قضى 4 صحافيين و4 مراسلين و7 مصوّرين وأُصيب 9 آخرون بالقصف الإسرائيلي على قطاع غزة خلال شهر آب/أغسطس 2025، وطاولت الانتهاكات الأخرى 17 منهم في الضفة الغربية والقدس. كما عُثر على ناشط إعلامي سوري مشنوقاً في منزله في دير الزور مع وجود آثار تعذيب على جثته، وقُتِل صحافي باستهداف مسيّرة إسرائيلية سيارته في لبنان، حيث تواصلت أيضاً الاستدعاءات والشكاوى بحقّ الصحافيين وطاولتهم حملات التحريض والتهديد مع أقاربهم، فيما كانوا عرضة للاعتقال والاستدعاء والملاحقة في الأردن.
أما تفاصيل تلك الجرائم والانتهاكات الأخرى في كل من البلدان الأربعة التي يُغطّيها مركز الدفاع عن الحرّيات الإعلامية والثقافية "سكايز"، لبنان وفلسطين وسوريا والأردن، فجاءت على الشكل الآتي:
في لبنان، تنوّعت الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر آب/أغسطس 2025. فقد قُتِل مدير موقع "هوانا لبنان" الصحافي محمد شحادة باستهداف مسيّرة إسرائيلية سيارته على طريق الزهراني في الجنوب (8/8)، فيما تعرّض الإعلامي رامي نعيم لحملة تحريض وتهديد بالقتل (11/8)، وأفراد من عائلة مدير تحرير موقع "أساس ميديا" الصحافي محمد بركات للمضايقات (15/8)، بسبب مواقفهما السياسية. كما استدعى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية رئيسة تحرير موقع جريدة "الخبر" الإلكترونية الصحافية إيفون أنور صعيبي على خلفية شكوى مقدّمة من نقابة خبراء المحاسبة المجازين بسبب عدد من المقالات، لكنها رفضت الامتثال لقرار الاستدعاء (22/8).
إلى ذلك، تقدّم النائب بلال عبد الله بشكوى أمام مكتب المباحث الجنائية بحقّ مديرة تحرير جريدة "الحرّة" الإلكترونية الصحافية كارين عبد النور بسبب مقال (25/8)، كما تقدّمت بلدية صيدا بإخبار أمام النيابة العامة الاستئنافية في الجنوب ضدّ موقع "البوست" بجرم "إثارة النعرات الطائفية" على خلفية مقال أيضاً (22/8)، فيما أغلقت إدارة منصّة "ميتا" حسابات الممثّلة الكوميدية شادن فقيه على تطبيقَي "فايسبوك" و"إنستغرام" من دون توضيح الأسباب (5/8).
وفي قطاع غزة، تابع الجيش الإسرائيلي ارتكاب مجازره بحقّ المدنيين خلال شهر آب/أغسطس 2025، وبينهم صحافيون ومصوّرون وأفراد من عائلاتهم. فقد قُتِل كُلّ من مراسلَي قناة "الجزيرة" أنس الشريف ومحمد قريقع وزملائهما المصوّرين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل (10/8) ومحمد سلامة (25/8)، ومصوّر وكالة "رويترز" حسام المصري (25/8)، والمصوّرة في موقع "أندبندنت عربية" مريم أبو دقة (25/8)، والمصوّرَين اللذين يعملان بشكل حرّ مؤمن عليوة (10/8) ومُعاذ أبو طه (25/8)، ومراسل شبكة "قدس فيد" أحمد أبو عزيز (25/8)، ومراسلة قناة "القدس اليوم" الفضائية إسلام عابد (31/8)، والأكاديمي والصحافي في صحيفة "الحياة الجديدة" حسن دُوحان (25/8)، والصحافيّين الذين يعملون بشكل حرّ محمد الخالدي (10/8) وإسلام الكُومي (18/8) وإيمان الزاملي (31/8)، فيما أُصيب كُلّ من الناشط الإعلامي عبد الرحمن بطّاح (2/8)، ومراسل قناة "الكوفية" محمد صبح (10/8)، والصحافيَّين اللذين يعملان بشكل حرّ أحمد الحرازين (10/8) ورامي أبو زبيدة (26/8)، ومصوّر تلفزيون "فلسطين" جمال بدح (25/8)، ومصوّر وكالة "رويترز" حاتم عمر (25/8)، والمصوّرين الذين يعملون بشكل حرّ محمد قِيتة (10/8) ومحمد فايق (25/8) وفايز قريقع (31/8)، بقصف الطيران الحربي الإسرائيلي على القطاع.
