قضى شاعر ورسّامة ومصوّران وخمسة صحافيين وأصيب عشرة آخرون بالقصف الإسرائيلي على قطاع غزة خلال شهر نيسان/أبريل 2025، فيما طاولت الانتهاكات الإسرائيلية الأخرى 38 منهم في كلّ من الضفة الغربية وغزة وأراضي الـ48. وتواصلت الاستدعاءات في لبنان، وكانت مطعّمة بالمنع والاعتقال اللذين تصدّرا أيضاً واجهة الانتهاكات في الأردن وسوريا.
أما تفاصيل تلك الجرائم والانتهاكات الأخرى في كل من البلدان الأربعة التي يُغطّيها مركز الدفاع عن الحرّيات الإعلامية والثقافية "سكايز"، لبنان وفلسطين وسوريا والأردن، فجاءت على الشكل الآتي:
في لبنان، تعدّدت الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر نيسان/أبريل 2025، وتضمّنت توقيف عناصر من الجيش اللبناني مراسل موقع "مناطق نت" مهدي كريّم والناشط البيئي الدكتور حسيب عودة خلال تواجدهما في مشروع مُخالف في منطقة الشواكير قرب محميّة صور الطبيعية (27/4)، قبل إطلاق سراحهما دون مسح أي من الصوّر، واستدعاء كُلّ من رئيس تحرير موقع "درج" حازم الأمين ورئيسة مجلس الإدارة عليا إبراهيم وسكرتيرة التحرير ديانا مقلّد، والشريك المؤسّس لمنصّة "ميغافون" جان قصير ورئيس التحرير سامر فرنجية للمثول أمام النيابة العامة التمييزية في بيروت (10/4)، بناءً على إخبار يتّهم الموقعين بالتسبب بالانهيار الاقتصادي الذي يعاني منه لبنان، لكنهم رفضوا المثول وطلبوا تحويل الملف إلى محكمة المطبوعات (15/4).
إلى ذلك، منَع الأمن العام عرض فيلم "سنو وايت" في لبنان بسبب مشاركة ممثلة إسرائيلية فيه (11/4)، بينما أعلنت شبكة الشرق الأوسط للإرسال (MBN)التي تضمّ تحت مظلّتها قناة "الحرّة" وموقعها الإخباري، تقليص عدد موظفيها في بعض الدول ومن بينها لبنان، ما أدّى إلى صرف 13 موظفاً من مكتب بيروت (12/4). كما علّقت إدارة منصّة "ميتا" حساب منصّة "ميغافون" على منصّة "إنستغرام" وأعادته في اليوم التالي، بسبب البلاغات الجماعية ضدّ الحساب (30/4).
وفي قطاع غزة، تواصلت المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحقّ المدنيين خلال شهر نيسان/أبريل 2025، وبينهم صحافيون ومصوّرون وفنّانون وعدد من أفراد عائلاتهم. فقد قُتِل كُلّ من الصحافي في إذاعة "صوت الأقصى" محمد البردويل وزوجته وأطفالهما الثلاثة (1/4)، والصحافية الحرّة إسلام مقداد مع طفلها (6/4)، ومسؤول قسم السوشيل ميديا في وكالة "فلسطين اليوم" الصحافي حلمي الفقعاوي (7/4) وزميله الصحافي أحمد منصور (8/4)، والصحافي في إذاعة "صوت الأقصى" سعيد أبو حسنين مع زوجته وابنته (23/4)، والمصوّرَين اللَّذين يعملان بشَكلٍ حُرّ يوسف حسّونة (3/4) وفاطمة حسّونة (16/4)، والرسامة دينا خالد زُعرُب (13/4)، والشاعر والأديب محمد تامر انصيو مقداد (18/4).
كما أصيب كُلّ من الصحافي الحرّ حسن إصليّح، ومراسل الإذاعة الجزائرية ماجد قديح، ومراسل قناة "بي بي سي عربي" أحمد الآغا، ومصوّر قناة "الأناضول" عبد الله العطار، ومصوّر قناة "الجزيرة" محمود عوض، ومصوّر قناة "أي بي سي" إيهاب البُرديني، ومصوّر موقع "علم 24" علي إصليّح (7/4)، والمصوّرين الذين يعملون بشكل حرّ محمد فايق وعبد الرؤوف شعث (7/4) وسلمى القدومي (8/4). فيما أطلقت مسيّرة إسرائيلية الرصاص على كُلّ من مراسل قناة "العالم" باسل خير الدين، ومراسلة قناة "المسيرة" دُعاء رُوقة، ومراسل قناة "الكوفية" أحمد حرب، ومراسل التلفزيون "العربي" إسلام بدر، ومراسل قناة "الاتجاه" مازن البلبيسي (21/4).
إلى ذلك، منع عناصر من أمن حركة "حماس" مراسل إذاعة "صوت الحرية" توفيق أبو جراد من تغطية حراك نسوي يُطالب بإنهاء الحرب (27/4).
