصحافي الحرّ محمد زناتي (16/2) ومراسل قناة "الميادين" جمال الغربي (26/2)بالرصاص الحيّ وقنبلة صوتية.
إلى ذلك، استدعى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية الشريك المؤسّس ورئيس تحرير موقع "درج" الصحافي حازم الأمين والصحافية في الموقع جنى بركات للمثول أمامه بسبب تقرير صحافي تناول المصرفي أنطون الصحناوي، لكنهما رفضا المثول (11/2)، كما استدعت المفرزة القضائية في الشمال الصحافية في موقع "بيروت تايم" فتاة عيّاد للمثول أمامها بسبب تحقيق صحافي تناول رئيس بلدية داربعشتار، لكنها رفضت المثول أيضاً (24/2).
وفي حين تعرّضت الإعلامية ديما صادق لحملة تحريض وتخوين وتهديد بسبب مواقفها المعارضة لـ"حزب الله" (20/2)، تقدّمت بلدية فاريا بشكوى ضدّ موقع "الخبر" ورئيسة تحريره الصحافية إيفون صعيبي بسبب تحقيق صحافي عن جريمة قتل وقعت في المحلّة (11/2)، وأجّلت محكمة المطبوعات جلسة الكاتب والصحافي طوني بولس بتهم "إثارة النعرات المذهبية والحضّ على النزاع والتحريض على الاعتداء على أمن الدولة والقدح والذمّ والافتراء" واتهام بولس "حزب الله" بالضلوع بتجارة المخدرات إلى 5 تموز/يوليو المقبل (13/2)، فيما منعت السلطات اللبنانية عرض فيلم "كابتن أميركا: برايف نيو وورلد" بسبب مشاركة الممثلة الإسرائيلية شيرا هاس في بطولته (20/2).
وفي قطاع غزة، واصل الجيش الإسرائيلي اعتداءاته على الصحافيّين والمصوّرين الفلسطينيين خلال شهر شباط/فبراير 2025، على الرغم من وقف إطلاق النار، فاستهدفت دباباته طاقم قناة "الجزيرة مباشر" الذي ضمّ المراسل حسام شبات والمصوّر محمد المصري بالرصاص الحيّ (3/2)، وأطلق سراح كُلّ من الصحافي في قناة "الجزيرة" أمين بركة، ومسؤول قسم الإعلام الجديد في قناة "فلسطين اليوم" الصحافي أحمد شقّورة، ويوسف الهندي الذي يعمل مساعداً لشقيقه المصوّر في قناة "الجزيرة" محمد الهندي الذي أبقى عليه معتقلاً (15/2)، ورئيس تحرير موقع "180 تحقيقات" الصحافي رامي أبو زبيدة، والصحافيين الذين يعملون بشكل حرّ بهاء الغول، ومحمد قاعود، وخضر عبد العال الذي اعتقله مع شقيقه الصحافي المتعاون مع قناة "الجزيرة" أحمد الذي أبقى عليه معتقلاً (27/2)، وكان قد اعتقلهم منذ أشهر وتعرّضوا للضرب والتعذيب خلال الاعتقال.
إلى ذلك، منع عدد من عناصر الشركة الأمنية الأميركية ـ المصرية المصوّر الحرّ عبد الرحيم خضر من استكمال التصوير بطائرته الدرون وحذفوا المواد التي صوّرتها (9/2).
وفي الضفة الغربية، واصلت القوات الإسرائيلية انتهاكاتها بحقّ الصحافيين الفلسطينيين خلال شهر شباط/فبراير 2025، فاستهدفت كُلّاً من مراسل تلفزيون "العربي" عميد شحادة وزميله المصوّر ربيع المنيّر، ومراسلة وكالة "وفا" فاطمة إبراهيم، ومراسل صحيفة "القدس" علي السمودي، والصحافيَّين اللذين يعملان بشكل حرّ محمود زكارنة وشذى حنايشة (9/2)، ومراسل قناة "رؤيا" حافظ أبو صبرة وزميله المصوّر محمود فوزي ومصوّر وكالة "SIPA" الأميركية ناصر اشتية (16/2)، ومراسل موقع "فلسطين بوست" مجاهد طبنجة (16/2) و(25/2)، ومراسل شبكة "قدس" عبد الله بحش (16/2) و(25/2)، والمصوّرَين اللذين يعملان بشكل حرّ صدقي ريان (16/2) ومحمد السايح (16/2) و(25/2) ، ومراسلة راديو "حياة" أميرة حموضة (25/2)، بالرصاص الحيّ وقنابل الصوت والغازخلال تغطيتهم الإعلامية في مناطق مختلفة. وفي حين اعتدت على الصحافي الحرّ مصعب شاور بالضرب المبرّح (1/2)، حطّمت ثلاث آليات عسكرية معدّات الصحافي الحرّ عبادة طحاينة عند محاولتها دهسه (2/2).