وفي الضفة الغربية، صعّدت القوات الإسرائيلية وتيرة اعتداءاتها على الصحافيّين الفلسطينيين خلال شهر آب/أغسطس 2025، فاعتدت على مصوّر وكالة "أسوشيتد برس" عماد اسعيد بالضرب (26/8)، واستهدفت بقنابل الصوت والغاز كُلّاً من مراسل فضائية "الغد العربي" ضياء حوشية ومصوّر وكالة "الأناضول" التركية هشام أبو شقرة (26/8)، والصحافيَّين اللذين يعملان بشكل حرّ صدقي أيوب ريان وعبد الله تيسير بحش، ومراسل قناة "رؤيا" حافظ أبو صبرة، ومراسلة تلفزيون "الفجر" ساجدة بني شمسة، ومصوّر وكالة "سيبا" ناصر شتية، ومصوّر قناة "الجزيرة" فادي ياسين (27/8)، فيما حاولت آلية عسكرية إسرائيلية دهس كُلّ من أبو شقرة وحوشية (26/8). كما منعت مراسل قناة "دويتشه فيله" الألمانية رجائي خطيب من التغطية (26/8)، واحتجزت مراسل تلفزيون "فلسطين" بدر أبو نجم وزميله المصوّر سعود هايل (16/8)، واعتقلت كُلّاً من المصوّر الحرّ معاذ عمارنة (20/8)، والصحافي الحرّ أُسيد عمارنة (27/8)، خلال تغطيتهم الإعلامية في مناطق مختلفة.
إلى ذلك، اعتقلت المخابرات الفلسطينية مراسل قناة "الكوفية" العراقية مازن عواد بعد اقتحام منزله، ومدّدت محكمة الصلح في نابلس في اليوم ذاته اعتقاله 15 يوماً على ذمّة التحقيق بتهمة "حيازة سلاح ناري وتلقّي أموال من جهات غير مشروعة" (19/8).
وفي أراضي الـ48، واصلت الشرطة الإسرائيلية انتهاكاتها بحقّ الصحافيين الفلسطينيين خلال شهر آب/أغسطس 2025، فاحتجزت كُلّاً من مراسلة موقع "الجرمق" الإخباري سيرين جبارين ثلاث ساعات وحقّقت معها في حيفا (14/8)، ومراسل راديو "الناس" ضياء حاج يحيى ومراسل موقع "كل العرب" حسن شعلان لمدة ساعة في كفر قاسم (24/8)، خلال تغطيتهم الإعلامية.
وفي سوريا، أرخى خبر العثور على الناشط الإعلامي السوري كندي العداي مشنوقاً داخل شقته في حيّ الجورة في مدينة دير الزور بثقله على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر آب/أغسطس 2025، لا سيّما بعد اكتشاف آثار تعذيب على جثته، وإعلان قيادة الأمن الداخلي في دير الزور في 10 آب/أغسطس، بعد أسبوع من وقوع الجريمة، القبض على أفراد العصابة الذين نفّذوها، من دون إعطاء أي تفاصيل عن الدوافع والأسباب، مع العلم أنه لم يمرّ شهر على عودة العداي من ألمانيا.
وفي الأردن، تواصلت الانتهاكات بحقّ الصحافيين خلال شهر آب/أغسطس 2025، فاعتقلت المخابرات الأردنية المُخرج أحمد الرمحي من دون معرفة الأسباب (20/8)، واستدعت وحدة الجرائم الإلكترونية الصحافي محمد العنانزة على خلفية شكوى تشهير قدّمها ضدّه مدير أحد المراكز الشبابية بسبب منشور (25/8). وفي حين سلّمت نقابة الصحافيين مدّعي عام عمّان قائمة بـ33 شخصاً بحجّة انتحالهم صفة إعلاميين (7/8)، نشرت وكالة الأنباء الأردنية خبراً زائفاً عن تعرّض صحيفة "السبيل" الأردنية للإغلاق "بسبب ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين المنحلّة" (2/8).