وفي الضفة الغربية، تابعت القوات الإسرائيلية انتهاكاتها بحقّ الصحافيين الفلسطينيين خلال شهر نيسان/ أبريل 2025، فاستهدفت بالرصاص الحيّ وقنابل الغاز والصوت كُلّاً من مراسل تلفزيون "رؤيا" حافظ أبو صبرة وزميله المصوّر محمود فوزي، ومصوّر موقع "فلسطين بوست" مجاهد طبنجة، ومصوّر "فضائية النجاح" عمير استيتية، ومصوّر وكالة "شينخوا" نضال أشتية (9/4)، والصحافيَّين اللذين يعملان بشكل حرّ محمد سمرين (2/4) ومحمد السايح (9/4)، ومراسلتَي قناة "العالم" شادية بني شمسة (9/4)، وراية عروق (20/4)، وزميليهما المصوّرَين صهيب أبو دياك (9/4) ومحمد عبد الخالق (20/4).
كما اعتقلت الصحافيين الذين يعملون بشكل حرّ سامر خويرة (10/4)، وإبراهيم أبو صفية (16/4)، وآيات رمضان وخالد أبو عيشة الذي تعرّض للضرب (2/4)، ومراسلة تلفزيون "فلسطين" آمنة بلالو وزميلها المصوّر طارق أبو زيد (12/4)، ومراسل صحيفة "القدس" علي السمودي (29/4)، والمصوّر الحرّ معاذ عمارنة (2/4). وعرقلت عمل كُلّ من مراسلَي تلفزيون "فلسطين" جهاد القواسمي (8/4)، ومحمد خطيب (28/4)، وزميليهما المصوّرَين علاء الحدار (8/4) وعبد الله أبو صبرا (28/4)، ومراسل فضائية "رؤيا" حافظ أبو صبرا وزميله المصوّر محمود فوزي، ومراسل تلفزيون "الغد" شادي جرارعة وزميله المصوّر خالد بدير، والصحافيَّين اللذين يعملان بشكل حرّ عبد الله بحش ومحمد السايح (28/4).
إلى ذلك، استدعت المخابرات الفلسطينية الصحافي ومقدّم البرامج في إذاعة "حياة نابلس" أدهم الخروبي واعتقلته (27/4)، ثم مدّدت محكمة نابلس اعتقاله شهراً بتهم "إثارة النعرات وذمّ السلطة وقدح المقامات".
وفي أراضي الـ48، واصلت الشرطة الإسرائيلية انتهاكاتها بحقّ الصحافيين الفلسطينيين خلال شهر نيسان/أبريل 2025، فاعتقلت مراسلة شبكة "العاصمة" نادين جعفر وسلّمتها قراراً بالإبعاد عن المسجد الأقصى حتى
5 أيار/مايو المقبل (11/4)، كما سلّمت الصحافي الحرّ فراس الدبس قراراً بالإبعاد عن الأقصى ثلاثة شهور (6/4)، وعرقلت عمل كُلّ من مراسلة وكالة "الجرمق" الإخبارية كارين الباش ومراسلة قناة "الرؤيا" ورد قراقرة (10/4).
إلى ذلك، منعت إدارة جامعة حيفا عرض مسرحية بعنوان "مراقب الدولة" من دون سبب واضح (28/4)، وفي حين أفرجت مصلحة السجون عن المصوّر الحرّ سعيد ركن بشرط إبعاده عن بلدته (3/4)، مدّدت المحكمة المركزية في حيفا اعتقال الصحافي في "راديو الناس" سعيد حسنين 8 أيام (28/4).
وفي سوريا، تنوّعت الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر نيسان/أبريل 2025، وكان أبرزها اعتقال الأمن السوري المراسل أكرم صالح والمصوّر جودي حاج علي بالخطأ لأكثر من عشر ساعات، خلال تغطيتهما الأحداث في بلدة أشرفية صحنايا في ريف دمشق (30/4)، فيما اعتقلت قوى الأمن التابعة للإدارة الذاتية الكردية "الأسايش" مراسل قناتَي "العربية" و"الحدث" جمعة عكاش بسبب منشور في القامشلي (24/4).
إلى ذلك، ألزمت وزارة الإعلام السورية الناشرين بالحصول على موافقة رسمية منها عبر مديرية التقييم الإعلامي قبل نشر الكتب (22/4)، في حين شطبت نقابة الفنّانين الفنّانة سلاف فواخرجي من جدولها استناداً إلى قانون الأسد "لإصرارها على إنكار الجرائم الأسدية" (15/4).
وفي الأردن، استمرّت تداعيات قضية "المخطّط الإرهابي" على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر نيسان/أبريل 2025. فقد أصدرت هيئة الإعلام تعميماً بمنع النشر في قضية "جماعة الإخوان المسلمين" المنحلّة، ومنع الأمن الأردني الصحافيين من دخول مقرّ "جبهة العمل الإسلامي" وتصوير مصادرة الوثائق، كما منعت وزارة الداخلية الصحافيين والمصوّرين من دخول مقرّها لحضور المؤتمر الصحافي للوزير مازن الفراية عن تطوّرات القضية، لكنها استثنت مراسلي المحطتين الرسميتين قناة "المملكة" و"التلفزيون الأردني" (23/4)، فيما حظّرت محكمة أمن الدولة نشر أي مستندات أو بيانات أو وثائق أو محاضر تتعلّق بوقائع جلسات القضية (29/4).
إلى ذلك، تعرّض الإعلامي بلال العجارمة لهجمة إلكترونية أساءت إلى شخصه ومهنيته ولهجته، بعد إلقائه محاضرة في ندوة للطلاب في الجامعة الهاشمية، معتبرة أنه "شخصية لا تستحق أن يُقدِّم محاضرة في ندوة، وأن هناك إعلاميين أكثر أحقية منه" (30/4).