كما اعتقل الجيش الإسرائيلي الصحافي الحرّ حسن عماد أبو الحسن (7/2)، ومنع كُلّاً من مراسل تلفزيون "فلسطين" أمير حلمي شاهين وزميله المصوّر لؤي سمحان، ومصوّر الوكالة "الفرنسية" جعفر اشتية، والصحافي الحرّ صدقي ريان من استكمال عملهم الصحافي (2/2)، واحتجز كُلّاً من مراسل صحيفة "القدس" علي السمودي وهدّده بإطلاق الرصاص عليه (26/2)، والصحافيين الذين يعملون بشكل حرّ محمد إسماعيل مشارقة ونضال أشمر النتشة وإيهاب العلاّمي وحقّق معهم (1/2)، فيما حقّقت المخابرات مع مشارقة والنتشة في اليوم التالي (2/2)، ومع الصحافية الحرّة بشرى جمال الطويل (3/2).
إلى ذلك، احتجز الأمن الفلسطيني مراسل الشبكة "الإيرانية" خالد صبارنة وتمّ وضعه في سيارة الأمن والتحقيق معه (23/2)، فيما أفرجت مباحث الشرطة عن الصحافي الحرّ جراح خلف الذي تعرّض للضرب والتعذيب والتهديد خلال الاعتقال وصودرت معدّاته (5/2).
وفي أراضي الـ48، صعّدت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وتيرة انتهاكاتها بحقّ الصحافيين والمصوّرين الفلسطينيين خلال شهر شباط/فبراير 2025، فاعتقلت كُلّاً من الصحافي في راديو "الناس" سعيد حسنين (/262)، والصحافيَّين اللذين يعملان بشكل حرّ محمد صادق وزوجته بيان جعبة مع طفلتيهما، وبعد ساعات من التحقيق معهما سلّمت صادق قراراً بالإبعاد عن المسجد الأقصى وحوّلت زوجته إلى الاعتقال المنزلي بتهمة "التحريض" (/282). كما استدعت مراسل وكالة "العاصمة" سيف قواسمي (9/2) والمصوّر الحرّ محمد ادكيدك (/262) وسلّمتهما قراراً بالإبعاد عن الأقصى أسبوعاً، ومنعت مراسل موقع "الجرمق" الإخباري ورد قراقرة ومراسل موقع "بانيت" معتصم مصاروة من دخول الأقصى للتغطية (3/2). وفي حين حوّلت المحكمة المركزية في القدس ملف الصحافية الحرّة لمى غوشة مجدداً إلى وحدة ساعات خدمة الجمهور (12/2)، صادقت المحكمة الإسرائيلية على قرار الحكومة بتمديد إغلاق مكتب قناة "الجزيرة" في القدس وحظر عملها لمدة 60 يوماً (/172).
إلى ذلك، دهمت الشرطة الإسرائيلية المكتبة العلمية وصادرت مئات الكتب منها واعتقلت مالكَيها بحجّة "احتواء المكتبة على كتب تتضمّن التحريض على الإرهاب والعنف" (9/2)، وألغت عرضاً مسرحياً للفنّان الكوميدي نضال بدارنة تحت عنوان "الكبة الحديدية" مرّتين واحتجزته 4 ساعات للتحقيق معه حول تلك العروض (/142)، فيما تبلّغت الفنّانة الفلسطينية أمل مرقس بإلغاء مشاركتها في ندوة ثقافية بسبب حملات التحريض والتهديد ضدّها من قِبل مستوطنين (/252).
وفي سوريا، تواصلت عمليات خطف الصحافيين خلال شهر شباط/فبراير 2025. فقد خطف مجهولون المدير السابق لقناة "الإخبارية" الحكومية صالح إبراهيم في دمشق، ونفى الأمن العام أن يكون موقوفاً لديه (10/2)، في حين منعت الحكومة المؤقتة في دمشق أيضاً ورشة عمل عن تطبيق العدالة من دون توضيح الأسباب (27/2).
وفي الأردن، تنوّعت الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر شباط/فبراير 2025، وكان أبرزها تعرُّض الإعلامي الأردني حسام الغرايبة لهجوم إلكتروني واسع وتقديم شكويين بحقه على خلفية انتقاده مضمون خطابات بعض الشخصيات الأردنية(24/2)، وإعلان الفنّان ضافي العبداللات أن التلفزيون الأردني منع بثّ برنامجه "المسحّراتي" خلال شهر رمضان "لأسباب شخصية" (28/2). وفي حين ردّت المحكمة الدستورية الأردنية طعن موقع "جو 24" بقرار يُطالبه بدفع مبلغ ألف دينار بدل اشتراك سنوي لنقابة الصحافيين وهيئة الإعلام (18/2)، أفرجت الأجهزة الأمنية عن الصحافية هبة أبو طه بعد انتهاء محكوميتها ودفع غرامتها التي تمّ تأمينها من خلال إطلاق حملة تبرّعات نجحت في جمعها (13/2).